رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهاب.. والتنظيم

18 حجم الخط

هل الإرهاب يحتاج إلى جو معين، وبيئه خاصة، ليظهر ويتفشى فى المجتمع؟!!.

الإجابة ستكون.. نعم، ولكنه إرهاب جديد بنكهة قانونية، تشوبها بعض القدسية الدينية، فإن كانت الدوافع فى الماضى أمام قتلة الخازندار والنقراشى والسيد فايز مختلفة إلا أنها تجتمع تحت راية واحدة؛ وهى الإبقاء على التنظيم، فقد يكون نفس الدافع فى العصر الحديث، إذا ما راودهم الشك حول استمرارية البقاء.


ولكن.. فى العصر الحديث.. إن كان هؤلاء هم جيل التمكين، كما بشر لهم مؤسسهم، حسن البنا، فحق لهم ألا يلجئوا إلى الأساليب القديمة؛ من تهديد أو التفكير فى الاغتيالات، فهم الأغلبية على حد قولهم، ولا يشترط أن يكون التهديد صريحا كالقائل "سنجعلها موقعة جمل ثانية،"(على لسان الدكتور البلتاجى).. فقد يكون ضمنيا، كالقائل:" إن"الإخوان المسلمين" تدرس بشكل جدى ترخيص أسلحة لشباب الجماعة، وذلك حتى يستطيعوا حماية المقرات الخاصة بحزب الحرية والعدالة وجميع مقرات الجماعة"،(على لسان الدكتور العريان)، وباعتبار أن الجماعة لا تملك تنظيما مسلحا أو لديها، ولكنه سرى.. فهى تسعى إلى تقنين التنظيم المسلح، قبل تقنين وضع الجماعة ذاته، هذا إذا اعتبرنا أن جماعة الإخوان المسلمين وحدها، من تسعى لذلك، ولم نلفت الانتباه تجاه الجماعات السلفية الجهادية أو غيرها من التنظيمات السرية التى لا يعلمها أحد.

وإذا تركنا الحاضر جانبا، وبحثنا عن السبب، فإنى مختلف تمام الاختلاف، مع من يدعون أن ظاهرة العنف التى رأيناها من الإخوان المسلمين، ومن شاركهم فى مذبحة الاتحادية، هو ناتج من الشحن والاستفزاز بين مشجعين لفريقين، أو إنه ثمرة للتعذيب الذى تعرضوا له فى السجون، فلا سبيل أبدا لوصفهم بالمشجعين، لأنه لا مجال عندهم لمخالفة الأوامر، أما إنه ثمرة للتعذيب فلا مبرر له إطلاقا، لاختلاف الوضع ووجودهم مكان السجان والجلاد، ولكنه نفس الراية الأساسية، وهى الإبقاء على التنظيم والسعى على استمراره، حتى لو تطلب الأمر تطويع أناس جدد لتنظيمات مسلحة.
فإن نسوا أن العنف سيولد عنفا مضادا وان الرد من جنس العمل فسيكونوا جيل التمكين والاندثار فى نفس الوقت .
الجريدة الرسمية