رئيس التحرير
عصام كامل

الـ«كاتينج» آخر شطحات التخلص من الضغوط.. شباب «يجرحون» أنفسهم بزعم الراحة النفسية.. ضحية: لجأت لجرح يدي سطحيا لمشكلة مع صديقتي.. «تقطيع الجسد» يكشف خللا في الشخصية.. فروي

فيتو
18 حجم الخط

الـ«كاتينج» منفذ سلبي للشباب للتخلص من الضغوط النفسية، فمؤخرًا بدأت صفحات التواصل الاجتماعي تتداول فيديوهات لمجموعة من الشباب يبثون مقاطع فيديو عن جرح أنفسهم للتخلص من الضغط النفسي عليهم.


وبالفعل توصلت الأجهزة الأمنية بالأمس لأحد الشباب الذي يدير صفحة على "فيس بوك" تحس الشباب على قطع أيديهم بالبحيرة، ويدعى «عز. ع. ع»، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله.

تلك الصفحة فتحت باب التساؤل حول ماهية تلك الأفعال ومصدرها، وكيف تؤثر على الشباب، ولماذا يلجئون إليها.

ضحايا الكاتينج
تواصلت «فيتو» مع ضحايا الـ«كاتينج» لكشف السر الذي يقودهم لتلك الأفعال، وهل بالفعل أثرت على حالتهم النفسية أم لا؟

قالت «ل. م»، 21 عامًا، لـ«فيتو» أنها سمعت كثيرًا عن فكرة «الكاتينج»، وأن من قام بالتجربة شعر بالراحة النفسية عقب القيام بالأمر، وخلال العامين الماضيين مرت بأزمة نفسية في حياتها، حيث ابتعدت عنها أقرب صديقة لها.

وأضافت في حديثها: «صديقتي الوحيدة بعدت عني تمامًا، وحاولت أن أصلح الأمر بيني وبينها ولكني فشلت، فاعتدت البكاء ليلًا ونهارًا حتى في الشارع، وأنا من الشخصيات المؤمنة بمبدأ أن الأصحاب أهم شيء في الحياة».

ثم تابعت: «سمعت كثيرًا عن ناس بتعمل كاتينج، وقد إيه نفسيتهم بترتاح بيه، وكنت بقول لا حرام وغير حقيقي وهكذا، لكن الشيطان كان بيحليه في عيني رغم إني مدركة تمامًا، إنه مالوش لازمة لكني أخدت القرار إني أجرب».

وذكرت: «في الوقت الذي ذهب فيه والدي ووالدتي للعمل، وكان المنزل خاليا تمامًا، دخلت غرفة والدي وسحبت الموس من ماكينة الحلاقة، وبدأت أقطع في يدي، لم أتجرأ على إحداث جروح عميقة، مجرد جروح سطحية حتى شوهت يدي، ولم أشعر بالندم».

وأضافت: «مكنتش ندمانه تماما ساعتها، وبالعكس فضلت قاعدة بتفرج على الدم، وهو بيخرج من إيدي، ومش حاسة بأي شيء، بعد فترة من الوقت قررت إني أغسل إيدي تحت المياه عشان الدم، فبدأت أحس بالوجع بجد، وعيطت بطريقة هستيرية، ونزلت أقرب صيدلية وربطت إيدي بشاش».

وحينما عاد والداي للمنزل أخبرتهما: «اتكعبلت في البلكونة ونزلت ع الزرعة "الصبار" بتاعتي، وعورتني، لكن نفسيتي متحسنتش، زي ما أنا، مش مستمر معايا غير العاهة اللي في إيدي».

الهروب من الألم النفسي
أما «س. م» فقد أوضحت في تصريحات لـ«فيتو»، أنها تلجأ لجرح نفسها للهروب من الألم النفسي بالألم بالجسماني الناتج إلى جرح اليد، وأنها لم تتوقف عن ذلك الفعل فما زالت تقوم به حتى تذهب إلى طبيب نفسي، لمعالجة الأزمات الأسرية والعاطفية التي تمر بها في حياتها.

ماهية الكاتينج
ذكر موقع «mayoclinic» الطبي أن حالة «cutting» أو جرح النفس، هي مرحلة من مراحل الإيذاء النفسي، تكشف عن جوانب شخصية اضطرابية تعاني من الخلل ولا تشعر بالراحة النفسية ولا تنعم بدرجة من السلام النفسي البسيط.

وتابع بأن أغلب المرضى يعانون من ندوب دائمة بالجسم، وعلامات ظاهرة على أطرافهم، ويتطلب التشخيص ذهابهم إلى أطباء عقليين متخصصين في الصحة العقلية.

شخصيات حدية وسيكوباتية
وبهذا الصدد، يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الشخصيات التي تلجأ لعملية «cutting»، نوعان من الأفراد، شخصية حدية تهوى إيذاء نفسها بسبب التقلبات المزاجية، كالحب والكراهية، أما الشخصية الأخرى فهي «الشخصية المازوخية» التي تتلذذ بتعذيب النفس.

تغيير مسار الألم
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن عملية «جرح النفس» نبعت من أن الشخص يكون لديه ألم داخلي، فيحاول التخلص منه من خلال جرح نفسه جروحا سطحية حدة ألمها أعلى من الألم النفسي، وبالتالي يتوجه تركيز الشخص للألم الخارجي فقط، فلا يفكر فيما يشعر به داخليًا.

مراهقة وأزمات عاطفية
وتابع بأن تلك الأفعال وصلت إلى مصر من خلال مقاطع الفيديو في الأفلام الأجنبية، وطبيعة المراهقين في مصر التقليد دون الوعي بماهية الشيء، لهذا أقدم البعض منهم على تلك الخطوة، مشيرًا إلى أن حل هؤلاء الشباب الوصول لحلول للأزمات النفسية التي يعانون منها، وتكون أغلبها بسبب مشكلات المراهقة والأزمات العاطفية.
الجريدة الرسمية