رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا والسيسي !


فقرة وحيدة مركزة تضمنها كتاب هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد أوباما، الذي حمل عنوان: (خيارات صعبة)، حول انتفاضة الشعب المصرى الضخمة في ٣٠ يونيو ٢٠١٣.. وفي هذه الفقرة تعترف هيلاري كلينتون بخروج الملايين من الشعب المصرى للتخلص من حكم الإخوان الفاشي المستبد، وتعترف بأن تدخل القوات المسلحة جاء بعد هذه الانتفاضة، وأيضًا تكشف لماذا لا ترحب أمريكا بالرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسًا لمصر.


وغير صحيح أن مذكرات هيلاري تناولت الگثير مما نسب إليها غير هذه الفقرة التي تقول فيها نصًّا: (وفي يوليو ٢٠١٣ عاد ملايين المصريين إلى الاحتجاج في الشوارع، ضد تجاوزات حكومة مرسي، فتدخل الجيش للمرة الثانية بقيادة الجنرال عبدالفتاح السيسي، خليفة طنطاوي، خلع مرسي عن الحكم، وبدأ حملة عنيفة ضد الإخوان المسلمين). 

ولم تبد آفاق الديمقراطية المصرية مشرقة عام ٢٠١٤، فترشح السيسي إلى الرئاسة، وكانت المعارضة له رمزية، وبدا أنه يتبع النمط الكلاسيكي للقادة الأقوياء الشرق أوسطيين، تعب المصريون من الفوضى، وتمنوا العودة إلى الاستقرار، ولكن ليس هناك سبب وجيه للاعتقاد أن إعادة الحكم العسكري ستدوم طويلا على ما حدث في عهد مبارك).

وهكذا تعترف هيلارى بخروج الملايين في الشوارع للتخلص من حكم مرسي الإخوانى، وتعترف أيضا أن ما فعله الجيش في ٢٠١٣ هو ما سبق أن فعله في ٢٠١١، وهو الانحياز لإرادة الشعب المصرى.. وهذا يكذب أولا الإخوان الذين رفضوا الاعتراف بأن الشعب المصرى ثار عليهم، ويكذب ثانيا أمريكان حاولوا تصوير انحياز الجيش للشعب المصرى عام ٢٠١٣ على أنه انقلاب عسكري. 

ولعل ذلك يفسر لماذا لم تصف إدارة أوباما رسميا ما حدث في يونيو ٢٠١٣ بأنه انقلاب عسكري، ومع ذلك جمدت المساعدات العسكرية لمصر من أجل عيون الإخوان وحماية لهم.. كما أن هدا يفسر لنا أيضا لماذا لا ترحب العديد من المؤسسات الأمريكية بالرئيس السيسي. 

دعنا من إشارتها للحكم العسكري، الذي ادعت وجوده في مصر خلال حكم مبارك، فهذا ادعاء واضح ولنركز على وصفها للسيسي بأنه من زمرة القادة الأقوياء في الشرق الأوسط، وأمريكا تريد لمصر حكما ضعيفا يسهل فرض الهيمنة عليه.
الجريدة الرسمية