رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وزير الداخلية ومديرية أمن سوهاج والطفل «محمود»!


محمود خلف جاد الكريم، يبلغ من العمر 12 عاما.. كل ذنبه في الحياة أنه من أسرة بسيطة، ولذلك قرر أن يسهم في مساعدة أسرته بشراء "توك توك" والعمل عليه في فترة الإجازة.. ولأن هذا "التوك توك" جديد ومن يعمل عليه صغير فكان لا بد من سرقته.. هنا قد يكون الكلام عاديًا وغير مثير للاستغراب على اعتبار أن غول السرقات ما زال متفشيًا داخل مجتمعاتنا بسبب ظروف الحياة الصعبة أو لأسباب أخرى..


لكن عندما تتحول السرقة إلى سرقة وقتل في وضح النهار لطفل يعمل على توك توك، فهذا ما يدعو إلى ضرب أخماس في أسداس، خاصة إذا علمنا أن جثة الطفل "محمود" وجدت وسط الزراعات وظهر عليها علامات العنف من السارق.. فلا يوجد منطق بأي لغة يستطيع أن يقنعنا أن السارق لم يكن أمامه سوى قتل طفل صغير لكي يسرق التوك توك.. فلو افترضنا أن السارق شخص واحد فقط وهذا مستبعد تماما فهل كان الطفل الصغير صاحب الـ12 عاما أقوى منه ولذلك لم يجد سوى قتله لكي يتخلص منه؟!!

إذن نحن أمام واقعة مؤسفة جديدة على مجتمعنا خاصة الصعيدي، بحكم أنها وقعت في قرية الضياع بمركز المراغة بمحافظة سوهاج.. لكن الأكثر أسفا من ذلك هو الشعور العام لدى سكان قرية هذا الطفل أن حقه لن يأتي لسبب بسيط جدا وهو أنه عائلته بسيطة -غير مسنودة- بل ويقولون إنه في إحدى المرات قام أحد السارقين عن طريق الخطأ بسرقة هاتف أحد رجال الأمن.. وقامت الدنيا ولم تقعد بسبب ذاك الهاتف، لكن عندما يُقتل طفل في وضح النهار لا أحد يتحرك لمجرد أنه من أسرة بسيطة.

قناعتي الأكيدة هي أن مديرية أمن سوهاج وقسم شرطة المراغة لن تتوانى في القبض على القاتل سواء واحد أو أكثر، وقناعتي أيضا هي أن السرعة في ضبط الجناة يتطلب قرارًا ومتابعة من قيادات وزارة الداخلية.. وها أنا أطلب من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بضرورة توجيه قياداته لسرعة ضبط الجناة وتقديمهم إلى العدالة حتى يكونوا عبرة، وحتى تكون الثقة في الشرطة غير مربوطة بأن هذا مسنود أو هذا من أسرة بسيطة، أو حتى مرتبطة بالانتشار الإعلامي لقضية ما في أي مكان في ربوع مصر.. وكلي ثقة في أن أسرة هذا الطفل وكل من تألم لهذه الواقعة سيرتاح قريبا مع الإعلان عن ضبط الجناة.
Advertisements
الجريدة الرسمية