رئيس التحرير
عصام كامل

جيشنا يحارب.. والسيسي يواجه إعلاما متخلفا وفشل وزراء!


في هذا كتبت كثيرا عن قضايا نرى أهميتها ويتجاهلها الجميع، ولم يحدث فيها أي تغيير أو تطور للأحسن، وهذا يزيد ويعقد المشكلات، كتبنا أن الإعلام منفصل عن الشارع ولا يعى معنى دوره الحقيقى ومصر تخوض حروبا حقيقية، كتبنا أن مصر تخوض حروبا وليست حربا واحدة الآن ولا أحد يشعر بهذا وذكرت الشعار"لا صوت يعلو على صوت المعركة"، والذي رفع بعد نكسة يونيو 67، كتبنا عن العديد من الوزراء الذين يعد استمرارهم عبئا على السيسي والدولة المصرية.


في سيناء يخوض الجيش أشرس معاركه ضد الإرهاب الذي يقف خلفه كل أعداء مصر سواء من الداخل مثل الإخوان وكافة التنظيمات الإرهابية أو المتأسلمة، ويسقط كل يوم شهداء تطهر دماؤهم مصر من دنس الإرهاب وقوى الشر، وفى نفس الوقت نرى إعلاما هزيلا يقدم دروسا للأسرة ويطرح سؤالا مهما: هل من حق الزوج مطالبة الزوجة بارتداء بدلة رقص وترقص له؟.. طبعا سؤال محورى وغاية في الأهمية، لأنه بالرقص ينصلح الاقتصاد وتنضبط الأسعار!

في لحظة سقوط الشهداء في سيناء يستضيف الإعلام راقصة تم القبض والتعرف على مقترحاتها لحل مشكلات الطاقة والمياه في مصر وأفريقيا، إعلام حقيقى يحمل السلاح بكل جسارة لمواجهة أعداء الرقص، إعلام يساوى بين الرقص والنانوتكنولوجى، ومثال آخر دماء ستين مصريا منهم 15 قتيلا بالإضافة إلى 45 مصابا في حادث قطار اﻻسكندرية.. ويأتى تليفزيون الدولة من خلال برنامج "مصر النهارده" يدافع عن وزير النقل الفاشل وتقول المذيعة الوزير الشاطر.. وبل تستضيف محامي رجل الأعمال أحمد عز ليتحدث عن مصالحة وكيله مع الدولة.. وما أدراكم من هو أحمد عز! للعلم التصالح هو إدانة ولكن رجل الأعمال اشترى حريته بما يدفعه، هل هذا يليق بتليفزيون الدولة ودماء أبنائنا في سيناء ودماء أهلنا في الإسكندرية.. وهو يدافع عن الوزير الفاشل ويصفه بالناجح ويقدم فقرة ربما إعلان عن أحمد عز!

هذا يحدث مع بزوغ عصر التكنولوجيا، وعدم القدرة على خلق مركزية للإعلام، والتفوق لمواقع التواصل، نجح الإرهاب وأعداء الحياة في كسب أراض كثيرة، فمثلا تنظيم داعش الذي يعد الأبرز في قيادة الإرهاب الآن نجح واستقطب خبراء ومحترفين بالإعلام، وحشد تأييد من تسلل بين قطاع كبير من الشباب وجنده، حتى الدول المتصارعة المتحاربة والمتنازعة أصبح لها ما يعرف بـ"الجيوش الإلكترونية"، في محاولة للسيطرة أو التأثير على "جبهة إعلام الخصم" لكسب معارك التأييد السياسي، يحدث هذا وإعلامنا يتحدث عن عالم "هز الوسط " وقضاياه المهمة الخطيرة!

ومن الصور التي تعد بمثابة عبء على السيسي تصرفات وتصريحات بعض وزرائه، وزير النقل الذي يصدر للمواطن حالة من الإحباط، ففى وسط أحداث قطار المناشى ورائحة الدماء في كل مكان، يكرر نفس الأسطوانة المعادة المشروخة عن الإهمال الذي نال من السكك الحديدية، وإن إصلاح السكك الحديدية يحتاج 250 مليار جنيه، في حين المواطن البسيط يقول إن هذا المبلغ كفيل بإقامة شبكة للسكك الحديدية جديدة في مصر كلها، ولكن هل هذه التصريحات تعلن وسط الدماء والجثث المتناثرة شىء مستفز للمواطن ويعنى أنه وزير لا يقدر الموقف.

من القرارات التي استفزت الشارع، قرار تحويل مركز شباب الجزيرة الذي اقتطع أساسا من نادي الجزيرة المخصص للأغنياء، وجعله مركزا للشباب من بسطاء الوطن ولهذا كان الاشتراك فيه رمزيا.. وممارسة الرياضة مجانا.. الاخ وزير الشباب والرياضة جعل الاشتراك فيه ٣٥ ألف جنيه!! أي أن القرار يؤكد الجهل بالهدف الذي أنشئ من أجله المركز.. والمضحك يبنى فرعا له في مدينة 6 أكتوبر !

ونموذج آخر أعلنت وزارة التموين عن بدء 70 مليون مواطن في صرف المخصصات التموينية المدعمة وكلمة واحدة هاقولها للمصيلحي.. بذمتك.. عيني في عينك كده، هل فعلا عددهم 70 مليون مواطن!؟

وتصرف غريب من الذين يدعون حبهم للسيسي، في ظل حالة الحزن التي تنتاب أهل مركز كوم حمادة بالبحيرة، واستشهاد عدد من أهالي البلد.. نجد انقساما من أهل البلد على إقامة مؤتمر لتأييد السيسي!

لك الله يا مصر
للأسف جيشنا يحارب.. والسيسي يواجه إعلاما متخلفا وفشل وزراء!
الجريدة الرسمية