رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أكبر التحديات.. وكلام مهم لنجيب محفوظ!


لا شك أن الإرهاب هو أكبر التحديات التي نواجهها اليوم بالتوازي مع الزيادة السكانية الرهيبة.. وقد آن الأوان أن نعمل جميعًا على مواجهتهما بالعلم والعمل والفكر والاجتهاد وتنمية البشر وجودة الحياة.. فبلادنا لا تزال تستنزف اقتصاديا وبشريًا، حيث تنزف دماء الشهداء وآخرهم الضابط ساطع النعماني، الذي قرر الرئيس السيسي في بادرة إنسانية طيبة إطلاق اسمه على ميدان النهضة أكبر ميادين الجيزة.


ما تمر به مصر اليوم من ظروف صعبة يحتم تعبئة وطنية مستنيرة لعبور هذه المرحلة المضطربة إقليميًا ودوليًا وهو ما يضاعف أعباء ومسئوليات الحكومة التي أراها مطالبة بالخروج للناس والتواصل معهم وطمأنتهم على المستقبل.. فالمواطن يحتاج لأن يشعر بوجود الحكومة إلى جواره في محاربة الغلاء وارتفاع الأسعار بلا مبرر، وتوفير الخدمات بجودة ملموسة.

واقعنا المعاصر وأزماته ليست شيئًا مفاجئًا ولا مستحدثًا؛ فالروائي العالمي نجيب محفوظ قد شخصه بدقة متناهية؛ محذرًا من تداعياته حين قال: "لا يجوز لأمة متدينة أن تعرف سلبيات مثل الكسل والتهاون والتسيب والظلم والرشوة والاستغلال والامتيازات فإن وجدت فإنما يعني هذا أنها لا تعرف دينها.. فإن كانت تعرفه فإنما يعني أنها تعرفه ولا تؤمن به..

فإن كانت تؤمن به فإنما يعني أن إيمانها ينقصه التطبيق، وأنها تتهاون في تعليمه لأبنائها؛ فليست التربية الدينية حفظًا وتسميعًا لكنها محاولة صادقة لإعادة خلق الفرد على أسس سامية يصلح بها لمواجهة تحديات عصره، وتحفظ له التوازن النفسي والعقلي والخلقي بين ما ينبغي في دنياه وما يتطلع إليه في آخرته..".

وفي قراءة واعية للعصر قال محفوظ "ما عصرنا إلا عصر العلم والعمل وحقوق الإنسان.. فمن الحكمة أن نجعل الدين منطلق تربيتنا ونهضتنا ومن نعم الله علينا أن ديننا دين دنيا، كما أنه دين آخرة؛ يدعو إلى تعمير الأرض ويقدس العلم ويجعل العمل عبادة؛ فضلًا على أنه رحمة للعالمين؛ لما أعلنه من حقوق للإنسان، وما قرره من مساواة بين البشر".

كلمات نجيب محفوظ كاشفة لكثير من علل مجتمعنا وآفاته وهي بمثابة روشتة دواء لتلك الأوجاع.. وما أكثرها.. ومن يتأمل كلمات الإمام المستنير محمد عبده الذي قال "رأيت في الغرب إسلامًا بلا مسلمين.. وفي الشرق مسلمين بلا إسلام"، يجد ذلك الانفصام الذي ضرب مجتمعاتنا بصورة.. وهذا هو موطن الخلل الذي يستلزم أن نتداركه؛ ثقافة وسلوكًا وتطبيقًا أمينًا لمبادئ الدين الحنيف..

مطلوب مراجعة جادة وواعية لخطابنا الديني والثقافي والإعلامي والسياسي حتى نعوض ما فاتنا وننهي حالة الجدل والفصام التي تغرقنا في الماضي وتحجب عنا المستقبل.. وحتى نعود أمة وسطًا تهدي إلى الحق وإلى صراط الله العزيز الحميد.
Advertisements
الجريدة الرسمية