رئيس التحرير
عصام كامل

ردود الإعلام الأمريكي والبريطاني على عقوبات ترامب ضد تركيا

الرئيس الأمريكى دونالد
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

أثارت العقوبات غير مفاجئة التي فرضتها الإدارة الأمريكية أمس، ضجة كبرى بوسائل الإعلام وخاصة الأمريكية والبريطانية، والتي حذرت من أن تطال عقوبات واشنطن التي بدأت تفرضها على مسؤولين أتراك، الرئيس رجب طيب أردوغان، بل ذهبت بعض الصحف إلى أن أردوغان قد يكون التالي بعد وزيرين من حكومته.


وأكدت الصحف الاقتصادية الكبرى، في الولايات المتحدة وبريطانيا، اليوم على تحذير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خطورة المعاندة وعدم تقدير العواقب التي سيتحملها هو شخصيا، فضلا عن الاقتصاد التركي المتداعي، إذا ما استمر في نهجه السياسي الحالي.

فايننشال تايمز وانهيار الاقتصاد
صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية سجلت اليوم، أرقاما تدل على الانهيارات المتتابعة في الاقتصاد التركي التي أعقبت القرار الأمريكي، بفرض المقاطعة على وزيري العدل والداخلية التركيين بسبب عدم الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برونسون، الذي اعتقلته السلطات التركية لمدة عامين بدعوى المشاركة في الانقلاب ضد نظام أردوغان، وتستمر الآن في تحديد إقامته.

وذكرت أن سعر الليرة التركية تراجع صباح اليوم الخميس بنسبة 1.1% لتبلغ 5 ليرات مقابل الدولار، فيما تراجعت الأسهم في البورصة التركية بنسبة 2.3% اليوم ليصل إجمالي التراجع منذ بداية العام إلى 38%.

شبكة إيه بي سي وقضية بنك خلق
شبكة إيه بي سي الأمريكية، وفي تقييمها لآثار إجراءات المقاطعة الأمريكية، حذرت من أن هناك ضربة أقسى يتوجب على أردوغان أن ينتظرها شخصيا، وهي الأحكام المتوقعة في قضية بنك خلق الحكومي التركي، قد تطاله.

ففي هذه القضية اتهامات باختراق قرارات مقاطعة إيران وهي اتهامات ورد فيها اسم أردوغان نفسه باعتباره كان يعرف ويغض النظر عن معاملات تبييض أموال بأكثر من مليار دولار.

وول ستريت جورنال ومعاقبة “السلطان العثماني”
صحيفة وول ستريت جورنال الاقتصادية الأمريكية، وتحت عنوان "معاقبة السلطان العثماني"، لفتت إلى أن إجراءات المقاطعة لاثنين من الوزراء في حكومة أردوغان هي نموذج متطابق مع الإجراءات الأمريكية في مقاطعة مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبطانته التي تحميه، وأن عواقبها على تركيا ستكون أقسى بكثير منها على روسيا.

جارديان وتدهور العلاقات
أما صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، فسلطت الضوء على وصول العلاقات بين البلدين، إلى أدنى مستوياتها، بعد فرض العقوبات على الحكومة التركية، وأوضحت أنه رغم أن أنقرة تواجه ظروف اقتصادية صعبة فمازالت تكابر، وتتعهد بالرد، مشيرة إلى تعليق وزير الخارجية التركي بقوله، أن تصرف واشنطن غير قابل للتفسير في إطار القانون والعدالة، ويظهر عدم جديتها وتعهد برد مماثل للعقوبة.

وأوضحت أن سبب تدهور العلاقات بين البلدين يتضح في احتجاز القس واختلاف السياسات في سوريا وتوفير أمريكا الحماية لأشخاص مطلوبين لدى أنقرة، واستمرار اعتقال مواطنين أمريكيين بتركيا.

بلومبرج وحال التجار
وكالة بلومبرج الأمريكية ركزت على أوضاع التجار بتركيا بعد فرض العقوبات، وأوردت آراء لخبراء وتجار يوضحون أن الاقتصاد التركي يواجه كارثة حقيقية، وذلك بسبب تأثر الأسواق بالأخبار السلبية، وقال بعض التجار إن العقوبات كارثة لايمكن الاستهانة بها، وستحمل عواقب مالية ضخمة، ونبه آخرون إلى تباطؤ الاقتصاد وهو ما سيدفع البنك المركزي لاتخاذ إجراءات جادة لحماية الليرة التركية، وحذروا من أن المستثمرين باتو يحجمون عن السوق التركية بسبب المخاوف من خسارتهم.

ناشيونال بوست والتقارب مع روسيا
ونبه موقع "ناشيونال بوست" الأمريكي إلى أن العقوبات تأتي امتدادا لعدم قدرة الرئيسين التركي والأمريكي دونالد ترامب على حل خلافاتهم المتصاعدة والقائمة على مصالحهم، مشيرا إلى أن تقارب تركيا من روسيا كان له دورا في تلك العقوبات وإصرارها على شراء أسلحة محظورة بموجب العقوبات الأمريكية على موسكو.
الجريدة الرسمية