رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية «البلاص» بقنا.. قرية أبدعت في صناعة الفخار (صور)

فيتو

اشتهرت محافظة قنا، بصناعة البلاص والقلل القناوي، وغيرها من الأواني الفخارية، حتى أطلق البعض عليها قلعة الفخار في صعيد مصر، وعلى بعد 13 كيلومترا تقريبًا من مدينة قنا تقع قرية "البلاص" أو "المحروسة" حاليًا بعد مطالبة الأهالي بتغيير الاسم، وكان اسمها الفرعونى "إنجلاس" بمعنى إناء الفخار، وبعدها تغير إلى المحروسة.


المحروسة
لم يكن أهالي تلك القرية مولعون بهذا الاسم، ما جعلهم يتقدمون بشكاوى متعددة إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مطالبين بتغيير الاسم بعد الكثير من المواقف المحرجة والتهكم والسخرية التي طالتهم، الأمر الذي جعل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يصدر قرارا في 1965 بإطلاق اسم قرية المحروسة عليها.

من جانبه قال محمد عاطف، أحد أبناء القرية، هذه القرية اشتهرت بصناعة الفخار وقديمًا كانت تسمى قلعة الفخار وهي من القرى ذات الأصول التاريخية التي تعود إلى حضارة نقادة الأولى 3900 - 3650 ق. م عصر ما قبل الأسرات، وكانت تشتهر بتصنيع كافة أنواع الفخار منها الأبيض والأحمر والأسود والذي اشتهر في كثير من المتاحف العالمية.

مهنة الأهالي
وأشار ممدوح سيد، أحد أبناء القرية، إلى أن سبب هذا الاسم يرجع إلى نشأة صناعة الفخار في القرية وعمل الكثير من أهالي القرية فيه وبخاصة البلاص أو العلاوة القناوية وهو إناء يستخدم في تسقيع المياه أو كما يسمى هنا "الفريزر القناوي" والمياه التي تخرج منه من أنقى وأطهر أنواع المياه والكثير من الأهالي لا يزالون بالرغم من التقدم وظهور الثلاجات والفريزر يحرصون على شراء القلل والبلاص القناوي.

أصول قبطية
"البلاص هي كلمة‏ ‏قبطية تعني "إناء" بتلك الكلمات بدأ منير زكي، كلامه لنا عن صناعة الفخار التي تعد الحرفة الأولى بين أهالي قرى مركز نقادة جنوب محافظة قنا والتي تضم قرية البلاص تلك القرية التي تعوم على أرض من شقف البلاص وهناك بعض الجبال لا تزال تحمل بجوفها شقف تلك الأواني الفخارية الأثرية، وكانت قديمًا تعد تلك القرية التي تضم بين جنباتها الديرين الغربى والشرقى والمنيرة الحديثة والطويرات فضلًا عن نجوع عطية والفواخير والدوم والحميرات والبنانية وعزب على فراجو وبدر حسن وإبراهيم سعد، منوهًا إلى أن أغلب سكان هذه القرى يعملون بتلك الحرفة التي لا تزال تحتفظ جدرانها بتراث عريق وتشتم في بيوتها رائحة التاريخ.

أحمد بدير
ويعد الفنان الكوميدي المعروف أحمد بدير من أهم وأكبر أبنائها شهرة، وأعلن ذلك مرات عدة أنه ابن قرية المحروسة وذات مرة نطق اسم قرية البلاص مؤكدًا على أن هذا فخر له.

وأشار منصور أحمد، أحد أبناء القرية، أن القرية أخرجت العديد من المشاهير في كافة المجالات المختلفة السياسية والثقافية والفنية واشهرهم بالطبع الفنان أحمد بدير الذي أعلن هذا الأمر في أحد مقابلاته الصحفية والإعلامية والمخرج محمد عبد النبي.

وأكد محمود ثروت، أحد أبناء القرية أن صناعة الفخار هنا في الصعيد من أقدم الحرف التي عرفت منذ العصور الأولى، وعلى الرغم من أن الكثير طالب بتغيير اسم القرية إلا أنني لا زالت مؤمنا أن اسمها الأول هو البلاص وهذا فخر لنا جميعًا فهذه القرية تعد من القرى المنتجة التي تحتفظ بحرفتها وحاربت كثيرًا للقضاء عليها ولكن ظلت صامتة واقفة ولم يستطع أي غزو استعمارها والقضاء عليها.
الجريدة الرسمية