رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الوصول للعالمية يبدأ بـ«فيس بوك».. رحلة محمود من حواري «دكرنس» لمبنى «جوجل»

فيتو

لشغفه الشديد بكل ما يتعلق بمجال البرمجيات ومواقع الإنترنت و"السوشيال ميديا"، دأب على متابعة كل الفعاليات المتعلقة بهم، خاصة موقع "يوتيوب" حتى وصل بعد "ضربة حظ" إلى العالمية.. إنه "محمود إدريس"، صاحب قناة "ماتريكس 219".


تسجيلات إعجاب بكل الصفحات ذات الصلة، متابعة المنشورات، والتفاعل من خلال ترك تعليق على كل منشور، بهذه الطريقة بدأ "محمود" خطاه في العالم الافتراضي، إلا أن "منشور" وضعته الصفحة الخاصة بمنتدى تنظمه شركة "يوتيوب" لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في سبتمبر 2016، لأصحاب القنوات والتفاعل على الموقع، لكنه كان باللغة الإنجليزية، غير حياته، بعد أن دخل وترك تعليقًا يقول: "ياريت يعملوا واحد زيه لينا باللغة العربية"، ليكون هذا التعليق هو بوابته للوصول إلى مقر جوجل الرئيسي في لندن.

البداية صفحة "دكرنس دوت كوم"
في صيف 2003، أنهى "محمود" ابن مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، دراسته بكلية الهندسة جامعة المنصورة، لم يكن كباقي زملائه على مدى الخمسة أعوام، خطواته الدائبة داخل الكلية، كانت توحي بأنه سيكون مختلفًا، سيصير كما أراد مهما قابل من عثرات: "لمدة خمس سنين كنت قائد فريق البرمجيات، ولمدة أربع سنين كنت بحصل على المركز الثالث على مستوى الجمهورية في المجال ده".. وعود كثيرة أغدقت على محمود وزملائه، بأنهم سيحصلون على وظائف داخل الكلية عقب التخرج، ولكن كعادة حكومتنا صاحبة الأقوال فقط، لم يُعين محمود، فلجأ إلى العمل الحر، قائلا: "فتحت محل صيانة وبيع أجهزة كمبيوتر، لكن في وقت قليل خسرت والحاجة غليت واضطريت أصفي الشغل، لأني فاشل تجاريًا رغم كوني مهندسا ناجحا، ولجأت للأون لاين".

أحب محمود مدينته كثيرًا، أراد أن يترك بها أثرًا يتذكره به الناس مادام الأثر يمتد ويكتنف الجميع بنفعه: (في أغسطس 2015، عملت صفحة على فيس بوك اسمها دكرنس دوت كوم، بتعرض مشكلات سكانها الـ 48 ألف، وكان ليها 22 ألف متابع، قدمنا حلول كتير وساعدنا كتير).. لكن الفشل كان حليفه مرة أخرى حينما عرض عليه رئيس مجلس المدينة أن تحول الصفحة للعمل لصالح الحي، وتروج له، فرفض "محمود" وازدادت المشكلة تأججًا بعد أن عرضت الصفحة انتقاد لاذع لقرار المجلس عدم ترميم أحد الكباري، فرفع عليه دعوى قضية، (المشروع ده كان بجهود ذاتية، وقررت أصفيه هو كمان وأريح دماغي).

للمرة الثالثة يطرق الفشل باب محمود، سقطات تتوالى، ورفض من جميع الأطراف، "بدأت أتجه للويب سايت، كنت عامل زي صفحة دعاية بـ 50 جنيه في السنة لأي حد عايز يعمل إعلانا، وفي النهاية لم أنجح أيضًا".

أكتوبر 2016 شهر مرور "إدريس" للعالمية
في عالم يعج بالمعلومات والبيانات، وتجذبه التكنولوجيا نحوها ممتصة تفاصيله لآخر رمق بها، فكر "محمود" لماذا لا يستغل تفوقه في مجال البرمجيات ويفعل ما يحب مادامت التجارة لم تجد نفعًا؟! "عملت قناة على يوتيوب اسمها ماتريكس 219 كنت أنا ممولها واللي بقدم مضامينها، محتوياتها تتحدث عن أمن المعلومات والتسويق الإلكتروني، وتصميم المواقع والبرمجيات، كمان الصيانة والهندسة الإلكترونية"، كان ذلك في أكتوبر 2016، وصل عدد المتابعين 8000 مشترك".

في سبتمبر 2016، حينما نظم "يوتيوب" منتداه الأول لأصحاب القنوات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وترك هو تعليقًا برغبته أن تدشن الشركة واحدًا بالعربية، سكنت الأحوال شهرًا، ليفاجأ بشركة "جوجل" تتواصل معه طالبة منه هو و12 آخرين أن يكونوا المساهمين الأساسيين في منتداها القادم في لندن المنطلق باللغة العربية"، لم يكن هذا فحسب بل استحدث ابن دكرنس لقب "مساهم" وعضو مسئول له بروفايل رسمي في جوجل، يشارك في الخطط التي تضعها مثل هذه الشركات بشأن تطوير برامجها، "أنا أول حد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحصل على اللقب ده"، وهذا يحصل عليه من ترى الشركة أنه أسهم في أن يكون للشركة وجود في مجتمعهم.

منذ يومين، فوجئ بأن قناته "ماتريكس 219" ذات الـ 180 ألف متابع، فازت في مسابقة قد أعلنت عنها شركة "يوتيوب"، لعملائها من أبناء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالسفر إلى مقر شركة جوجل بلندن، للحصول على دورات تدريبية في مجال التصوير والمونتاج والإعداد الصوتي، حتى يصبحوا مقدمين محترفين، (حصلت القناة على المركز الأول، وحققت شروط المسابقة بألا يتجاوز عدد المشاركين 100 ألف وأنا كان مشاركيني وقتها 84 ألف، وكمان إن المحتوى لا يدعو للعنف أو الكراهية)، وسيسافر محمود إلى لندن بعد أن تربع على القائمة، وأصبح أول عربي يدخل مبنى جوجل كمساهم ومتخصص رسمي، وقريبًا مقدم برامج على "يوتيوب" محترف.
Advertisements
الجريدة الرسمية