انتبهوا مبكرا!

ليست هي المرة الأولى التي تفرض فيها واشنطن عقوبات اقتصادية ضد روسيا.. هي تفعل ذلك بشكل متكرر منذ أن أعلنت روسيا ضم جزيرة القرم إليها.. وفى الفترة الأخيرة زادت هذه العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا.. لكنها المرة الأولى التي تفرض فيها أمريكا، وفى عهد ترامب الذي كان الروس يراهنون عليه لتحسين العلاقات الروسية الأمريكية، عقوبات على روسيا تطال فيها شركاء تجاريين لها، لأنهم يتعاملون معها ويشترون منها أسلحة، وهم الصينيون..

فقد امتدت العقوبات الأمريكية الجديدة على روسيا التي استهدفت تجارة السلاح الروسى، والتي تعد ثانى تجارة مهمة للروس بعد الغاز، لتشمل مؤسسة عسكرية صينية، لأنها تشترى أسلحة من روسيا منها طائرات وأنظمة صواريخ حديثة متقدمة!..

وعللت واشنطن تلك العقوبات الجديدة على روسيا بأنها جاءت تنفيذا لقانون كاتسا الأمريكى، الذي يسمح بفرض عقوبات على شركاء روسيا التجاريين أيضا.

وهنا يتعين علينا أن ننتبه مبكرا لما يحدث الآن على الساحة الدولية، فإن واشنطن لم تعد تستهدف روسيا وحدها وإنما أيضا شركاءها التجاريين والعسكريين، ونحن في مصر أحد هؤلاء الشركاء الآن.. فقد عدنا إلى شراء السلاح من روسيا، في إطار نهجنا الجديد لتنويع مصادر السلاح، وتربطنا بروسيا اتفاقات مهمة للحصول على أنواع حديثة من الأسلحة، مثلما تربطنا بها شراكة مهمة أيضا في بناء مشروعنا النووى في منطقة الضبعة، لإقامة مجموعة من المفاعلات النووية لإنتاج الكهرباء.

علينا أن نكون أولا يقظين لما يحدث حولنا، وأن نتابع عن كثب تلك التطورات السلبية في العلاقات الدولية، علينا أن نكون مستعدين بالدراسة والبحث لكل الاحتمالات، وبالقرارات التي سوف نتخذها وقتها.