رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة الخيانة.. إمبراطور ألمانيا استغل جد أردوغان لخدمة الصهاينة

أردوغان
أردوغان

يحل في شهر أكتوبر الحالي ذكرى مرور 120 عامًا على زيارة الإمبراطور الألماني، ڤيلهلم الثاني، إلى الشرق الأوسط وفلسطين في عام 1898م والتي امتدت حتى شهر نوفمبر من العام نفسه، وهى الزيارة التي كانت ظاهرها دعم للحكم العثماني وفي باطنها مآرب أخرى تخدم الكيان الصهيوني.


أهمية الزيارة للاحتلال
الكاتب الإسرائيلي، يوسي بيلن، قال في مقال نشر اليوم الأحد، في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن اليخت الملكي لـ فيلهيلم الثاني، وهو أحد الملوك الأقل ذكاء في أوروبا في القرن التاسع عشر، تحرك في شهر أكتوبر من عام 1898م باتجاه الشرق الذي كان تحت سيطرة "الرجل المريض على البوسفور"، كما سميت الإمبراطورية العثمانية في السنوات الأخيرة من حكمها، مؤكدًا أن هذه الزيارة اعتبرت حدثًا تاريخيًا في دولة الاحتلال.

لقاء هرتزل
الكاتب الإسرائيلي، يكشف كواليس الزيارة والتي شملت لقاء بين الإمبراطور الألماني ومؤسس الصهيونية اليهودي المتطرف، تيودر هرتزل، مشيرًا إلى أن الإمبراطور الأنيق الذي كان يجلس على حصانه التقط صورة تاريخية مع هرتزل الذي رفع قبعته تكريمًا للإمبراطور، واعتبر هذا اللقاء انتصارًا في الكتب التي تعلمنا منها تاريخ الصهيونية.

الكاتب يرصد أنه رغم أهمية الإمبراطور في دعم الصهيونية إلا أن الزيارة لم تؤد الغرض المطلوب الملف الصهيوني، وكان أحد أسباب ذلك هو لقاء الإمبراطور مع السلطان التركي في القسطنطينية «إسطنبول» وهو في طريقه إلى إسرائيل، ولكنها في الوقت نفسه مهدت الطريق لتحقيق الهدف الأكبر بوصول اليهود إلى أرض فلسطين.

راعي اليهود الألماني
وأضاف أن ڤيلهلم الثاني كان مواليًا للصهيونية، وقال حول التقرير الذي تلقاه حول عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل عام 1897: "أنا أوافق بالتأكيد على أن يهاجر اليهود إلى فلسطين"، مشيرًا إلى أنه كان متحمسا جدًا بفكرة أنه قرر زيارة القدس كراع لليهود الذين يعيشون في إسرائيل.

حديث الكاتب يسلط الضوء على دور ألمانيا في دعم توطين اليهود في فلسطين في فترة ما قبل هتلر ومزاعم النازية ما ينفي ما يروجه اليهود حول الهولوكست أو أنه كان مجرد أكذوبة للتحايل والتبرير لاحتلال أرض فلسطين وسلبها من شعبها الأصلي.

تلك الزيارة المهمة تاريخيًا كانت بمثابة جزء من سياسة التدخل المباشر والمكثف من جانب ألمانيا في الدولة العثمانية، ومناهضة الدول الأوروبية الأخرى على صعيد التنافس الإمبريالي، ولم يكن ذلك خدمة للسلطان العثماني لكن مجرد مجابهة للدول الأوروبية التي كانت في ذلك الوقت تسيطر على غالبية الدول العربية، والزيارة جاءت متزامنة مع سياسة ألمانيا للحفاظ على سيادة الدولة العثمانية واستقلالها في وجه الأطماع الأوروبية.

التكلفة العثمانية
ويقول الإعلام الإسرائيلي أنه من الصعب تخيل حجم التكلفة والتحضير لتلك الزيارة من جانب الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني، وقبيل الزيارة وعد الأتراك ببناء مستشفى يحمل اسم أوجستا فكتوريا، زوجة الإمبراطور الألماني، وحققوا وعدهم بعد بضع سنوات، بينما أضاءت شوارع القدس بالكهرباء، بموافقة خاصة من السلطان، وما زالت البوابة الجديدة التي دشنت في جدار المدينة القديمة لاستقبال الإمبراطور موجودة حتى اليوم.

ورغم أن العرب وقتها امتدحوا زيارة إمبراطور ألمانيا إلى الشرق ودعوا إلى استقباله بحرارة معتبرين أنها زيارة تجسد للصداقة التي تجمع ما بين الأمتين الألمانية والعثمانية ولكن في الواقع كانت خدمة للصهيونية مهدت الطريق بالتعاون مع الخليفة العثماني لاحتلال الصهاينة لأرض فلسطين وهو ما يدفع الصهاينة اليوم للاحتفاء بذكرى هذه الزيارة.
الجريدة الرسمية