رئيس التحرير
عصام كامل

عصابة «تميم».. منتشرة في أمريكا وأفريقيا وإسرائيل.. و«أمراء الإرهاب» أبرز عناصرها.. مايكل سليمان «لسان الدوحة» في بلاد العم سام.. «كلاين» رجل التطبيع.. و«آ

فيتو

«المؤامرة».. عنوان عريض يمكن أن نضع تحته عناوين فرعية كثيرة جميعها تشير إلى ما تريد إمارة قطر تنفيذه، سواء في المنطقة العربية، أو الشرق الأوسط.. فـ«الدوحة» في إطار سعيها لنشر مخططاتها الفوضوية، مستغلة أموالها، ورجالها، وفي إطار ذلك تستخدم كل السبل من رشوات واستثمارات، ولها أعين في كل مكان ورجال يجرون صفقاتها المشبوهة التي تسير بها مصالحها.


المقاطعة العربية لـ«الدوحة» يمكن القول إنها لعبت دورًا كبيرًا في كشف جزء لا بأس به من مخططاتها، ليس هذا فحسب، لكن الأشهر القليلة الماضية، تم خلالها الكشف عن الذين يمكن وصفه بـ«عصابة تميم بن حمد»، الذين انتشروا في غالبية الدول، بعدما التقت مصالحهم مع مخططات «الأمير الصغير»، وما بين السياسي والإرهابي والرياضي ورجل الأعمال لا تزال الآلة السياسية القطرية التخريبية تمارس وظيفتها على أكمل وجه.

لسان الدوحة
مايكل سليمان.. يشغل منصب مساعد السيناتور الديمقراطي، روبرت مينينديز، من ولاية نيوجيرسي، ويعتبر قائد اللوبي السري الذي يرتب اللقاءات والاجتماعات بين المسئولين القطريين وأعضاء الكونجرس، إضافة لممارسته الضغوط اللازمة على نواب الكونجرس الأمريكي لإثارة قضايا مهمة حول قطر.

مؤخرا.. دفعت قطر لشركة «سليمان» الاستشارية 24 مليون دولار، إلى جانب 100 ألف دولار شهريًا لتسيير مصالحها، ومنذ عام 2015 ينظم «سليمان» اللقاءات بين أعضاء الكونجرس ومسئولين قطريين، بما فيهم سفير واشنطن ووزير الخارجية والنائب العام، والسيناتور الديمقراطي والسفير القطري محمد العطية، وذلك وفقا لسجلات تم تقديمها إلى وزارة العدل من قبل شركته التي تدعى «ميركوري» للشئون العامة.

وتتضمن خدمات «سليمان» نشر أخبار قطر في الصحف الأمريكية، ومنها صحيفة نيويورك تايمز، التي نشرت تقارير عنها مسبقا، تؤكد أن الدوحة تتحكم في السياسة التحريرية الخاصة بها والموضوعات التي يتم نشرها أو استبعادها، وكذلك نيويورك بوست.

واختار النظام القطري شركة سليمان بالذات لأنها تابعة لشركة أكبر تتولى تمرير صفقات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر أخباره وتحسين صورته في أمريكا، إضافة إلى تمرير اتفاقيات لصالح تركيا.

المراكز البحثية
إلى جانب سيطرة قطر على عدد من المراكز البحثية بأمريكا وأبرزها مركز بروكنجز الدوحة، اشترى نظام الحمدين حصة كبيرة من شركة «نيوز ماكس» الإعلامية والتي يديرها صديق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعى كريس رودي، كما أن للدولة الخليجية استثمارات مليارية بأمريكا، أبرزها أبراج الرئيس الأمريكي وتملك نحو 4 شقق بقيمة 16.5، منها 5.6 ملايين دولار في برج ترامب العالمي بنيويورك و10 ملايين دولار في شقق أخرى، بالإضافة إلى استثمارات بقيمة 35 مليار دولار خلال الـ5 سنوات الماضية، وصفقات بالملايين على شراء الأسلحة.

رجل التطبيع
مع تزايد معدلات الاقتراب القطري تجاه دولة الاحتلال لإسرائيل من أجل تحسين صورتها لدى العالم، لا سيما بعد المقاطعة العربية لها، والدور الذي تلعبه «تل أبيب» في التأثير على السياسة الغربية وأبرزها أمريكا وروسيا، بات مورتون كلاين رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية، بمثابة السفير الرسمي للدوحة لدى اللوبي الصهيوني بأمريكا ودولة الاحتلال.

مؤخرًا.. كشف صحيفة «هاآرتس» العبرية وثائق سرية تكشف تعاملات بين قطر وكلاين من أجل تغيير موقف نظام الحمدين تجاه السياسية الصهيونية وتوجيه قنواته الإعلامية لتكون مؤيدة لها، وهو ما تمت ملاحظته مؤخرا في فيلم أنتجته «الجزيرة» يشيد بالمجتمع اليهودي بأمريكا.

كما ساعد «كلاين» الذي كان من أشد المعارضين لقطر ووصفها بـ«نظام وحشي وشرير» على تنظيم لقاءات بين قادة يهود ودبلوماسيين من الدوحة ومنهم أحمد الرميحي، كما سافر لها واجتمع مع أميرها تميم بن حمد وغيره من القطريين لتنظيم سياسة الدوحة الجديدة بعد المقاطعة، وذلك بالتعاون مع رجل الأعمال جوزيف اللحام، عضو في اللوبي الصهيوني.

وتلقى «كلاين» نحو 100 ألف دولار من الدوحة، كما تبرعت الأخيرة بمبلغ 250 ألف دولار لبعض المنظمات الأكثر دعما لإسرائيل ومنها شركة ليكسينجتون ستراتيجيس، وفي سبتمبر الماضي، أعلن نيكولاس موزين، وهو يهودي متقاعد ونجم صاعد بين الجمهوريين المحافظين، أن حكومته وشركته للعلاقات العامة ستحسن من صورة قطر للطائفة اليهودية بأمريكا مقابل مبلغ تقاضاه يقدر بـ50 ألف دولار، إضافة لـ300 ألف دولار يتلقاه شهريا من الدولة القطرية.

وبالفعل نجحت قطر من خلال تلك الصفقات المشبوهة جذب العديد من الحاخامات، أبرزهم الحاخام شمولي بوتيتش المعروف بحاخام المشاهير لقطر وكتابة أخبار جيدة عنها، في صحيفة «جيروزاليم بوست»، إلى جانب المحامي آلان ديرشوفيتز، الذي شبه قطر بالدولة الصهيونية التي يحيط بها الأعداء من كل مكان

ناصر الخليفي.. أخطبوط الصفقات
الرياضة لم تكن بعيدة عن الأهداف القطرية.. ووجدت الدوحة ضالتها في ناصر الخليفي الرئيس التنفيذي لمجموعة «بن سبورت» الرياضية، رئيس نادي سان جيرمان بفرنسا، خير وسيلة لإحداث تأثير رياضي ضخم في عالم الكرة، والذي أبرم بعدد من صفقات الشراء منصات إعلامية منها شركة التليفزيون التركية "Digiturk" واستوديوهات الإنتاج السينمائى ميراماكس وشركة كنال بلوس الفرنسية الرياضية السينمائية.

واستطاع الخليفي من خلال النادي إحداث تأثير قوي في باريس وفي 2016 اشترى نادي بارك دي برينس المعروف بـ«ملعب الأمراء» بـ57 مليون دولار، في خطوة للسيطرة على بطولة الاتحاد الأوروبي لصالح قطر.

كما تورط «الخليفي» منذ فترة في قضايا تقديم رشاوى لصالح قطر، منها شراء حصة أغلبية في مجموعة "Full Play" التي تتخذ من الأرجنتين مقرًا لها، للحصول على 51% من شركة التسويق الرياضي، كما كان له دور في اختيار الدوحة لاستضافة بطولة كأس العالم، وشراء أصوات بالملايين لها ومنها خوليو جروندونا، رئيس اتحاد كرة القدم الأرجنتيني، ثم نائب رئيس FIFA، والذي دفع له 80 مليون دولار لشراء صوته، وكذلك تقديم رشوة لجيروم فالك، سكرتير الاتحاد الدولى السابق، بجانب منحه فيلا بجزيرة سيردينيا قيمتها 7 ملايين يورو، لتسهيل حصول شبكة بى أن سبورت على حقوق بث مباريات كأس العالم 2026 و2030، وصدر ضده حكم مؤخرا لصالح الحكومة بتغريمة 250 مليون لاحتكاره بث المباريات.

آل الصلابي.. إخوان الإرهاب في خدمة الدوحة
آل الصلابي.. أربعة أخوة منتمون لجماعة الإخوان، وهم «على»، الذي يلعب دور الوساطة مع الممولين، و«أسامة»، الذي ينشر الفكر الإرهابي، و«إسماعيل» الذي يتولى قيادة الميليشيات على الأرض، و«خالد» تنحصر مهتمه في تسهيل عمليات تهريب السلاح، وإيواء الإرهابيين.

ويعتبر أبرزهم على الصلابي مهندس صفقات الإرهاب العالمي ويقيم بقطر ويحمل جنسيتها، وعقد صفقة مع النظام الليبي للإفراج عن عدد من الإرهابيين أبرزهم عبد الحكيم بلجاج، زعيم الجماعة الإسلامية المقاتلة بليبيا، وكذلك إسماعيل ويقود ميليشيا تعرف باسم "راف الله السحاتي"، التي تنشط شرقي ليبيا، ولهما علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة، والإخوان مثل القادة الإخوان ثروت شحاتة، وخيرت الشاطر ومحمود عزت، والرئيس المعزول محمد مرسي، وشارك في عمليات تصفية جسدية في كل من أفغانستان وباكستان وسوريا.

وبعد بدء الانتفاضة ضد الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي، تلقت القوات التي يدعمها «آل الصلابي» أسلحة ثقيلة من قطر، وطوال السنوات الماضية، ارتبطت العائلة بعلاقات قوية مع جهاز المخابرات القطري، واجتمع «إسماعيل» مرات عديدة مع غانم الكبيسي رئيس المخابرات القطرية، وكلاهما مدرج على قائمة الإرهاب، أما أسامة الصلابي فدوره نشر التطرف عبر وسائل الإعلام وقدم عددا من البرامج على قناة "الليبية" والوسط وليبيا اليوم.

و قدمت الدوحة نحو 750 مليون يورو للجماعات التي ترتبط بعلاقات وثيقة بآل الصلابي، منها الجماعة الليبية المقاتلة وأنصار الشريعة المحظورة ومجلس شورى ثوار بنغازي ومجلس شورى مجاهدي درنة وسرايا الدفاع عن بنغازي، كما ضخت بعد الإطاحة بالقذافي أكثر من 700 مليار دولار تحت مظلة استثمارات لم يجن الليبيون من حصادها سوى تدمير البلاد وتمكين الجماعات المتطرفة.

رجل قطر بجنوب أفريقيا
الإرهاب القطري ومؤامرات الدوحة، لم تكن القارة السمراء بعيدة عنها، بل على العكس تماما، يمكن القول إنها كانت في «قلب المؤامرة»، غير أنها إلى جانب الاستثمارات التي تضخها في عدد من البلدان الأفريقية، لجأت أيضا إلى استخدام الإرهاب، كبوابة خلفية لعملياتها القذرة، حيث نسقت قطر مع يحيى أبو همام المعروف بـ«أمير الصحراء» أحد أهم أفراد تنظيم «القاعدة» فهو المسئول عن فرعها في مالي والنيجر، ونيجيريا، وليبيا، وموريتانيا، وتشاد، أو ما تعرف بـ«صحراء الإسلام الكبرى» في أدبيات تنظيم القاعدة، والذي عين مؤخرا رئيسا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وذلك بعد تأكيد فرنسا مقتل زعيمها عبد الحميد أبو زيد في معارك شمال مالي.

«أبو همام» يشرف على الجماعات المتطرفة المندمجة تحت كيان جديد يدعى «نصرة الإسلام»، ويتلقى أموالا من قطر في شكل مساعدات تحت غطاء جمعيات خيرية وإنسانية، ومنها قطر الخيرية، والهلال الأحمر، وهو ما أكده مسئولون من الحكومة الفرنسية، كما أنه حلقة الوصل بين القاعدة بأفغانستان والمسلحين بأفريقيا، وكان له دور في التمويل القطري لقادة القاعدة واستخدام أموال الحمدين لتأسيس قاعدة تكون ذراع التنظيم في مالي، وهو على علاقة بفهد الياسين عميل قطر الأول في البلاد وحامل حقائب أموال نظام الدوحة إلى الجماعات الإرهابية، والذي عقد عدة اجتماعات سرية شارك فيها ضباط استخبارات قطريون وإيرانيون وممثلون لجماعة حزب الله اللبنانية، لتشكيل جماعة إرهابية في الصومال وكذلك إبراهيم عيسى حاجي ممول القاعدة في أفغانستان.

وضخت قطر في السنوات الأخيرة ما يزيد على 30 مليار دولار في المنطقة، خاصة في السودان وإثيوبيا ومالي وكينيا وجنوب أفريقيا وموريتانيا، وتساهم بنسبة 25% في مشاريع استغلال النفط والغاز في منطقة "تاودني" الموريتانية، وكشف ممثل الاستثمارات القطرية في مالي أن قطر تسعى لأن تكون مالي "قاعدتها" بغرب أفريقيا، حيث تخطط لبناء سكك حديدية، تربط السودان بتشاد ومالي والكاميرون ونيجيريا ويمتد لغاية المحيط الأطلسي.

كما وجهت قطر ترسانتها الإعلامية لغزو وابتزاز المنطقة الأفريقية ممثلة في قناة الجزيرة الفضائية، حيث لم تكتف بالبث العربي بل أطلقت قناة باللغة السواحلية تستهدف قرابة 100 مليون نسمة في جنوب وشرق أفريقيا.

"نقلا عن العدد الورقي..."...
الجريدة الرسمية