رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فاطمة اليوسف: الحرية سر النجاح

فيتو

ظلت مجلة "روز اليوسف"، وستظل مدرسة تلمع فيها الأقلام الشابة، وتخرج منها الوجوه الجديدة الناجحة، وحين أفكر في السبب الذي أضفى على مجلة روز اليوسف هذه الصفة البارزة لا أجد سببا أقوى من الحرية، الحرية التي كانت روز اليوسف دائما تعالج بها المسائل العامة، والحرية التي كانت تعطيها لمحرريها، وليس غريبا أن تدعو روز اليوسف إلى الحرية الصحيحة في كل عهد، وأن تلقى من جراء ذلك الاضطهاد من كل يد.


كتبت السيدة روز اليوسف هذه الافتتاحية بعد عامين من إصدار مجلة روز اليوسف، بعد استمرار الإصدار ونجاحها في التوزيع.

في مثل هذا اليوم 26 أكتوبر عام 1925 صدر العدد الأول من مجلة روزا اليوسف، وتحكي السيدة فاطمة اليوسف الشهيرة باسم روزا اليوسف، في افتتاحية العدد الأول قصة إصدار المجلة والظروف التي مرت بها، قالت:

كنت جالسة ساعة العصر مع الأصدقاء: محمود عزمي، وأحمد حسن، وإبراهيم خليل في محل "كساب " الحلواني، نتحدث عن الفن، وتطرق الحديث إلى حاجتنا إلى صحافة فنية محترمة ونقد فني سليم يقف في وجه موجة المجلات التي تعيش على حساب الفن. لمعت في رأسى فكرة إصدار مجلة فنية، وأفضيت بالفكرة إلى أصدقائي، ولم يكن لأي منا علاقة بالصحافة سوى إبراهيم خليل، الذي كان يعمل في صحيفة البلاغ عند صهره عبد القادر حمزة. سألت إبراهيم كم يتكلف إصدار 3000 نسخة على ملزمتين بورق أنيق، وتراوحت أرقام التكلفة من 12 جنيها إلى 20 جنيها.

وسألت الأصدقاء بماذا نسمى المجلة؟ وتوالت الاقتراحات وفجأة قلت لهم، لماذا لا نسميها روز اليوسف؟ كنت جادة في الاقتراح، فهذا هو الاسم الذي اشتهرت به وهو اسم عزيز عليّ، انفض المجلس وذهب كل منا إلى شئونه، أما أنا فقد قضيت ليلتي ساهرة، ومع الصباح الباكر كنت في مكتب إبراهيم خليل في البلاغ أملأ استمارة رسمية بطلب رخصة إصدار، ثم في وزارة الداخلية لأقدم الاستمارة بنفسي بين دهشة الموظفين.

كان أول محرر اتصل به هو محمد التابعي، وكان يكتب النقد الفنى لجريدة الأهرام، وكان في الإسكندرية فاتصلت به ودعوته للحضور للمشاركة في إصدار مجلة روز اليوسف، ولم يصدق التابعي، وظن أني أسخر منه أو أدبر له مقلبا. وكنت أسكن في شارع جلال في بيت يمتلكه الشاعر أحمد شوقي، وقررت اتخاذ الشقة التي ترتفع 95 درجة سلم مقرا مؤقتا للمجلة.

وبدأنا نعد لإصدار المجلة وصدرت المجلة وبصدورها اصبح الحلم حقيقة، لكن كانت أكبر مشكلة واجهتها أنه ـــــ في العشرينات ــــــ لم يكن من حق المرأة أن تدخل ميدان الحياة العامة ولم يكن المجتمع يعترف بها إلا جارية تضع على وجهها الحجاب، وكان العمل الصحفى صعبا على الرجال فما بالك بالنساء.. كان لزاما على أن أمضي وأن أتحمل مسئولية عمل يحمل اسمى.. إلى أن نادي الباعة في الشوارع (روز اليوسف..روز اليوسف). 

وبصدور العدد الأول اصبحت المجلة حقيقة واقعة، وكائنا حيا أحرص عليه، وأقسم على أن يعيش وينمو وينجح في نفس الوقت.
Advertisements
الجريدة الرسمية