رئيس التحرير
عصام كامل

الخشت: قراءة النصوص الدينية بعقلانية «ضرورة»

فيتو

أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أهمية قراءة النصوص الدينية بالاعتماد على التأويلات العقلانية والعلمية.


وأوضح الخشت أن جامعة القاهرة تخوض حربا ضد العقل المغلق وتشكيل العقل المتحرر.

وأشار إلى أهمية بناء نسق فكري ومعرفي مفتوح ومتحرر ومتطور، في مواجهة النسق الفكري المغلق والمتشدد يقوم على التفكير الإبداعي الخلاق، واستدعاء الوعي النقدي التحليلي بعيدًا عن القوالب الجاهزة التي تعيق الإبداع والتطور، وعدم التمييز على أساس ديني أو عرقي أو اجتماعي أو سياسي أو غيره من أسس التمييز التي تتعارض مع فكرة المواطنة.

وأضاف الخشت، أن الخطاب الديني القديم، هو حد من الحدود التي فرضها علينا القدماء، وكذلك العقل المصري يصنع عوالم أسطورية ويعيش فيها ويبتعد عن الواقع.

وأكد الحاجة إلى صنع حدود من الواقع للعقل المصري تحكمه قوانين الطبيعة، قائلًا: "نحتاح إلى تكسير الحدود الزائفة ليتطور ويتغير العقل المصري".

وشدد الخشت على ضرورة تغيير طرق التفكير، وليس تغيير الأفكار حتى تتحقق النهضة، موضحًا أن موضوع مؤتمر "عبر الحدود" يرتبط بتغيير طرق التفكير، مُشيرًا إلى وجود العديد من الحدود على العقل المصري منها التي صنعها الآباء والأجداد عبر التاريخ، والتي تتمثل في "التراث".

جاء ذلك، خلال كلمته، في المؤتمر الدولي الـرابع عشر في الأدب المقارن بعنوان "الكتابة عبر الحدود"، والذي نظمه قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بالجامعة، بحضور الدكتور أحمد الشربيني عميد كلية الآداب، والدكتورة مها السعيد رئيس قسم اللغة الإنجليزية بالكلية، ونخبة من الأساتذة من الجامعات المصرية والأجنبية.

وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أنه لابد أن تكون الحدود التي نصنعها للعقل، هي حدود الواقع الذي يحكمه قوانين الطبيعة، قائلًا: "لا يجب أن نصنع لأنفسنا حدودًا وهمية زائفة، حيث أن الحدود المغلقة بالمعنى السلبي المتمثل في القمع والقيد هي حدود مرفوضة، كما أن الحرية إن لم يكن عليها حدود تتحول لفوضى، ولابد أن يكون كل شيء بمقدار، وكذلك الحدود الجغرافية ضرورية لحفظ الأمن والسلام، وأكثر الدول ليبرالية لديها حدود لحفظ أمنها واستقرارها".

وقال رئيس جامعة القاهرة: "أرى أن الفكرة الصواب هي التي تعمل بنجاح في الواقع، فإذا حاولت الإجابة على سؤال من أين نبدأ؟ فإجابتي ترتبط بتغيير طرق التفكير ولا أقصد هنا تغيير الأفكار، لأننا في مصر مرت علينا عبر مئات السنين كل أفكار العالم، لكننا لم نتقدم في كل مرة، ذلك لأنه عندما تكون طرق التفكير خاطئة، فإننا نستقبل الأفكار الجيدة بشكل خاطيء ونترجمها ترجمة خاطئة، حيث جاءت إلينا أفكار الليبرالية والرأسمالية والاشتراكية والحل الإسلامي، وكل مرة لم نتحول إلى شيء".

وأكد الخشت أهمية المؤتمر الدولي الـرابع عشر في الأدب المقارن بعنوان "الكتابة عبر الحدود"، المُنعقد بكلية الآداب بالجامعة، وموضوعه الذي يعني تجاوز الحدود الجغرافية والسياسية والثقافية وحدود اللغة وحدود الوهم الذي نصنعه حول أنفسنا، سواء الحدود بالمعنى الواسع، أو بمعناها في التخصص العلمي، موضحًا أن أهمية المؤتمر تأتي كذلك بالنظر إليه في إطار مشروع تطوير العقل المصري والعربي، قائلًا: "لابد من وضع يدنا على المفتاح الحقيقي للنهضة".

وأشاد رئيس جامعة القاهرة بالإعداد الجيد الذي سبق المؤتمر، والحضور الواسع من المشاركين المصريين والأجانب من مختلف الدول.

وكرم خلال فعاليات المؤتمر عددًا من أساتذة قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، والرموز الأدبية من بينهم، الدكتور محمد العناني والروائي إبراهيم عبد المجيد.

وناش مؤتمر "الكتابة عبر الحدود" مفهوم الحدود في عالمنا المعاصر، خاصة في ظل العولمة والتقدم التكنولوجي الهائل، ووسائل التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار، وأثر ذلك كله على الحدود بمفهومها الحقيقي المادي أو المتخيل أو النفسي.

وشارك في فعاليات المؤتمر، باحثون وباحثات من مصر وإيطاليا وإسبانيا وتركيا والولايات المتحدة والسعودية وليتوانيا والهند وفرنسا والنمسا ورومانيا.
الجريدة الرسمية