رئيس التحرير
عصام كامل

سمير بو دينار: مصطلح الاندماج في أوروبا أصبح معقدا وغامضا

فيتو
18 حجم الخط

أكد الدكتور سمير بو دينار، رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بالمغرب، أن مفهوم الاندماج في أوروبا أصبح مصطلحا معقدًا بامتياز ويثار حوله الكثير من التساؤلات التي لا تجد إجابة، كما يحيطه الغموض.


وأضاف أن المسلمين كلما خطوا خطوة نحو الاندماج قيل لهم لا يزال هناك الكثير من الخطوات، مشيرا إلى أن الإسلاموفوبيا تقف عائقا أمام هذا الاندماج، فهي ليست مجرد ظاهرة خوف عادي من الإسلام، بل تصل إلى حد التخويف الممنهج الذي تبثه الاتجاهات المعادية للإسلام في المجال الأوروبي بشكل عام.

وأكد أن الأزهر أضحى منتدى عالميًّا للحوار، من خلال هذه اللقاءات التي يُدعى لها أهل العلم والنظر، للتحاور ووضع حلول للقضايا الملحة التي تواجه الإنسانية في عالمنا المعاصر، ومن أهمها قضية علاقة الإسلام بالغرب كواحدة من القضايا التي تحتاج إلى التفكير والنظر والتدبر والسؤال.

وتحدث أبو دينار خلال كلمته بالجلسة الأولى في اليوم الثالث من ندوة الأزهر العالمية "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل" عن طبيعة الهوية الحضارية، واستحقاقات هذه الهوية وتحدياتها في التعامل مع الإسلام والمسلمين، مضيفًا أنه لابد من الاعتراف بأن هناك اليوم أصواتًا أوروبية كثيرة تتسم بقدر كبير من الحكمة والرشد تدعو إلى نمط من الهوية المفتوحة على سياق متعدد تغتني بالروافد الثقافية والفكرية والمجتمعية المتعددة ومنها الثقافة الإسلامية باعتبارها مكونًا أصيلا في تشكيل هذه الهوية الغربية.

وأكد الدكتور بودينار أنه رغم أصوات الحكمة والرشد إلا أن واقع الثقافة الأوروبية اليوم يتجه إلى الانكفاء على الذات بدلا من الانفتاح على الآخر، وذلك على عكس الحضارة الأوروبية التي تشكلت من خلال الاستفادة من الحضارة الإسلامية والفلسفة اليونانية، حيث عبرت مؤلفات ابن رشد إلى أوروبا لتساهم في تشكيل الهوية الثقافية الأوروبية، وما زال التأثير الثقافي الذي يشكله الإسلام وحمله المسلمون إلى أوروبا مستمرا.

وكان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قد افتتح أول أمس أعمال الندوة، التي ينظمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وتبحث على مدار ثلاثة أيام بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، من خلال نقاشات مستفيضة يشارك فيها نخبة من القيادات والمتخصصين في العلاقة بين الإسلام والغرب، وذلك بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا، ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، كمواطنين فاعلين ومؤثرين، مع الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الدينية.
الجريدة الرسمية