أنيس منصور يكتب: ضاع العمر يا ولدى

في مجلة الجيل عام 1956 كتب الصحفى أنيس منصور ( رحل في 21 أكتوبر 2014 ) مقالا قال فيه:

تعرف أنك كبرت وطال عمرك عندما يقول لك أي واحد ومن غير مناسبة "ربنا يديك الصحة وطولة العمر" هذا يعنى أن صحتك مش ولا بد وإن عمرك برغم أنه طال.. فهو يدعو الله أن يزيد في عمرك.. فأنت عادة لا تدعو للصغير أو للشباب بالصحة..فهو صحيح.. وإذا مرض سوف يعاود الصحة، ولا تطلب له العمر الطويل، لأن عمره أمامه طويل.

ومن علامات تقدمك في السن أن يأخذك الناس على قد عقلك ويسمعوا كلامك ونصائحك..فما دمت كبيرا في السن فلا داعى لمناقشتك.

وكان الكاتب الساخر برنارد شو يقول : انتهى كل شيء فالرأس جاف والعضلات مترهلة والجليد في كل مكان، والقرف في المعدة وفى النظر إلى وجوه الناس الذين يتظاهرون بأسفهم على حالى ومرضى وشيخوختى. هؤلاء سوف يلقون نفس التعب والجحود وشماتة الصغار فيهم ولكنى لم أشعر بالشماتة فيهم.

وكان توليستوى إذا دخل فراشه قال لنفسه: هذه آخر ليلة لك في هذه الدنيا، فإذا صحا من نومه ونظر حوله لم يتغير شيء كان يقول: أنا نمت وصحوت ولكن الدنيا هي التي ماتت من أمس إلى اليوم إلى غد. وأستاذنا العقاد يصف لنا كيف أن السن تقدمت به عندما كان يصعد الدرج إلى بيته ويقول: كنت أصعد ثلاثا ثلاثا، وصعدته اثنين اثنين، والآن أصعدة واحدة واحدة. وكنت أصعده وبياض شعرى يتوارى في سواده واليوم سواد شعرى يتوارى في بياضه..