رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس الحزب العربي الناصري: هناك إنجازات تتم.. لكن ما يحدث بالمشهد السياسي يزيد الغضب المكتوم

فيتو

  • المعارضة لا تجد من يسمع صوتها والحكومة تنحاز للأغنياء فقط
  • الانتخابات بالقوائم النسبية والقوائم المغلقة تعطى المال السياسي الأولوية والاكتساح
  • القطاع الخاص هدفه الوحيد تحقيق الأرباح.. وهناك إحباط كبير لدى الشباب


قال سيد عبد الغنى رئيس الحزب الناصرى: إن الحكومة الحالية لا ترى المعارضة ولا تستمتع لأي آراء تطرحها، مشيرا في حوار ضمن المبادرة التي أطلقتها "فيتو" مؤخرا بعنوان " الصوت الآخر.. معارضة من أجل الوطن" إلى أن ما يحدث في المشهد السياسي يزيد من حالة الغضب المكتوم بين أفراد الشعب، مطالبا الحكومة بتغيير سياستها تجاه الفقراء والعمل على حل المشكلات والأزمات التي يعانون منها.. وإلى نص الحوار. 


*كيف ترى الوضع الحالى على الساحة السياسية؟
هناك أمور كثيرة يتم العمل عليها، لكن هناك أيضا عدم وضوح للرؤية وخاصة للطبقات البسيطة، وأيضا هناك غياب للعدالة الاجتماعية في القرارات والقوانين التي يتم اتخاذها، لذلك ما يتم إنجازه لا يصل للمواطن البسيط والطبقات الشعبية المختلفة، وبالطبع هناك بعض الإنجازات تتم على أرض الواقع لكنها لا تصل، وبدلا من أن تقوم الدولة بواجبها أيضا نحو الشباب، تركت الأمر والمنافسة بين المواطن والمقاولين والقطاع الخاص، الذي لا يرحم المواطن، حتى وصلت أسعار الشقق إلى مبالغ فلكية، لا يستطيع دفعها المواطن العادى البسيط محدود الدخل، لذلك أقولها وأكررها: لا يجوز أن يبدل بالقطاع العام القطاع الخاص، ولا بد أن تتدخل الدولة أيضا، وخاصة أن دورها هو توفير السكن لكل مواطن، والدستور يحتم على الدولة توفير السكن للمواطنين.

*بماذا تصف لجوء الشباب دائما إلى السفر للخارج؟
من أين يتزوج الشباب في هذا الغلاء، هناك حالة من حالات الإحباط لدى الشباب، والرغبة في الخروج والسفر للخارج أشبه بمرحلة أوائل السبعينيات عندما كان الشباب يسافر إلى الإمارات والسعودية ودول الخليج، لكن الأمر اختلف حاليا، وخاصة أن هذه المجتمعات في الماضى كانت تستوعب المصريين والعمالة هناك، وكان الأمر مفتوحا لنا، لكن في الوقت الحالى لديهم ظروف اقتصادية صعبة مثلنا ولم تعد تستوعبنا، لكن هناك غيابا للرؤية لدينا، وما يحدث حاليا في المشهد السياسي يزيد الغضب المكتوم، هناك حالة بالفعل من حالات الغضب المكتوم، الشعب المصرى بالفعل يدرس ويعلم جيدا حجم المخاطر ويقرر أهمية الدولة المصرية.

رأينا بأعيننا ما حدث من انهيارات وحروب وتدخلات، لكن السؤال إلى متى سيبقى صبر المواطن وقوته على التحمل، وأتمنى من الدولة تغيير سياساتها تجاه الفقراء والانحياز إلى الطبقات الشعبية الفقيرة، التي هي في حاجة بالفعل، وخاصة أن الحكومة تنحاز للأغنياء بطبيعتها على حساب الفقراء والغلابة، ويجب أن ينتهى ذلك، وأن تغير الحكومة هذه السياسة، نظرا لأنه من واجب الحكومة التزامها بالطبقات الشعبية الفقيرة والوسطى والكادحة.

*من وجهة نظرك..لماذا اختفت المعارضة من الساحة السياسية؟
المعارضة موجودة على الساحة، لكن هناك اختلافات بين قياداتها على أشياء كثيرة، والجميع يعلم أن مصر مرت بظروف صعبة، ونحتاج أن تتفهم الحكومة دور المعارضة على الساحة السياسية، المعارضة دائما مطلوبة وخاصة أنها أشبه بملح الأرض، لا يوجد بناء في العالم دون اختلافات، ومصر بلد الجميع وتتسع للجميع لكن أكرر أيضا لابد أن تستوعب الحكومة المعارضة ودورها على الساحة جيدا، وانتقاداتها في المجتمع، بالطبع الأمور لا تسير على ما يرام، وإذا أردنا معارضة حقيقية نحتاج إلى حياة حزبية صحيحة، الانتخابات بالقوائم النسبية والقوائم المغلقة تعطى المال السياسي الاولوية والاكتساح، لكن لا بد إعطاء الفرصة للجميع بالعمل والأحزاب التي لها ارتباط مباشر بالمواطن.

*هل نعيش عصر عبد الناصر في الوقت الحالى؟
بالطبع لا، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان أكثر انحيازا للفقراء، وكان يبنى المصنع وبجواره المدرسة ومركز الشباب والمستشفى والمساكن الشعبية، نحن نفتقد أيضا العدالة الاجتماعية منذ عهد عبد الناصر، والقطاع العام للدولة الذي تتم خصخصته حاليا، والاستقلال الاقتصادى، الرئيس السيسي ذهب لدول جنوب شرق آسيا، وكان هناك رضا كبير، بأننا نذهب لمن يشبهوننا، لكن مبارك والسادات كانوا يتجهون لأمريكا والغرب.

عبد الناصر كانت عينه على الفقراء، وكانت العدالة الاجتماعية مهمة للغاية لديه، وكان هدفه تقوية الطبقة الوسطى، ومصر بعد عبد الناصر تراجعت وشهدت الغلاء والمعاناة.

*كيف ترى التعامل مع المعارضة حاليا؟
الحكومة لا تنظر إلى المعارضة من الأساس، هي لا ترى المعارضة ولا الأحزاب السياسية، لكن إذا أردنا البناء الحقيقى لابد من إشراك الأحزاب السياسية، والاستماع إليها ورؤيتها، وندعو الرئيس السيسي لمناقشة الأحزاب ووجهة نظرها، الأمر لن يتم إلا من خلال مبادرة من الرئيس السيسي نفسه، هناك اجتماعات للرئيس مع الشباب شهرية بالفعل، لكن إذا اجتمع مع رؤساء الأحزاب من الممكن أن نجد حلولا لأى أزمات تمر بها البلاد.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية