رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

شهيدة الإرهاب


هي سيدة مصرية تنتمي لأسرة ميسورة الحال.. ريفية تعرف قدر بيتها وقيمة تربية أولادها تربية شرقية خالصة.. تحرص على أداء أدوارها بمهارة.. علمت أبناءها وحرصت أن يكون منهم الجامعية والمحامي المحنك والدكتورة والشاب المكافح.. لزمت دارها طوال عمرها غير أنها كانت مشاركة في كل الفعاليات الوطنية.. تحرص على الإدلاء بصوتها في الانتخابات ولم تنتم يوما من الأيام إلى «حزب الكنبة».


والحاجة خديجة أحمد حواس كانت واحدة من الحريصات على متابعة نشرات الأخبار وما يدور في العالم من حولها محليا كان أم دوليا.. كل من يعرفها كان يلاحظ عليها سيطرة الشأن العام على أحاديثها.. تنصت لخطب الرئيس.. تتحدث مع جاراتها فيما يجب أن يفعلنه من أجل البلد.. لا تعيش محيطها الريفي البسيط فقط.. تعبر بمعارفها إلى الشأن الدولي.. كانت مشغولة بما يحاك لمصر والمصريين.

عصر يوم السبت ٢٥ نوفمبر كعادتها جلست تتابع ما تتناوله القنوات.. كان مشهد جنازة شهداء مسجد الروضة مؤثرا للغاية.. انكفأت على ذاتها.. بكت بحرقة.. لم يستطع أحد من المحيطين بها أن يخفف عنها هول هذه المصيبة التي أصابت أبناء بلدها، رغم أنها عاشت طوال حياتها ربما لا تعرف من سيناء إلا أخبارها المتواترة عبر الفضائيات أو الصحف.. عاشت كل حياتها في قرية مصرية بالفيوم.

سيطر الحزن الشديد على الحاجة خديجة.. لم يتوقف بكاؤها.. أصيبت إثر ذلك بارتفاع حاد في ضغط الدم.. انهارت قواها بالكامل.. عبثا حاول المحيطون بها منحها جرعة دواء.. استدعوا الطبيب.. نقلوها إلى المستشفى.. أكد الأطباء أنها أصيبت بنزيف حاد بالمخ.. أسرتها وجيرانها وأطباؤها لم يكونوا أقرب إليها من قدرها الذي كان غالبا وصاحب قرار حاسم.. انتهت علاقة الحاجة خديجة بالحياة وكل ما فيها من آلام وشقاء وجهاد.

رحلت الحاجة خديجة إلى بارئها لتصبح واحدة من شهداء الإرهاب.. قتلتها الأيدي التي حصدت أرواح شهدائنا الأبرار في مسجد الروضة لتصبح ضحية للإرهاب عن بعد.. رحم الله الحاجة خديجة وغفر لها وأثابها على ما قدمت وألهم أسرتها صبرا يليق بألم الفراق.
Advertisements
الجريدة الرسمية