رئيس التحرير
عصام كامل

فلورا ساندس.. حكاية «ست بـ 100 راجل» (صور)

فيتو

بقدر ما كان للمرأة دورًا هامًا وفعالًا في الحرب العالمية الأولى، وبالرغم من أنها اكتسبت مميزات اجتماعية واقتصادية وسياسية كثيرة بعد الحرب، إلا أن قصة «فلورا ساندس»، أولى السيدات التي كان لها دورًا فعالًا وقاتلت مع الصرب لتحرير البلاد وساهمت في إبراز دور المرأة ومساوتها بالرجال أصبحت منسية على جبهات القتال ولم تعد تذكر بعد، حتى أعادت لويز ميلر كاتبة سيرتها اسمها للحياة من جديد.


زي عسكري
فلورا ساندس، كانت ابنة رئيس جامعة سوفولك في المملكة المتحدة، تحلم منذ صغرها بأن تكون جندية في الجيش، حتى أنها في طفولتها كانت عندما تلعب تتخيل أنها في معركة، حتى بد حلمها حقيقة بعد مُضي 20 عامًا حين اندلعت الحرب في كل أرجاء أوروبا، وقررت حينها الالتحاق بالقوات الصربية لتصبح المرأة البريطانية الوحيدة التي تلتحق بأحد جيوش الحلفاء، والأولي من النساء التي ترتدي الزي العسكري.

المساواة بالرجال
ظلت ساندس، تسعى للعمل على المساواة بين الرجل والمرأة، ولم تكتف بكونها أحد أفراد الجيش وبين صفوف المقاتلين، لكنها حاولت أن تقلد الرجال في كل شيء لثبت للمجتمع والعالم أجمع أن المرأة بإمكانها المشاركة في كافة أمور الحياة من حيث التدخين والتدرب على الرماية والمشاركة في صفوف القتال، وكانت شغوفة بالأعمال التي تحمل في طياتها عنف المغامرة.

وحدات تطوعية
مع إعلان بريطانيا الحرب على ألمانيا، تطوعت فلورا في الإسعاف، ومن ثم انتقلت إلى صربيا مع أول وحدة تطوعية تغادر البلاد، لتجند بعدها في جيش صربيا، وأظهرت بعد ذلك أداء جيد في معارك القتال أثناء الحرب حتى تم ترقيتها بين عدد من المناصب إلى أن وصلت لرتبة رقيب أول، وذات مرة كانت فلورا القي عليها قنبلة كادت أن تودي بحياتها حتى أنقذها زميل لها.

الحظ لا يبتسم مرتين
صحيح أن فلورا نجت من القنبلة اليدوية التي ألقاها جيش العدو عليها، لكن الحظ لا يبتسم مرتين، فبعد كل ما مرت به وتم تكريمها وحصلت على ميدالية تكريم للشجاعة، أصيبت بشظية في ظهرها وكسر في ذراعها اليمني أبعدها عن الاستمرار في ساحة القتال، لكنها مع إصرارها على الاستمرار والمقاومة سرعان ما تعافت وانضمت للجيش مرًة أخرى بعد 6 أشهر.

أنثى بعد 5 سنوات
بعد 5 سنوات من القتال تم تسريحها من الجيش عام 1922، وقررت حينها أن تعيش مثل نساء عصرها وأن تنبه إلى نفسها فقررت أن تخرج إلى الشارع بزي نساء، لكنها شعرت بالخجل حتى تأقلمت على الوضع ومن ثم تزوجت بضابط روسي، وبعد عامين انتقلت معه إلى يوغوسلافيا.

القالب غالب
وفي أبريل 1941، غزت القوات الألمانية يوغوسلافيا، ورغم أن فلورا وقتها كانت قد جاوزت 65 عامًا، فإنها لم تتردد في استدعاء شخصيتها العسكرية مجددًا للمشاركة في الحرب، لكن جرحها القديم منعها من أن تكمل ما بدأته، واحتلت ألمانيا يوغوسلافيا بعد 11 يومًا من اندلاع الحرب، وألقي القبض عليها من قبل القوات الألمانية القبض عليها، لكنها سرعان ما أفرجت عنها بعد أسبوع واحد، وبعد ذلك مات زوجها.

مغامرة على كرسي متحرك
انتقلت فلورا للعيش مع ابن أختها في القدس بعد وفاة زوجها، وعادت بعد ذلك إلى بلدها إنجلترا، وأكملت حياتها على كرسي متحرك بعدما بلغت الـ80 عامًا، ومن ثم جددت جواز سفرها لتعيد استكمال شغفها بالمغامرة وزيارة دول جديدة لكن القدر كان أسرع منها وأنهى حياتها.

الجريدة الرسمية