رئيس التحرير
عصام كامل

ابتعد عن صديقك عندما يصبح وزيرًا !


طوال مشواري مع بلاط صاحبة الجلالة كنت موعودا بتولي عدد من الأصدقاء منصب وزير الشباب والرياضة، كانت البداية مع الراحل الدكتور ممدوح البلتاجي الذي كان وزيرا للسياحة وكانت زوجته الدكتورة جنات السمالوطي أستاذتي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم جاء الدكتور علي الدين هلال الذي كان عميدا لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية طوال فترة دراستي بالجامعة، ثم المهندس حسن صقر ابن الزمالك البار الذي كان يلقبني بـ "عز الرجال"، ثم الكابتن طاهر أبوزيد ابن الصعيد المحترم، ومؤخرا الدكتور الخلوق المحترم أشرف صبحي.


وأعترف بأنني -على عكس الجميع -كنت حريصا كل الحرص على توسيع المسافات بيني وبينهم طوال فترة توليهم المسئولية رغم أن عملي بالأساس كان قائما على تغطية أخبار وزارة الشباب والرياضة مع الزمالك والترسانة.. وكان المهندس حسن صقر هو الاستثناء الوحيد في هذه العلاقة، لأنه كان أحرص مني على تقصير المسافات بحكم أنه كان يتعامل معي على أنه الأخ والصديق الأكبر ولم يغيره المنصب الوزاري.

والسبب في حرصي على توسيع هذه المسافات يعود بالأساس لرغبتي في عدم خسارتهم كأصدقاء، خاصة وأن الصديق قبل المنصب الوزاري يختلف تماما بعد المنصب، وأيضا حتى لا تتحول الصداقة في أي وقت إلى استغلال للمنصب أو إحراج للصديق في أي موضوع يتعلق بعمله الوزاري.

ما جعلني أكتب هذه الكلمات هو الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الحالي.. فهو نعم الأخ ونعم الصديق وعشرة سنين طويلة داخل وخارج نادي الزمالك.. ومنذ توليه منصبه الوزاري الجديد لم أتحدث معه سوى مرة واحدة فقط من خلال اتصال هاتفي هنأته على المنصب وتمنيت له التوفيق من كل قلبي.

ومع مرور الوقت أجد نفسي أرغب في الاتصال بالوزير الصديق لأقدم له وجهة نظري في موضوع ما كنصيحة أخويه بعيدا عن أي مصلحة، ولكن في النهاية أفضل الرفض في إتمام المكالمة أو الرسالة خوفا من المساس بما نملكه من صداقة صافية خالية من أي مصالح، خاصة وأنني أشاهد وأسمع من يحاول استغلال صداقته بالدكتور أشرف صبحي بشكل قد لا يخدم هذه الصداقة بعد ترك الكرسي لاحقًا.

ولذلك أنصح كل زملائي وأصدقائي الذين تربطهم صداقات قوية مع الدكتور أشرف صبحي بألا يقحموا أنفسهم في دائرة استغلال هذه الصداقة في أمور قد تبدو يقينا بأنها تدخل في إطار المصلحة الخاصة أو المباشرة أو غير المباشرة.. فلا تحرجوا الرجل ولا تضغطوا عليه وانظروا إلى ما هو أبعد من ذلك.. فالمنصب لا يدوم والصداقة الوقتية المرتبطة بمصلحة لا معني لها.

ومن كل قلبي أجدد تمنياتي للدكتور أشرف صبحي بالتوفيق في مهمته الصعبة وأن يقضى فترة بسلام ونجاح، خاصة وأن هذا الكرسي على وجه التحديد كان سببا في "حرق" أشخاص كثيرين في السابق.
الجريدة الرسمية