رئيس التحرير
عصام كامل

اتهام حماس بفقدان السيطرة على غزة.. و«صاروخ سلفي» ينسف التهدئة

فيتو

اتهمت مصادر فلسطينية مطلعة، حركة حماس بفقدان السيطرة على قطاع غزة، وفشل أجهزة الأمن التابعة للحركة في السيطرة على العمليات التي تقوم بها الجماعات السلفية الناشطة بالقطاع.


وكشفت المصادر عن توجيه انتقادات حادة لحماس من جهات رفيعة المستوى، لقيادة الحركة لطريقة تعامل الأجهزة الأمنية في قطاع غزة مع الجماعات السلفية العاملة في القطاع.

وأشارت المصادر إلى أن الزيارة التي قام بها مؤخرا وفد حماس القيادي، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، صالح العاروري، إلى غزة ركّزت على محاولات التوصل إلى اتفاق مصالحة بين حركتي فتح وحماس، بالإضافة إلى تحقيق التهدئة مع الاحتلال الصهيوني مع التأكيد على أهمية إبقاء سيطرة حماس الكاملة على قطاع غزة.

هذا وبعد مغادرة قادة حماس لغزة يوم 8 من شهر أغسطس الجاري، مباشرة، بدأت عملية إطلاق مكثفة لنحو 180 قذيفة صاروخية وهاون باتجاه المستوطنات الإسرائيلية القريبة من القطاع، مع العلم بأن هذا القصف جاء ردا على استهداف القوات الإسرائيلية لعنصرين في حماس قبل ذلك بيوم.

وكشفت المصادر أن هذا الرد كان مخططا له، وكان من المقرر أن يستمر لمدة 24 ساعة تقريبا، وذلك في إطار معادلة "القصف بالقصف" التي اعتمدتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

ولكن على أرض الواقع وبعد أن أعلنت الفصائل الفلسطينية عن قرارها بوقف إطلاق النار، تم إطلاق صاروخ آخر باتجاه مدينة بئر السبع.

وكان الصاروخ من طراز غراد سقط في منطقة خالية قرب المدينة المذكورة، ونشرت وسائل الإعلام فيما بعد أن جهات سلفية في قطاع غزة هي المسئولة عن إطلاق هذا الصاروخ، الأمر الذي أدى إلى رد إسرائيلي عنيف بشكل استثنائي تمثل باستهداف مبنى مكون من 5 طوابق وتدميره بالكامل، فضلا عن إصابة عدد 18 مواطنا بجروح مختلفة.

وحسب ما ذكرت المصادر فإن كبار مسئولي حماس في الخارج وجهوا انتقادا في دوائر مغلقة للتقصير الذي حدث، على حد ادعائهم، من رئيس حماس بالقطاع، يحيى السنوار، وعناصره، فيما يخص فرض سيطرة الحركة على الجماعات والفصائل المختلفة في غزة، لاسيما تلك التي لا مصلحة لها أصلا في تحقيق التهدئة، بل والتي تعمل على استهداف حركة حماس.

وكان هؤلاء القادة الكبار أكدوا على خيبة أملهم إزاء سلوك السنوار نظرا للأهمية البالغة التي يولونها لتشديد الرقابة على الجهات المنفلتة في قطاع غزة لاسيما في ضوء الفرص التأريخية التي تلوح في الأفق والمبادرات المختلفة بوساطة مصرية وأممية من أجل رفع الحصار المفروض على غزة، وهو بالطبع ما لا يمكن تحقيقه إلا في حالة التوصل إلى اتفاق تهدئة يستند إلى قدرة حماس على فرض سيطرتها في القطاع.
الجريدة الرسمية