رئيس التحرير
عصام كامل

كان معاك حق.. يا ريس!


من المعروف عن الشعب المصري أنه شعب طيب وقلبه أبيض ودايما يغفر الإساءة، ولا يحب الشماتة حتى فيمن أذاه، لكني وللمرة الأولى أَرصد (حالة الشماتة) الفظيعة وغير المسبوقة من عموم المصريين، بمجرد انتشار خبر استبعاد بعض المذيعين من مقدمي برامج التوك شو، التي عزف الجميع عن مشاهدتها على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية، نفورا وغضبا من مقدميها وأساليبهم السوقية التي تحولت إلى "وصلات ردح للمشاهد المصري"!


حتى إن كلمات إظهار الشماتة مثل (بركة يا جامع.. والمركب اللي تودي).. كانت هي أكثر العبارات التي قيلت تهذبا.. بالطبع كان هناك الكثير والكثير غيرها أظهر كم الكراهية التي يحملها الناس لهؤلاء الإعلاميين.. رغم كونهم أشخاصا لم يسبق أن شاهدوهم في الحقيقة لحظة واحدة! ولم يأخذ أيا منهم مليما واحدا من جيب أي مواطن، ولم تكن عقودهم اللي بالملايين من القنوات الفضائية التي يعملون بها هي السبب في كراهية الشعب لهم.

بل حتى كذبهم على الشعب فيما يقولون لم يكن أيضا هو سبب كراهيتهم، كما أن تلونهم وظهورهم بأكثر من (وش) لا يعني المصريين في شيء، فالمصريون بطبعهم نبهاء.. لديهم فراسة تجعلهم يميزون الكذاب والمتلون، بس بيعملوا مش واخدين بالهم!

لكن هؤلاء المذيعين الملقبين بالإعلامين استطاعوا أن يحصدوا كمًا من البغض لم يسبقه إليه غيرهم لماذا؟

لأنهم أهانوا المصريين، وسخروا من أكلهم وشربهم، لدرجة خروج أحدهم على الشاشة مخاطبا المصريين قائلا (شوف يا حيلتها أنت وهي)، وينهي حديثه بوصفهم أنهم شعب يخاف.. ما يختشيش!!

وآخر يتجاوز كل حدود الأدب وهو يسأل الشعب متندرا.. أنتم بتجيبوا فلوس الأكل منين؟ ويتمادى في التجاوز والإساءة لكل مواطن يشكو الغلاء أو المرض أو حتى من الروتين قائلا: اللي مش عاجبه البلد ياخد باسبوره ويمشي ويسيبها! وكأنما يحمل في جيبه صكوك ملكية مصر وأهلها فيمنح ويمنع الإقامة فيها!

والأمثلة في التعالي على المصريين وإهانتهم من هؤلاء الأقزام وأشباههم أكثر من "الهم على القلب" وكأن هؤلاء المذيعين من طينة مختلفة.. لا يأكلون ولا يشربون مثلنا.. نصَّبوا أنفسهم جلادين على المصريين وعلى سلوكياتهم.

متناسين أنهم مجرد ضيوف على المشاهدين بيشوفوا "وشهم" بمزاجهم علشان يسمعوا خبرا حلوا أو كلمة طيبة.. لكن أن يشاهد ويسمع الناس دروسا في الإساءة والتطاول من المذيع الأولاني.. ويقوم الآخر بتكدير عيشتهم.. يتبارى التالت في النيل من كرامتهم.

يبقي أكيد الرئيس السيسي كان معاه ألف حق وهو يتساءل عن جدوى برامج التوك شو! خاصة بعد أن تفرغ جعبة مقدميها وينفضح إفلاس تفكيرهم، فلا يجدوا سوى المصريين يتسلون عليهم ويحطون من قَدرهم، وهو ما لا يرضاه الرئيس أبدا. 

وقد سبق أن أبدى استياءه وشكواه مرارا وتكرارا من سوء الأداء الإعلامي واختص برامج التوك شو تحديدا.

وإظهار المصريين فرحتهم بخبر استبعاد بعض المذيعين والمذيعات إن كان حقيقيا وربنا ريحنا منهم، أو حتى كان مجرد إشاعة وهيَرجعوا يطلعولنا تاني رغما عنا، إنما يثبت بالدليل والبرهان أن الريس كان معاه ألف حق.. وهو ينتقد برامج التوك شو التي باتت تؤرق المصريين حتى كرهوا أغلب من يقدمونها، وشمتوا في اللي مش هيقدموها.
الجريدة الرسمية