رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي ورئاسة الوزراء.. والمونديال !


في العالم المتحضر له قواعد لاختيار رئيس الوزراء، فمثلا الحزب الذي يحقق أغلبية في اﻻنتخابات يشكل الوزارة، عادة رئيس الحزب هو الذي يكون رئيس الوزراء، وفى كل العالم المتقدم يكون هذا الشخص سياسيا من الدرجة الأولى وتم تصعيده حزبيا حتى وصل لقيادة الحزب وقيادة الوزارة، في العالم الوزير ورئيس الوزراء هو منصب سياسي في المقام الأول وليس مثلما يحدث عندنا بالتفاخر بأنه ليس سياسيا، ومع كل التقدير لم يعد لدينا رؤساء وزراء برؤية سياسية منذ سنوات!


ذهب الرجل الخلوق د.شريف إسماعيل وجاء د.مصطفى مدبولى رئيسا للوزراء، وكلاهما ابن تخصصه، والممارسة السياسية معدومة، خاصة أنهما لم ينتميا لأى حزب أو أي تيار سياسي على الأقل يدرك المواطن أو المتابع ماهية وحيثية رئيس الوزراء الجديد!

السؤال: ماذا نتوقع من الوزارة الجديدة وما الفرق بينها وبين الوزارة القادمة؟ ماذا يمكن أن تقوم الوزارة الجديدة بعد أن تم اعتماد الميزانية في البرلمان!؟

علينا أن ندرك أنه لن يحدث أي تغيير، فمثلا لم تتم إقالة د.شريف إسماعيل لأنه تجاوز في رفع الأسعار وجعل المواطن يصرخ فوقف رئيس الدولة مع المواطن وأقال رئيس الوزراء مثلما حدث في الأردن!؟ بل إن سياسات الحكومة راض عنها رئيس الدولة كل الرضا ويدافع عنها بل يلوم وزير النقل لأنه أخذ يبرر أسباب رفع ثمن تذاكر المترو ويقول: كان لازم ترتفع وبس!

مع العلم أن رفع ثمن تذكرة المترو سيدرس في محافل العالم الاقتصادية لغرابته فلأول مرة ترتفع ثمن سلعة 7 مرات في 13 شهرا فقط !

لن يحدث تغيير في سياسات الحكومة لأنها تعبر عن سياسة وفكر رئيس الدولة، وأصبح أي رئيس وزراء ما هو إلا منفذ لأفكار أو تعليمات الرئيس، ومن هذا المنطلق كان للرئيس السادات تجربة في السبعينات، كان يتولى رئاسة الوزراء بعد استقالة د.عزيز صدقى في مارس 73، ومرة أخرى في عام 74، وكان د.محمد عبدالقادر حاتم نائبا أول في المرتين.

وبناء عليه في الحالة المصرية التي لا يوجد أحزاب ولا ممارسة سياسية حقيقية لخلق الكوادر القيادية، فان منصب رئاسة الوزراء غير مهم، ويجمع الرئيس بين رئاسة الوزراء وبين رئاسة الجمهورية والدستور لا يمنع، وإلى أن يحدث هذا على رئيس الوزراء الجديد وبعيدا عن اختياراته أن يتواصل مع المواطن.

للأسف د.شريف إسماعيل أمضى 4 سنوات لم يحدث أنه اقترب من المواطن ولو بكلمة في أي مناسبة، وكان وكأنه في عالم غير مصر وأنه رئيسا لوزراء بلد آخر وشعب آخر، ولهذا أتمنى للدكتور مدبولى فقط أن يسمع ويرى ويلتقي مع المواطن. وأتمنى أن يدرك د. مدبولى أن ليس كل معارض أو مختلف مع النظام خائن أو عميل.

كنت أتمنى أن أكتب عن منتخبنا المشارك في مونديال روسيا كثيرا، لأننى شعرت بأن هناك حالة من الغضب والسخرية من الفريق بعد خسارته من بلجيكا المصنفة 14 على العالم - بالرغم أننا 45 على العالم، كما أن المنتخب البلجيكى من الفرق المرشحة للوصول لدور الأربعة، وبعيدا عن هذا كان حلم المصريين مجرد الصعود للمونديال واليوم سخرنا من خسارة مباراة ودية، إننى فخور بمنتخب بلادى وأنه سيرفع علم مصر ضمن 32 فريقا على مستوى العالم وفخور بهم بأى نتائج تحقق، لأن الرياضة أكبر من نتيجة مباراة.. وتحيا مصر دائما بعرق ودماء أبنائها.. تحيا مصر .
الجريدة الرسمية