رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أسباب رفع محتجو تركيا ضد ترامب صورة السلطان عبد الحميد الثاني

فيتو

استخدم المحتجون في تركيا ضد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، صورا عملاقة للسلطان العثماني الراحل، عبد الحميد الثاني، مما أعاد إلى الأذهان النقاش حول الأحداث التي جرت خلال حقبة ذلك السلطان، والتداعيات التي تركتها على ملفات الشرق الأوسط اليوم.


وبحسب شبكة "سي إن إن" فإن السلطان عبد الحميد الثاني هو أحد آخر السلاطين العثمانيين، وقد حكم لأكثر من ثلاثة عقود، امتدت بين عامي 1876 و1909، وشهد عهده حوادث عديدة، واضطرابات وفترات من المد والجزر مع الدول الأوروبية، كما شهد الكثير من الجدل حول لقاءاته بالقيادي في الحركة الصهيونية، ثيودور هرتزل.

وفي هذا السياق، يقول المؤرخ اللبناني، حسان حلاق: «إن السلطان عبد الحميد خُلع من العرش بتأثير ذلك الملف، ويضيف أن الحركة الصهيونية حاولت إقناعه بقبول مبالغ كبيرة، تقدّر بخمسين مليون ليرة ذهبية، مقابل السماح بالهجرة إلى الأراضي الفلسطينية».

ويقول حلاق: «إن السلطان عبد الحميد رفض العرض الذي قدمه هرتزل آنذاك وطرده»، مستندا بذلك إلى مذكرات هرتزل التي يصف فيها عبدالحميد بأنه «أصعب سلطان عثماني يمكن رشوته» وفق قوله، لافتا إلى أن السلطان الراحل أصدر ما وصف آنذاك بـ"البطاقة الحمراء"، التي لا تتيح لليهود الزائرين بالبقاء أكثر من شهر في الأراضي الفلسطينية، وفقا لمقابلة أجرتها معه وكالة "الأناضول" التركية، في أكتوبر الماضي، بمناسبة صدور كتاب له حول القضية.

وتنقل العديد من المراجع التاريخية مواقف للسلطان عبدالحميد ضد المشروع الصهيوني، من بينها ما قاله لـ«هرتزل»: «لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني بل ملك للأمة الإسلامية».

لكن مؤرخين آخرين أدلوا بوجهات نظر مختلفة حول قراءة تاريخ تلك الفترة، ومنهم المؤرخة فدوى نصيرات في كتابها "السلطان عبد الحميد الثاني ودوره في تسهيل السيطرة الصهيونية على فلسطين"، التي تشير إلى أن هرتزل واصل زيارة السلطان حتى بعد التصريح برفض الأخير لعرضه، وصولا إلى استضافته في إسطنبول، وعلى نفقة السلطان الخاصة.

ويقول الأكاديمي الفلسطيني خالد الحروب، في عرضه لكتاب نصيرات عبر صحيفة "الحياة" في أبريل 2014، أن السلطان: "في مقولاته البطولية عن عدم بيع فلسطين يتحدث إلى التاريخ، ولكي يتفادى أي اتهام له بالخيانة والتفريط، لكن كان في سياسته العملية يحاول أن يكون براغماتيًا يستكشف الفرص".

ويضيف خالد الحروب أنه في النهاية لا يتبقى أي قيمة حقيقية للاقتباسات والمقولات والمواقف اللفظية مقابل الأحداث الحقيقية على الأرض وبينها "تسهيل الهجرة اليهودية، وبناء المستوطنات، وجلب الخبرات اليهودية، عدم الالتفات إلى غضب الفلسطينيين ونداءاتهم للسلطان، بأن يقفل باب الهجرة اليهودية، ويمنع انتقال ملكية الأراضي إليهم" وفقا للكاتب.
Advertisements
الجريدة الرسمية