رئيس التحرير
عصام كامل

قتل وتعذيب واتجار في الآثار والمخدرات.. حصيلة جرائم ضباط في 2018

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

نظرت المحاكم خلال عام 2018 آلاف القضايا، ومن بين ما عجت به أروقتها كانت قضايا لضباط تم القبض عليهم بتهم مختلفة، وصدرت ضدهم أحكام نهائية، فمنهم من قتل وعذب ومنهم من ضرب زوجته حتى أجهضها.


«فيتو» ترصد في التقرير التالي أبرز قضايا الضباط.

ضابط مدينة نصر
منذ 6 أشهر تلقت مباحث قسم شرطة أول مدينة نصر بلاغا من ربة منزل في العقد الثالث من العمر، تتهم زوجها بالتعدي عليها بالضرب المبرح وإجهاضها عمدا لعدم رغبته في إنجاب أطفال منها، وبسؤالها عن هوية زوجها وعمله للإرسال في طلبه، أجابت بأنه ضابط شرطة.

وأرسل القسم إشارة لجهة عمل الضابط المتهم لاستدعائه والاستماع لأقواله، ولكنه لم يحضر، واتخذت الإجراءات القانونية وإحالة الواقعة إلى النيابة العامة للتحقيق.

وقالت المدعية: إن زوجها كره الحياة معها، وأصبح لا يطيق العيش برفقتها، وعندما أخبرته بحملها استشاط غضبا، وأمرها بالتخلص من الجنين، فرفضت فانهال عليها ضربا حتى أجهضها.

وبعد الانتهاء من استيفاء النيابة من تحقيقاتها وسماع الشهود، أحالت القضية إلى محكمة جنح مدينة نصر، التي قضت في نوفمبر الماضي بالحبس عامين مع الشغل، للضابط المبلغ ضده وكفالة مالية قدرها ألف جنيه، بتهمة الشروع في قتل زوجته، والتعدى عليها بالضرب المبرح مما نتج عنه إجهاضها.

قاتل عفروتو

وفي يناير الماضي استفاق أهالي منطقة المقطم على جريمة نكراء وقعت داخل القسم، فبعد أن ألقي معاون مباحث القسم وقوة مرافقة له القبض على شاب مشهور باسم "عفروتو"، أبلغوا أهله بوفاته، إلا أن هذا الخبر لم يمر مرور الكرام على ذوي المتوفي، بل قاموا بافتعال أعمال شغب بمحيط القسم، محاولين اقتحامه.

بدأت النيابة تحقيقاتها ومناظرة الجثة، واشتبه المحقق في أن تكون الوفاة جنائية، فأمر بعرض الجثة على الطب الشرعي الذي أورد تقريره بأن المتوفي تعرّض لضرب مبرح نتج عنه إصابته بانسكاب دموي رأسي الوضع، مقابل الضلع السابع الأيسر على الخط الإبطي الأمامي، وكسر بالضلع السابع الأيسر، وكدمة بالحافة السفلية في الفص السفلي للرئة اليسرى، وتهتكات شديدة بالطحال ونزيف دموي إصابي بتجويف البطن.

فأمرت النيابة باستدعاء معاون المباحث وأمناء الشرطة، وعقب سماعهم أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وعقب مرور أكثر من 10 أشهر أحالت القضية إلى محكمة جنايات عابدين التي قضت في نوفمبر الماضي، بالحبس 3 سنوات لمعاون مباحث قسم شرطة المقطم، ومعاقبة أمين شرطة بالحبس لمدة 6 أشهر.

حدائق القبة
في يونيو الماضي شهدت منطقة حدائق القبة بغرب القاهرة حالة من الهرج والمرج، فالأهالي يركضون نحو قسم الشرطة، بعد أن ألقي القبض على مشتبه به في إحدي القضايا يحمل اسم شهرة "زلطة"، ووفاته داخل القسم من التعذيب.

النيابة كشفت تفاصيل الحادث، حيث تبين قيام رئيس مباحث ومعاون مباحث و4 أمناء شرطة بقسم حدائق القبة، بقتل وتعذيب المجني عليه داخل القسم لدفعه للاعتراف بجريمة سرقة، وبمناظرة الجثة تبين وجود إصابات متفرقة بمختلف أنحاء جسده، ووجود آثار تعذيب بالصعق الكهربائي.

وبانتقال النيابة لمعاينة غرفة المباحث داخل القسم كشفت عن وجود عنف جنائي بها، وتحطم في زجاج باب الغرفة، ووجود آثار عنف واضحة بها، كما استعانت النيابة بكاميرات المراقبة التي أثبتت احتجاز المجني عليه الآخر داخل القسم لمدة 24 ساعة، وتم الاعتداء عليه وتعذيبه لتحديد شريكه في السرقة حتى أقر باعترافه على المجني عليه المتوفي، كما كشفت كاميرا المراقبة بمكان الضبط عدم مقاومة المجني عليه أثناء ضبطه.

وأمرت النيابة في أغسطس الماضي بإحالتهم إلى محكمة الجنايات، حيث تنظر محاكمتهم أمام محكمة جنايات عابدين.

عين شمس
وفي مايو الماضي تلقت نيابة عين شمس معلومات تفيد بقيام ضابط شرطة بالاشتراك مع 5 آخرين بتكوين تشكيل عصابي للنصب على المواطنين وسرقة تجار الآثار متخذين من المنطقة مكانا لمزاولة نشاطهم الاجرامي، وعلي الفور أصدرت النيابة أمرا بالقبض على المتهمين.

وتسلمت مباحث قسم شرطة عين شمس الإذن، وأعدت الأكمنة اللازمة لعملية الضبط، وبالفعل تم القبض على المتهمين متلبسين، وامام النيابة اعترف اثنين من المتهمين أن ضابط أقنعهم بالنصب على تجار الآثار، والاستيلاء على أموالهم عن طريق بيع آثار مقلدة لهم، مشيرين إلى أنه أثناء التسليم يلقي الضابط القبض عليهم جميعًا، ويسمح لتاجر الآثار بالهروب.

وبإجراء التحريات تبين اتفاق الضابط المتهم مع 5 أشخاص آخرين على تكوين تشكيل عصابي، وإعداد كمائن زائفة لسرقة المواطنين بالإكراه، والاتجار بالقطع الأثرية، لتحقيق ثروة طائلة، حيث حدد دور الـ5 أشخاص الآخرين، وكان دور كل من "الثاني والثالث" إحضار القطع الأثرية، و"الرابع والخامس" توفير مشتر لبيعها له، والحصول على المبلغ المالي منه.

وتبين استيلاء المتهمين على مبلغ "مليون و900 ألف جنيه" من أحد تجار الآثار، عقب اقتحام الضابط لموقع التسليم، مدعيا قيادته حملة أمنية، وإيهام تاجر الآثار بالقبض عليهم، وإعطائه فرصة لمغافلتهم والهروب، وأمرت النيابة بإحالتهم جميعا إلى محكمة الجنايات محبوسين.
الجريدة الرسمية