رئيس التحرير
عصام كامل

أول سائقة برخصة مهنية: زوجي علمني القيادة في شهر.. ورفضت عرضا لتعليم نساء السعودية

فيتو

  • أشعر أنني أقود طائرة وزملائي منحوني لقب «أسطورة الصعيد النسائية»

«أم ولاء».. إن كنت من أبناء أو زائري محافظة المنيا الدائمين، بالقطع ستكون لديك أطراف من حكايتها، ستجد من يصفها بـ«الأسطورة»، ومن يتجاوز في وصفه ليمنحها لقب «المرأة الحديدية»، غير أن الاستماع إلى تفاصيل القصة من صاحبتها له رونقه الخاص.

«أم ولاء».. تحولت خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى «قدوة»، حكاية تروى في جلسات الرجال والنساء، بعدما تمكنت من الحصول على رخصة درجة أولى لسائق سيدة، لتصل شهرتها إلى المملكة العربية السعودية، التي قدمت لها عرضًا لتعليم نساء المملكة قيادة السيارات.
ويمكن القول إن «أم ولاء» حطمت الصخرة وتجاوزت العقبة التي يعاني منها عشرات الرجال في الحصول على الرخصة المهنية، لتصبح أول سيدة بمحافظة المنيا تحصل على رخصة درجة أولى.

قصة كفاح «أم ولاء» تعود إلى 10 سنوات مضت، عملت طوالها على نقل أسطوانات الغاز وسط عدد كبير من زملاء العمل، جميعهم من الرجال لكنها بمثابة أخت وأم وابنة بين أقرانها من زملاء العمل."فيتو" التقتها في سياق الحوار التالي:

*كيف بدأت قصتك مع قيادة السيارات؟
تقدمت للعمل في مشروع شباب الخريجين بوزارة التضامن الاجتماعي ومنها إلى التموين، وبالفعل تم قبول أوراقي، وكنت السيدة الوحيدة التي حصلت على وظيفة بمشروع شباب الخريجين لنقل أسطوانات الغاز على السيارات ربع النقل، وفي البداية واجهت اعتراضا ودهشة من البعض، غير أن هذا لم يحول بيني وبين تحقيق الهدف الذي أريده.

*من الذي تولى تعليمك قيادة السيارات؟
زوجي هو الآخر سائق مثلي، وهو من تولى عملية تعليمي القيادة في أقل من شهر، واقتنع بحديثي معه قبل بداية عملي بهذه الوظيفة وتفهم الأمر كثيرا، كما أن أبنائي يتفاخرون بتجربتي أمام زملائهم ومعلميهم، ولدى خمسة أبناء، 3 بنات وولدان، أسماء الإناث على مقدمة السيارة واسما الولدين خلف السيارة.

*لماذا سميت باسم إحدى بناتك وليس أولادك؟
أنا أفضل تسميتي بـ«أم ولاء» وليس كما هو المتعارف عليه في الصعيد باسم أي من أبنائها الصبية، و«ولاء دي أول فرحتي».

*ماذا عن برنامج يومك؟
أبدأ يومي بتجهيز الطعام لأسرتي ثم أخرج بسيارتي إلى المدينة الصناعية بالمنيا الجديدة الواقعة بالمنطقة الجبلية، وتطل على المقابر على مسافة تستغرق نحو الساعة بمفردي أقود سيارتي التي تحمل أسطوانات الغاز، ودائما لا أشعر أنني أقود سيارة لكنني أشعر أنني أقود طائرة، وحينما أصل إلى المصنع أقوم بتحميل ما يقرب من 60 أسطوانة على عدة مراحل، ومن ثم أعود لطريقي للسير بين الجبال ومنها إلى توزيع الأسطوانات على البدالين التموينيين، وزملائي منحوني لقب «أسطورة الصعيد النسائية».

*كيف تواجهين نظرة الناس بدهشة لك؟
عملت في 3 مكاتب مختلفة لتوزيع الأسطوانات على مدار السنوات الماضية، ولم اهتم بنظرات الدهشة والاستغراب من الأهالي أو ضباط المرور الذين يستوقفونى للاطلاع على الرخص، في حال كونهم يشاهدون سيدة تحمل رخصة مهنية للعمل للمرة الأولى لهم.

*هل صحيح أنك تلقيت عرضا للعمل مدربة قيادة بالسعودية؟
نعم.. «تلقيت عرضا كبيرا للعمل بالمملكة العربية السعودية، بعد أن وصلت شهرتي إليها لتدريب النساء على القيادة عقب السماح لهن هناك بقيادة السيارات، ورغم كون العرض كبيرا جدا لكنني رفضته، وقررت البقاء مع زوجي وأبنائي، خاصة أن اثنتين من بناتي في الثانوية العامة والإعدادية لهذا العام».

*هل هناك نساء أو فتيات تواصلن معكى بشأن قيادة سيارات النقل؟
نعم.. «هناك عدد كبير من الفتيات تواصلن معي لمعرفة كيفية العمل بذات الوظيفة، وقيادة سيارة ربع نقل تحمل إسطوانات الغاز والتخلي عن نظرة البعض بأن الصعيد ومحافظات الصعيد تعاني من نظرة للمرأة ولعملها».


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية