الاكتئاب بين المراهقين السود بالولايات المتحدة يتطلب نهجا علاجيا مختلفا
أظهرت دراسة طبية أمريكية حديثة أن المراهقين السود، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى مجتمعات ذات الدخل المنخفض، يعبرون عن أعراض اكتئابية بشكل مختلف عن المجموعات الديموجرافية الأخرى.
ووفقًا للباحثين في كلية الطب جامعة "نيويورك" الأمريكية، عند علاج الاكتئاب بين المراهقين من السود، قد يحتاج الأطباء إلى الأخذ في الاعتبار ضرورة تركيز العلاج النفسى على مراعاة الظروف الاجتماعية والنفسية والبيئية التي يعيش فيها هؤلاء المرضى.
ووجد الباحثون أن الشباب الذين تم تشخيصهم بالاكتئاب هم أكثر عرضة للانتحار بمعدل ستة أضعاف مقارنة بأقرانهم، والشباب السود لديهم معدل انتحار أعلى بكثير من أقرانهم البيض.
وقال الدكتور "روتجرز ونيفرزيتى كامدن"، أستاذ الأمراض النفسية في كلية الطب جامعة "نيويورك" الأمريكية: "إن اكتئاب المراهقين هو مصدر قلق أكبر لدى الأطباء النفسيين، حيث إنه في حال إهماله وتركه دون معالجة يمكن أن يؤدي بشكل غير متناسب إلى تصاعد الاضطرابات النفسية المختلفة والفشل الأكاديمي والقضايا ذات الصلة".
وأضاف: "إن العلاجات مثل العلاج النفسى بين الأشخاص قد تعمل بشكل أفضل لهؤلاء السكان.. فعند تقييم وعلاج اكتئاب المراهقين السود، يجب على الأطباء الاهتمام الخاص بشكواهم حول الصراعات بين الأشخاص وعدم الراحة الجسدية".. ويشير الباحثون إلى أهمية كبيرة لتحديد هذه الأعراض الاكتئابية بين المراهقين السود.
وعكف الباحثون على إجراء أبحاثهم على 792 من المراهقين السود، الذين تراوحت أعمارهم بين 11 و21 عامًا، الذين عاشوا في تسعة تجمعات سكانية عامة في أربع مدن رئيسية في الولايات المتحدة من بينهم اثنتان في شمال فيلادلفيا... وقد أكمل المراهقون دراسة استقصائية تضمنت خليطا من 20 مادة سالبة وإيجابية - مثل "هل شعرت بالحزن"، "هل استمتعت بالحياة"، "الناس غير ودية بالنسبة لي".
وبينت الدراسة أن المراهقين السود الذين يعيشون في بيئات مجتمعية محرومة، على سبيل المثال، المساكن العامة الحضرية، هم أكثر عرضة لخطر ارتفاع مستويات تعاطي المخدرات والعنف والفقر.. وإلى جانب ذلك، يتعرض المراهقون من السود لعوامل خطر بيئية واجتماعية دون شبكات دعم اجتماعي كافية مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
