رئيس التحرير
عصام كامل

مقبرة العظماء.. تكريم تحت التراب لرموز فرنسا بعد الموت

فيتو

مقبرة العظماء.. مكان ينقل إليه كل من أرادت فرنسا تكريمه حتى بعد موته.. لا يدفن به أي شخص، وإنما هو مخصص لمن أثروا بحق بدولتهم والعالم أجمع، فيمكن القول إنها بمثابة جائزة تقديرية من الدولة لعظمائها بعد الموت.


قررت فرنسا أمس تكريم شخصية أخرى، ونقلت المناضلة الفرنسية سيمون فاي، والتي توفيت في 30 يونيو 2017، وجثمان زوجها أنطوان فاي، إلى مقبرة العظماء البانثيون في باريس، وشارك الجنازة الرئيس إيمانويل ماكرون وزوجته وعدد من كبار المسئولين بالدولة.

رفات العظماء
مقبرة العظماء أو البانثيون بالفرنسية، وتعني باليونانية: كل الأرباب، هي مبنى بالحي اللاتينيفي بباريس، يضم رفات بعض عظماء الفرنسيين، وتم بناؤها لتكون كنيسة للقديس سانت جينيفيف، وتقع في الدائرة الخامسة في باريس في مدينة مونتانيي سانت جانفيف.

تصميم فريد
البانثيون يطل على كافة أرجاء باريس، ورغب مصممها جاك جيرمان في الجمع بين خفة وسطوع الكاتدرائية بالفن القوطي مع المبادئ الكلاسيكية.

وتمثل مقبرة العظماء فن العمارة النيو كلاسيكي، ولها واجهة مبنية وفق نموذج البانثيون في روما، وفوقه ترتفع قبة كبيرة، ويعتبر مبنى البانثيون من أعظم المنجزات المعمارية في تلك الفترة، إضافة إلى كونه الصرح النيو كلاسيكي الكبير الأول بالدولة.

بداية الفكرة
نذر الملك لويس الخامس عشر عام 1744 أنه إذا تعافى من مرضه أنه سيحل محل الكنيسة المهدمة في دير سانت جينيفيف صرحا يليق بالقديس جينيفيف، وبالفعل تعافى، وأوكل أحد موظفيه للوفاء بنذره، وفي عام 1755، كلف مارينيي جاك جيرمان لتصميم الكنيسة، مع بداية البناء بعد عامين.

وقف البناء
بدأ بناء المقبرة في عام 1758م، لكن تمت هذه العملية ببطء، بسبب أحداث سياسية مرت بها فرنسا، وقتئذ، ووصلت العمل بها إلى ذروته مع قيام الثورة الفرنسية عام 1789، وتم الانتهاء من المبنى عام 1890.

أهم الشخصيات
المقبرة تضم رفات بعض عظماء فرنسا، ومنهم كبار الكتاب، والعلماء، والجنرالات، ورجال الكنيسة والسياسيين، واشتهر المبنى عقب قيام الثورة الفرنسية، كمقبرة لأهم الشخصيات الفرنسية، وفي عام 1890، كان البانثيون على موعد مع أول المدفونين فيه، الكونت أونوريه جابرييل ريكيتي، وفي نفس العام أيضا تم نقل رفات الفيلسوف فولتير إلى المقبرة، باعتباره أحد ملهمي الثورة الفرنسية.

ومن أشهر العظماء المدفونين في المقبرة، جان جاك روسو، عالم الاجتماع الكبير، والذي نقل رفاته في عام 1794، وفي عام و1885 تم دفن الأديب فيكتور هوجو، والكيميائي لويس باستور في الضريح.

وكانت ماري كوري، أول امرأة ينقل رفاتها إلى البانثيون، إذ تم نقله عام 1995، وشهد أمس آخر العظماء الذين دخلوا البانثيون، وهي السياسية سيمون فاي وزوجها.

رسوم بسيطة
يتطلب الدخول إلى المبنى دفع رسوم بسيطة، ويذكر أن الدخول لمن هم دون الثامنة عشرة من العمر مجاني، والمبنى مجهز لذوي الاحتياجات الخاصة. 
الجريدة الرسمية