رئيس التحرير
عصام كامل

«المصور» تستعرض قصة المجتمع المصري قبل الثورة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحت عنوان "هذه قصة المجتمع المصري" نشرت مجلة "المصور" عام 1954 تقريرًا عن أحوال المجتمع قبل الثورة مصاحبًا بلقطات سجلتها عدسة فريد هارون قالت فيه:

"هل هو المجتمع الأرستقراطي الذي يتمتع بالأصل العريق كما هو الحال في إنجلترا، حيث التقاليد الموروثة الشهيرة بالحفلات الرسمية، خاصة حفلات قصر بكنجهام.. أم هو مجتمع المال والنصب الخطير كما هو الحال في أمريكا، حيث تسود لغة الدولار.. وتلعب الأرقام دورًا كبيرًا في تحديد قيمة كل منهم، وهؤلاء يعيشون في جو خاص، ولهم أحياء خاصة وشواطئ خاصة لا يستطيع الفرد العادي اجتيازها إلا إذا كان من أصحاب الملايين".

وأضافت المجلة: "هل هو الإتيكيت والأصل العريق كما هو الحال في المجتمع الفرنسي الذي يتألف من فلول النبلاء الفرنسيين.. والحقيقة أن مجتمعنا المصري لا هو هذا، ولا هو ذاك.. إنما هو مجتمع عجيب يجمع بين كثير من المتناقضات".

وتابعت: "إن أكثر المجتمعات العالمية تتشابه في ناحيتين تقريبًا هما أرستقراطية الأصل وأرستقراطية المال.. فهل مجتمعنا كذلك؟! لا يمكن القول بوجود أرستقراطية الأصل لأن الغالبية العظمى من الأسر المصرية المعروفة لا يزيد تاريخها على 150 سنة منذ عهد محمد علي".

واستطردت "المصور" في تقريرها: "أما أرستقراطية المال وهى الأراضي التي كان يمتلكها عدد محدود من الأسر المصرية برز أصحابها وعائلاتها بين الناس بحكم ما يملكون، وكان يطلق عليهم "الأعيان" لدرجة أن البعض فكر في إنشاء "نادي الأعيان " لا يدخله إلا ملاك الأراضي، لكن ماتت الفكرة.. أما أرستقراطية السياسة فقد فرضت أرستقراطية المال على عالم السياسة فكان صاحب المال هو السياسي، واستمرت كذلك حتى ظهر الزعيم سعد زغلول فكان ظهوره لطمة أصابت الأرستقراطية السياسية في مصر فأخذت تتراجع عن الميدان".

وأضافت: "بدأ المجتمع المصرى يأخذ شكلا خاصًا بعد أن نالت المرأة حقوقها، وظهرت هدى شعراوى تطالب بهذه  الحقوق، فوصلت المرأة إلى مكانة ثقافية واجتماعيـة بعد ما تحررت من الحجاب عام 1930، وانتشرت الحفلات الاجتماعية في البيوت الكبيرة.

وواصلت المجلة في تقريرها: "ووسط هذه الأضواء ظهرت عنايات سلطان أول سيدة مجتمع مصرية تحمل الثقافة الشرقية والغربية، وتقيم الصالونات والحفلات، ومعها ظهرت قوت القلوب الدمرداشية التي ألفت منتدى سمى "نادي القلم" يضم صفوة الكتاب والشعراء والفنانين.. ثم ظهرت الأميرة السابقة شويكار.. فكان قصرها ملتقى أبناء الأسر الراقية، فكانت لياليه أشبه بليالي ألف ليلة وليلة".

واختتمت المجلة قائلة: "أيضًا ظهر مجتمع الأندية مثل نادي السيارات ونادي محمد علي ونادي الجزيرة، وكلها قاصرة على القادرين من أعضاء الدولة الملكية والوزراء".
الجريدة الرسمية