رئيس التحرير
عصام كامل

إطلاق مبادرة الرئيس للقضاء على فيروس سي.. وزيرة الصحة بمؤتمر صحفي: 50 مليون رسالة نصية ترصد أماكن المسح.. 1412 مقرا وتدشين موقع وخط ساخن.. والبنك الدولي يدعمها بـ129 مليون دولار

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

اطلقت اليوم مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للقضاء على فيروس سي، والكشف عن الأمراض غير السارية، تحت شعار «100 مليون صحة»، والتي تستهدف نحو 50 مليون مواطن مصري، في مؤتمر صحفي موسع بمقر مجلس الوزراء، حضره وزيرا الصحة، والتنمية المحلية، ومسئولو عدد من الجهات.


الكشف عن فيروس سي وأمراض السكر وضغط الدم والسمنة
وفي مستهل المؤتمر؛ عرضت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان جميع الترتيبات الخاصة بتنفيذ المبادرة الرئاسية، وأشارت إلى أن المبادرة تستهدف الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي سي، إلى جانب التقييم والعلاج من خلال وحدات علاج الفيروسات الكبدية المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية، والكشف المبكر عن أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة، وتوجيه المكتشف إصابتهم لتلقي العلاج بمختلف وحدات ومستشفيات الجمهورية، بهدف التوصل إلى خلو مصر من فيروس سي بحلول عام 2020، وخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية والتي تمثل نحو 70% من الوفيات في مصر.

وتحدثت وزيرة الصحة عما تمثله تلك المبادرة من قوة باعتبارها تتيح فرصة لعدد كبير من المواطنين للاطمئنان على صحتهم وعدم إصابتهم بالأمراض التي تستهدفها المبادرة، من خلال الكشف المبكر عنها، داعية منظمات المجتمع المدني إلى المشاركة في الحملة بما يسهم في تسهيل مهمة القائم على تنفيذها وزيادة توعية المواطنين بأهداف المبادرة.

تشكيل فرق عمل على مستوى الجمهورية لتنفيذ المبادرة
وأشارت وزيرة الصحة إلى تشكيل فرق عمل لتنفيذ المبادرة تضم نحو 5 آلاف و484 فردًا، ويتكون كل فريق من 3 أفراد، وعضو طبي، وتمريض، ومدخل بيانات، ويعمل كل فريق على فترتين، لاستقبال 60 مواطنًا خلال فترة العمل الواحدة، وإجراء فحص فيروس سي، والأمراض غير السارية، وذلك للمواطنين ممن تزيد أعمارهم على 18 عامًا.

وخصصت الدولة نحو 1412 مقرًا لإجراء الحملة، منها وحدات الرعاية الأساسية، ومستشفيات وزارة الصحة، وسيارات العيادات المتنقلة، ومنشآت أخرى منها مراكز الشباب وقصور الثقافة، وغيرها، بالإضافة إلى المتاح بالتعاون والتنسيق مع عدد من الجهات المعنية لتوفير 3 آلاف و108 أجهزة كمبيوتر وتابلت، لاستخدامها في الحملة.

الاستعانة بقاعدة بيانات الناخبين للوصول للمستهدفين بالمسح الطبي
وأعلنت الدكتورة هالة زايد؛ توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة والسكان، والهيئة الوطنية للانتخابات؛ للاستعانة بقاعدة بيانات الناخبين للوصول لجميع المستهدفين بالمسح، مؤكدة في هذا الصدد أن جميع بيانات المواطنين مؤمنة ويصعب اختراقها.

تقسيم المحافظات على 3 مراحل تبدأ أكتوبر 2018 وتنتهي أبريل 2019
وعن مراحل تنفيذ المبادرة؛ أشارت وزيرة الصحة إلى اختيار محافظات ممثلة عن جميع الأقاليم في كل مرحلة، لتبدأ المرحلة الأولى خلال الفترة من أكتوبر حتى نوفمبر 2018، وتضم 9 محافظات هي: جنوب سيناء، ومطروح، وبورسعيد، والإسكندرية، والبحيرة، ودمياط، والقليوبية، والفيوم، وأسيوط، ثم المرحلة الثانية بين ديسمبر 2018 وفبراير 2019، وتضم 11 محافظة هي: القاهرة، وشمال سيناء، والبحر الأحمر، والإسماعيلية، والسويس، وكفر الشيخ، والمنوفية، وبني سويف، وسوهاج، وأسوان، والأقصر، وأخيرا المرحلة الثالثة بين مارس وأبريل 2019، وتضم 7 محافظات هي: الجيزة، والوادي الجديد، والغربية، والدقهلية، والشرقية، والمنيا، وقنا.

وأكدت وزيرة الصحة أن الحملة حددت آليات للتواصل معها، منها تدشين الموقع الإلكتروني www.stophcv.eg، وإطلاق خط ساخن للمبادرة هو 15335، إلى جانب إرسال نحو 50 مليون رسالة نصية قصيرة للتعريف بالحملة، وأماكن إجراء المسح.

الخطوات منذ بدء التسجيل حتى العلاج حال إيجابية التحليل
وأوضحت الوزيرة أن دورة العمل بنقاط المسح تبدأ بتقدم المواطن بالرقم القومي الساري، وتسجيله على البرنامج الخاص بالحملة، ثم إجراء تحليل فيروس سي والسكر العشوائي، وقياس ضغط الدم والوزن والطول، وتسجيل النتائج على كارت المتابعة الخاص بالمواطن والبرنامج الخاص بالوحدة، لافتة إلى أنه إذا كان فيروس سي إيجابيًا يُحْجَز المريض في مركز العلاج التابع للوحدة إليكترونيًا، وكتابة اسم الوحدة والميعاد على الكارت، وتسليمه للمواطن لإجراء التحليل التأكيدي وتلقى العلاج مجانًا حال الاحتياج، وإذا تجاوزت نتائج تحليل السكر وقياس الضغط المعدلات المطمئنة، يُحَوَّل المريض على أقرب مركز علاج، والتدوين على الكارت وتوجيهه نحوها لعمل الفحوصات التأكيدية وصرف العلاج مجانًا.

وعرضت الوزيرة جانبًا من الاستعدادات الخاصة بالحملة، والتي تضمنت تجهيز وتدريب القوى البشرية على نظام الإدخال الإلكتروني ببرنامج المسح، واستعمال الكواشف السريعة لفيروس سي، إلى جانب تصميم سُترة يرتديها الفريق المشارك بالحملة، تهدف للتعريف بالفرق العاملة بالمبادرة.

إطلاق صفحات على مواقع التواصل ضمن الحملة الدعائية للمبادرة
ولفتت وزيرة الصحة إلى تدشين الحملة الإعلامية والدعائية الخاصة بالحملة بداية من 21 سبتمبر 2018 على 3 مراحل وحتى نهاية الحملة، للتعريف بأهدافها، وتوعية المواطنين بأهمية التعاون مع جهودها، وتشمل التغطية الإعلامية استخدام إعلانات التليفزيون، والراديو، واعلانات بالطرق الرئيسية، وطباعة عدد كبير من الملصقات والمطبوعات، بالإضافة إلى تدشين صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» باسم «مبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية»، وأخرى على Instagram باسم «100 مليون صحة».

وقالت الدكتورة هالة زايد، إن الحملة تنسق بين 14 وزارة، والهيئة الوطنية للانتخابات، والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، وهيئة الرقابة الإدارية، وصندوق تحيا مصر، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، والهيئة العامة لقناة السويس، بالإضافة إلى المتابعة المركزية للحملة وتقييمها بواسطة منظمة الصحة العالمية وصندوق تحيا مصر.

وزير التنمية المحلية: الاستعانة بالعاملين بمراكز المعلومات على مستوى مصر
من جانبه؛ تحدث وزير التنمية المحلية عن الجهود المبذولة بمختلف المحافظات استعدادا لتنفيذ مبادرة الرئيس للقضاء على فيروس سي، والكشف عن الأمراض غير السارية، بالاستعانة بالعاملين بمراكز المعلومات على مستوى المحافظات، وتدريبهم للمشاركة في توعية المواطنين بأهمية تلك المبادرة، ومساهمتها في الاطمئنان على صحتهم، مؤكدًا أن تلك المبادرة تاريخية لما لها من دور حيوي في القضاء على فيروس «سي» بشكل لم يسبق تنفيذه على مستوى العالم بهذا الحجم.

فيما أعرب الدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية، عن شرف تمثيله للمنظمة في هذا الحدث المهم، مهنئًا مصر قيادة وشعبًا على هذه المبادرة الإستراتيجية باعتبارها تُطَبَّق للمرة الأولى في إقليم الشرق الأوسط، مؤكدًا أن من أهم عوامل نجاحها هو الالتزام السياسي على أعلى مستوى في الدولة، والذي يتمثل في رئيس الجمهورية، ووزيرة الصحة والسكان.

وأكد الدكتور جون جبور أن المبادرة تُعَد نموذجًا يحتذى به عالميًا لتنفيذ منهجية موحدة تعالج مشكلتين أساسيتين على صعيد الصحة العامة في مصر.

ممثل منظمة الصحة: مصر تمتلك أقوى برنامج قومي للفيروسات الكبدية عالميا
وتابع «جبور»: «رغم من أن معدل انتشار فيروس سي في مصر هو الأعلى عالميًا، ولكن مصر الآن لديها أقوى برنامج قومى للفيروسات الكبدية في العالم، إذ ساهمت مصر في الوصول إلى الهدف العالمي وهو علاج 3 ملايين شخص متعايش مع فيروس سي من خلال علاج أكثر من نصفهم في مصر، وفى وقت قصير جدًا لا يتعدى الأربع سنوات.. كما أن الأمراض غير السارية الأعلى انتشارًا في مصر تساعدهم تلك المبادرة على الكشف عنهم بمنهجية متكاملة وديناميكية لتقوية البرنامج القومى لمكافحتها، والوصول إلى أفضل علاج».

وأشار «جبور» إلى أن منظمة الصحة العالمية دميع جميع النقاشات والحوارات المتعلقة بتسعير الدواء منذ عام 2014، حيث تعمل المنظمة بأمانة مع وزارة الصحة والسكان لبناء القدرات للمنتجين المحليين للحصول على اعتماد منظمة الصحة العالمية WHO Prequalification، لضمان أمان الدواء وفعاليته، ولترويجه واستخدامه عالميًا.

وأعرب ممثل منظمة الصحة العالمية عن سروره باستمرار المنظمة في توفير الدعم لإطلاق السياسة الوطنية للحقن الآمن كجزء من مكافحة العدوى، ولوضع مصر ضمن المعايير والسياسات العالمية، مؤكدًا أهمية هذه المبادرة لأنها تستعمل الاختبارات التشخيصية السريعة المعتمدة من قِبَل منظمة الصحة العالمية للكشف على المتعايشين مع فيروس سي، وتحويلهم إلى العلاج مجانًا، مع الأخذ بعين الاعتبار السرية التامة لهؤلاء الأشخاص، وستعمل المنظمة مع الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الصحة والسكان كشريك أساسي لضمان نجاح هذه المبادرة، وكمراقب خارجي من خلال توفير خبراء محليين ضمن معايير عالمية، لمراقبة التنفيذ الميداني، وتقديم الدعم الفني المطلوب عند الحاجة.

ونوه إلى أن منظمة الصحة العالمية تعتبر هذه المبادرة فرصة ذهبية وخطوة أولى لتنفيذ الخطة القومية المتعددة الأطراف للوقاية من الأمراض غير السارية، والتي أطلقت برعاية وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد وستستمر المنظمة في توفير الدعم المطلوب للوصول إلى الأهداف المرجوة من خلالها، وكل البرامج المتعلقة بالصحة العامة لما فيه خير للمواطن المصري.

البنك الدولي يخصص 129 مليون دولار لدعم مبادرة مصر لعلاج فيروس سي
من جانبه؛ أعلن عمرو الشلقاني مسئول الرعاية الصحية في مكتب البنك الدولي بمصر، أن البنك قَدَّمَ للحكومة المصرية دعما تقنيا، إلى جانب التمويل الذي بلغ 133 مليون دولار لعملية مسح الأمراض غير السارية، بالإضافة إلى 129 مليون دولار مقدمة من البنك الدولي لعلاج مرضى فيروس سي.

وأشار خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي، إلى أن البنك هو شريك رئيسي للحكومة المصرية في مشروع القضاء على الأمراض غير السارية وعلاج مرضى فيروس سي، وأن البنك بدأ التعاون مع الحكومة في هذا الملف قبل عامين، ودرس تأثير مرض فيروس سي على الاقتصاد المصري، ومدى تأثيره الواضح على معدل دخول الأسر الفقيرة، ودراسة المردود الإيجابي للقضاء على المرض ومجابهته.

البنك الدولي: المبادرة هي الأضخم عالميا.. وعدة دول تستفيد من التجربة المصرية
وأضاف الشلقاني أن البنك الدولي يرى أن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي للقضاء على الأمراض غير السارية؛ تجربة رائدة وضخمة، حيث لا توجد حملة في العالم دُشِّنَت بهذا القدر على الصعيد المجتمعي، وأن هناك دولًا أخرى سيكون بإمكانها الاستفادة من التجربة المصرية في القضاء على الأمراض غير السارية.

وذكر أن ريادة التجربة تأتي من انخفاض سعر الأدوية والكواشف الخاصة بفيروس سي والأمراض غير السارية، وأن دعم البنك الدولي لمصر يأتي من منطلق أن مصر كانت في مقدمة الدول التي تبنت مشروع الرأسمال البشري المقدم من البنك الدولي.
الجريدة الرسمية