رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سمير زاهر: بعت ميراث أبويا عشان أصرف على اتحاد الكرة.. وخسرت انتخابات «الشعب» بسبب نقص الأموال وربنا عوضني خيرا بـ «الشورى».. صالح كامل قال لى «الأمانة وصلت يا سمير»؟ ولم

سمير زاهر
سمير زاهر

الحياة لا تعطى الإنسان دائما ما يريد فكما تسره تحزنه.. تبتسم له أحيانا وتعطى ظهرها في أحيان أخرى.. ترفعه إلى أعلى المناصب والدرجات وتهوى به في أسفل سافلين.. والكابتن سمير زاهر لعبت معه الدنيا ألاعيبها الدنيئة وبعد أن كان اسمه في العام 1998 ملء السمع والبصر في مصر كلها.. يتسابق الجميع لنيل رضاه بعد النتائج المبهرة التي حققها المنتخب الوطنى في بوركينا فاسو وحصوله على بطولة الأمم الأفريقية.. أعطت له الدنيا ظهرها بعد كأس العالم للقارات بعد الهزيمة المذلة للمنتخب من الفريق السعودى بعدها أجبر زاهر على الرحيل من اتحاد الكرة وعاش أياما صعبة بعد وفاة اثنين من أشقائه بالإضافة إلى خسارته الانتخابات البرلمانية وفقدانه الحصانة.


وبعد أن تحدث زاهر في الحلقة الماضية عن كواليس إجباره على الرحيل من اتحاد الكرة بمكالمة من طلعت حماد أخطر رجل في التسعينات وكيف لعب زكريا عزمى دورا في حرمان المنتخب الوطنى من عدد من الأوسمة والمكافآت الضخمة بسبب مداعبة بريئة مع أقوى رجل في رئاسة الجمهورية..

يواصل الكابتن سمير زاهر حديث الذكريات وفتح خزائن أسراره:

في تلك الفترة بدأت أستعيد الذكريات وأغاني الست أم كلثوم عندما كانت تشدو بها في رأس البر، وقتها كانت أم كلثوم ضيفا عزيزا على عائلتي كل صيف في رأس البر لأن عمي أمين زاهر وهو بالمناسبة كان نائبا لوزير الزراعة كان من عشاق الست.. تذكرت أغانيها «يا مسهرني.. وإنما للصبر حدود».

خرجت من اتحاد الكرة في غمضة عين وقبل أن أفيق من الصدمة وأبدأ التعايش مع الواقع الجديد كنت على موعد مع صدمة جديدة بعد خسارة انتخابات مجلس النواب بسبب عدم مجاراتى للإغراءات المادية التي كان يقدمها المنافسون لى للناخبين في الدائرة حيث كانت الأموال في تلك الانتخابات "زى الرز" ولم تكن لدى الأموال الكافية لمنافسة غيرى لأن الفترة التي قضيتها في اتحاد الكرة أهملت فيها أعمالى الخاصة واضطررت إلى بيع أجزاء من ميراثى عن أبى للإنفاق منها.

المهم خسرت الانتخابات وأصبحت بلا حصانة ومررت بمرحلة سيئة للغاية خاصة أن خوضى انتخابات اتحاد الكرة مرة أخرى أصبح أمرا مستحيلا في ظل اللائحة التي وضعها الدكتور عبد المنعم عمارة والتي تمنع أي مرشح من تقديم أوراق ترشحه طالما استمر دورتين في أي اتحاد وهو بند الثماني سنوات.

وقتها تم وضع هذا البند للتخلص من ناصف سليم رئيس اتحاد الكرة الطائرة الذي دخل في خلاف عنيف مع رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وعلى الجانب الآخر تأكدت أن العودة لقبة البرلمان أمر في غاية الصعوبة في ظل التطورات الجديدة ودخول سلاح المال في لعبة الانتخابات بدءا من انتخابات ٢٠٠٠ التي فشلت فيها.

وهنا أذكر واقعة وأتذكر تفاصيلها بعد الخسارة في انتخابات مجلس النواب توطدت علاقتي برجال الأعمال وأصحاب القنوات وأخص بالذكر الشيخ صالح كامل صاحب سلسلة قنوات الـ "إيه آر تي" وزوجته الفنانة صفاء أبو السعود، وبالمناسبة هو رجل جميل ولديه فكر ورؤية وكانت هناك علاقات متميزة معه وأتذكر عرض قناته لشراء الدوري المصري حصريا وهو العرض الذي رفضه وزير الإعلام وقتها بحجة تشجيع القنوات المصرية الخاصة.

المهم أن العرض رفض وعلاقتي لم تنقطع بالشيخ صالح وكانت هناك لقاءات وفي مرة اقترحت عليه أن تقوم الـ "إيه آر تي" ببناء ستاد في كل مدينة ولكن الروتين أوقف هذا المشروع.. وللحق فإن الشيخ صالح كان لا يدخر جهدًا في الوقوف بجانبي وبجواري في أي انتخابات وكان يدعمنى بكل قوة ويساهم في حملاتى الانتخابية بالأموال وكان يرسل لى مبالغ مالية وكان حينما يلتقينى يسألنى هل الأمانة وصلت لكن ما حدث في انتخابات عام 2000 أنه لم يرسل لى أي شيء؟ وحين التقانى بعدها سألنى "يا ترى الأمانة وصلت يا سمير" ؟ فاضطررت للصمت ولم أرد، ولكنه عاد وكرر السؤال فقلت له الأمانة لم تصل وانتهى الموضوع عند هذا الحد.. عموما الشيخ صالح كان وما زال شخصية رائعة ونجح في تكوين شبكة قنوات محترمة بعيدا عن الإسفاف الذي نراه اليوم.

على كل حال لم أستمر طويلا بعيدا عن الحياة البرلمانية فبعد انتهاء انتخابات مجلس النواب أقنعني الأصدقاء وأولاد الحلال بضرورة تغيير المسار والحصول على الحصانة من خلال مجلس الشورى بعيدا عن صراعات مجلس النواب فالشورى هادئ ومعظم أو غالبية أعضائه من نجوم المجتمع وبدأت الفكرة تروق لي وأنا أقول لنفسي "وليه لأ" ؟!.

بدأت في إعادة ترتيب أوراقي من جديد وبعد 6 أشهر بالتمام والكمال جاءت انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى وقدمت أوراق ترشحي للشورى عن الحزب الوطني، وأتذكر أن تلك الانتخابات كانت مظاهرة حب وتأييد لشخص سمير زاهر حيث التف حولي كل أهالي دمياط ووجدوها فرصة لرد الجميل بعد الخدمات الجليلة التي قدمتها لأبناء الدائرة حيث لم تعد هناك قرية بلا ملعب فضلا عن المساهمة في حل مشكلة البطالة.

وكانت الفرحة عارمة ليست بالنجاح في انتخابات الشورى لكن بالرقم القياسي للأصوات التي حصلت عليها واقتنعت بدور مجلس الشورى وأنه مناسب جدا لطبيعتى، وكانت تربطني علاقات طيبة بمسئوليه بداية من رئيسه صفوت الشريف وأسست بالمجلس لجنة للشباب وترأستها.

قبل دخولي انتخابات الشورى كانت هناك انتخابات لاتحاد الكرة عام ٢٠٠٠ وحرمني بند الـ ٨ سنوات من خوضها ووقتها كان الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء هو المسئول عن المجلس الأعلى للشباب والرياضة إلى أن حدث تعديل وزاري آنذاك.

رحل الجنزوري ــ الذي أجبرني على الاستقالة ــ وجاءت وزارة جديدة وتحول المجلس الأعلى للشباب والرياضة إلى وزارة الرياضة وتولى مسئوليتها الدكتور على الدين هلال وهو رجل سياسي ليس له علاقة بالرياضة، ولأن كل وزير كان يقوم بعمل لائحة لإثبات ذاته تنظم الانتخابات في الاتحادات الرياضية صمم هلال على استمرار بند الـ ٨ سنوات وأدخل بندا جديدا على اللائحة أثار غضبى حيث كانت كل اللوائح القديمة تشترط بند الممارسة حتى الدرجة الأولى في أي اتحاد رياضي إلا أن هلال أضاف بندا يمنح أي مرشح للرئاسة استثناء من بند الممارسة وهو أمر فضفاض فأي شخص يرى أنه شخصية عامة وفقا لهذا البند كان يمكنه الترشح والمنافسة على منصب رئيس الجبلاية.

فكرت أن يكون ردي على الوزير عمليًا من خلال إقناع الراقصة دينا بتقديم أوراق ترشحها لرئاسة مجلس إدارة اتحاد الكرة وبالفعل جهزنا الأوراق باعتبار أن بند الشخصية العامة ينطبق عليها، ونصحني الأصدقاء بالإقلاع عن هذه الفكرة لأنها ستحرج الوزير والحكومة وأنا رجل حزب وطني فضلا عن أنها ستثير زملائي المرشحين لرئاسة الجبلاية ووقتها هناك جبهتان تتنافسان على رئاسة الاتحاد جبهة صديقي اللواء يوسف الدهشوري حرب وجبهة أخرى برئاسة الوزير المحترم المهندس صلاح حسب الله.

وفي هذه الانتخابات نجحت جبهة اللواء الدهشوري باكتساح لأن كل أعضائها أصدقائي سواء الكابتن حمادة إمام أو هاني "أبو ريدة" أو شوبير والسياجي وأحمد شاكر وطلعت فواز وإبراهيم يوسف ويمكن يكون وجود هؤلاء سبب تراجعى عن فكرة ترشح الراقصة دينا.

بعد انتهاء معركة الانتخابات حاولت التركيز في عملى الخاص واستغلال فترة فراغي خاصة أن مجلس الشورى لا يحتاج جهدا كبيرا وأنا بعيد عن الكرة وبالفعل في هذه الفترة ركزت في عملي الخاص الذي بدأ يزدهر وأفتكر أني كنت من أوائل من أدخلوا الـ «بيتش باجي» لمصر مستغلًا علاقتي بالكبار من نجوم الفن والرياضة والسياسة وراجت التجارة وتعددت الصفقات وعلاقتي لم تنقطع بالكرة قط فقد كنت نائبا لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم وكنت أول مصري أشغل هذا المنصب.. فضلا عن متابعتي لكرة القدم وإعلان موقفي ورأيي في كل وسائل الإعلام.

في تلك الفترة كانت الكرة المصرية تتراجع للوراء والمنتخب قدم أداء مشرفا في بطولة الأمم الأفريقية عام ٩٨ عاد للخروج من الدور الأول أو من دور الـ ١٦ على أفضل تقدير في البطولات التالية وجربوا كل المدربين في تلك الفترة مرة الفرنسي جيرار جيلي وأخرى الجوهري وثالثة محسن صالح وكانت بصراحة "فترة عك" لكن الجميل والشيء الذي لا ينكره أحد أنه في كل هذا العك كان هناك اهتمام بالقاعدة متمثلة في منتخبات الناشئين.

أفراح وأتراح
في هذه الفترة المهمة من حياتي واجهت أصعب اختبارين ومررت بأحلى ذكريات.. فقدت اثنين من أشقائي بعد مرض ليس سريعا وللصدفة الاثنان ماتا بنفس المرض، وكانا الأقرب إلى قلبي أحدهما يكبرنى بسنوات قليلة والآخر يصغرنى والمؤلم أن رحيلهما جاء في وقت متزامن وبفارق شهور قليلة فكنت في قمة الحزن والشقاء ولكن إيماني بالله جعلني أتجاوز الأزمة حتى أبعد عن ألم الفراق.

بعدها بفترة بدأت أبواب السعادة تدق باب أسرة سمير زاهر حيث دخل ثمرتا حياتي «حمادة ومنة الله» سن الشباب، وبدأ الخطاب يطرقون الباب لطلب يد "منة الله" وحمادة هو الآخر تقدم لخطبة شريكة حياته.

كانت البداية بحمادة وكان حفل زفافه أسطوريا حضره كل نجوم المجتمع في الفن والسياسة والرياضة.. وكان مهرجان حب لأسرة سمير زاهر وبعدها بشهور كانت فرحتي بزواج منة الله في فرح لا يقل عن فرح حمادة والفرحة الأكبر ببداية وصول حفيدي «لذة الحياة» زاهر وزيدان ولديّ حمادة والاثنان ولدا في أمريكا.. الأول زاهر على اسمى.. والثانى زيدان نسبة إلى اسم زين الدين زيدان النجم العربي الفرنسي الذي يعتبر النجم المفضل لحمادة.. أما منة الله فقد رزقها الله بالحفيد الأكبر يوسف ثم ملك وقمة سعادتي في الحياة الآن اللعب مع أحفادي.

خلال تلك الفترة أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إسناد تنظيم ملف مونديال 2010 لقارة أفريقيا ودعا الاتحاد جميع الدول الأفريقية التي لديها القدرة على تنظيم الحدث العالمى لتقديم ملفها للفيفا، وأقنع ولاد الحلال الراجل الطيب الوزير على الدين هلال بأن فرصة مصر عظيمة للحصول على شرف تنظيم أول مونديال في القارة السمراء، والكل كان يبحث عن مصلحته على حساب سمعة مصر وانتهت القصة بفضيحة مدوية بعد "صفر المونديال"، ورغم أنى نصحتهم بعدم التقدم وقلت لهم إن الـ«فيفا» سيمنحه لجنوب أفريقيا التي خسرت بفارق صوت واحد على ألمانيا في سباق استضافة مونديال ٢٠٠٦ والأمر الثاني لتكريم الرجل الذي أصبح بطلا عالميا وهو نيلسون مانديلا.. وللأسف فإن "هاني أبو ريدة" كان قد نجح في انتخابات المكتب التنفيذي للكاف وكان يعلم كل الحقيقة ولكنه رفض أن يعلنها والمفاجأة أنه كان قد وعد بمنح مصر أحد أصوات الأفارقة في التصويت النهائى لكن كانت الفضيحة بجلاجل.

أنفقت مصر الملايين دون أوراق رسمية لأنه لا توجد أوراق مثلا لتقديم فلوس من تحت الترابيزة لهذا أو ذاك أو حتى مبرر لتقديم هدايا ورجال الأعمال دفعوا.. الفضيحة في تشكيل لجنة ومقر وبدلا من أن نعمل دعاية خارجية وجدناها فرصة للدعاية في الأقصر وأسوان والمنصورة وكله بيستفيد من لجان وبدلات وخلافه لكن في النهاية ذهب الجميع وبقي صفر المونديال صفحة غير بيضاء في تاريخ الرياضة في مصر..

وقد شهدت الفترة كذلك عدم استقرار وزارة الرياضة وتعاقب عليها أنس الفقي والدكتور ممدوح البلتاجي حتى استقرت مع المهندس حسن صقر وفي رأيي صقر وعمارة أفضل من جلسا على الكرسي وهذا الرجل «صقر» كان شريكا في كل الإنجازات التي تحققت ولم يدخر يوما جهدا لمساعدة اتحاد الكرة أو المنتخب.

وبدأت أبواب الانتخابات تدق والمنافسة كانت على أشدها واللواء حرب أعلن خوض الانتخابات وعرض على أن أكون نائبا معه ولكني رفضت لأن من جلس على كرسي الرئيس لا يجب أن يعود للوراء كنائب.

وكنت أفكر في عدم خوض هذه الانتخابات لولا ترشح هادي فهمي لرئاسة اتحاد الكرة وهو ليس له علاقة بكرة القدم ورأيت أنه يمكن أن يفوز بمنصب رئيس الجبلاية بمساعدة شقيقه المهندس سامح فهمي وزير البترول، ولهذا رشحت نفسي في مواجهة الإثنين وكانت أشرس انتخابات وفيها حواديت كثيرة.
Advertisements
الجريدة الرسمية