رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ماذا لو اختفت قطر من الساحة السياسية؟!


ماذا لو اختفت قطر من على الساحة السياسية؟! وما الذي سيخسره العرب من غيابها هذا؟! المقصود هنا بـ "قطر" هو بالتأكيد النظام القطرى الحاكم الذي لا يكف عن العبث بمقدرات الشعوب العربية، وسياسته الخارجية "السيئة" التي لا يمر يومٌ عليها إلا وتنهش في الجسد العربى لصالح أجندات خارجية غربية، وبات الأمر واضحًا وضوح الشمس ولا يحتمل التكهنات.. ولم نقصد أبدًا اختفاء الأرض القطرية من الخريطة العربية، ولا غياب شعبها المغلوب على أمره.


وللإجابة عن هذا السؤال الذي بات يؤرق يوميًا الكثيرين: ماذا لو لم توجد دولة الشر (قطر سابقًا)؟ يجب أولًا معرفة الدور الحقيقى الذي تلعبه هذه الإمارة الصغيرة، التي كانت تصنف قديمًا بالدولة الطاردة للسكان نتيجة ظروفها المناخية، حيث يسودها المناخ الصحراوى الذي كان يجعل الحياة بها على قدر من الصعوبة نظرًا لارتفاع درجات الحرارة صيفًا واضطرابها شتاءً ونادرًا ما تسقط فيها الأمطار.. ورغم توافر كل مقومات الحياة والرفاهية في "الدوحة" بعد ظهور الغاز والنفط في أراضيها، فإنها عادت مرة أخرى لما كانت عليه، دولة "طاردة للسكان"، ولكن هذه المرة ليس لأسباب مناخية طبيعية، وإنما لأسباب بشرية وبفعل سياسات حكامها الخاطئة، التي تسببت في عزل الإمارة الخليجية عن محيطها العربى، ومن ثَمَّ تحول الأمر إلى عزلة دولية.

فلطالما كانت قطر –ولا تزال- تلعب دورًا قبيحًا في المنطقة، حيث تمطر الشعوب العربية بالنصائح والدروس عن الديمقراطية عبر منابرها الإعلامية المشبوهة، في حين نراها تعانى من "الحساسية" تجاه كلمة الديمقراطية، فلا تطيق سماع هذا المصطلح بين المواطنين على أراضيها، ولا تسمح بوجود "الرأى الآخر" تحت سمائها، رغم إنفاقها الملايين من الدولارات لظهور الرأي الآخر المعارض لسياسات العديد من الدول العربية.

فإذا اختفت قطر، أي نظامها الحاكم.. لن نرى قاعدة أمريكية في المنطقة، تهدد الدول والشعوب العربية والإسلامية وتكون في خدمة إسرائيل، مثلما حدث عام 2008، عندما استخدمت القاعدة في قصف قطاع غزة بالقنابل الفسفورية.

إذا اختفت قطر.. لن نجد من يتاجر بالقضية الفلسطينية، ويحاول إفساد وإجهاض كل ما تقوم به مصر من أجل لم الشمل الفلسطينى بين حركتي فتح وحماس، وسيغيب المال الذي تستقطب الإمارة الخليجية من خلاله بعض القيادات الفلسطينية لتدمير أي مجهود يخدم القضية الفلسطينية.

إذا اختفت قطر.. ستفقد إسرائيل حليفًا استراتيجيًا لها داخل البيت العربى، وتشهد على ذلك المستوطنات الإسرائيلية التي مولتها الحكومة القطرية، وتحمل عبارة "إهداء من شعب قطر"، إلى جانب التعاون الثنائى بين البلدين والذي يعتبر في أفضل حالاته وعلى أعلى مستوى له، وبالرغم من ذلك تخدع الدوحة العرب، عبر منابرها الإعلامية، متظاهرة بدعم الشعب الفلسطينى.

إذا اختفت قطر.. لن تجد عائلات خليجية تشكو بسبب تجريد أحد أبنائها من الجنسية وطرده خارج الحدود القطرية، وآخرون يتم اعتقالهم، والسبب يعود إما للتعبير عن الرأي، أو أن له قريبا ونسيبا من دولة خليجية أخرى يعارض السياسة القطرية.. "منتهى الديمقراطية"!

إذا اختفت قطر.. لن تشاهد دماء الأبرياء تسيل في العواصم العربية والإسلامية، نتيجة أعمال إرهابية، تدعمها الدوحة بشكل مباشر.

إذا اختفت قطر.. لن تجد من يسب وطنه -من ضعاف النفوس والمرتزقة- عبر وسائل الإعلام، مستقويًا بالإقامة على أراضيها إلى جانب كم الدولارات التي تنفق عليه نظير هذا الفعل المشين.

إذا اختفت قطر.. لن يكون هناك تهديدًا للدول العربية عبر حدودها، وعلى رأسهم مصر، بعدما ثبت تورط قطر بتمويل الإرهابيين في ليبيا والسودان وسوريا والعراق والبحرين، إلى جانب الحوثيين في اليمن.

إذا اختفت قطر.. لن نجد انشقاقًا بين صفوف الشعوب، نتيجة أزمات الدوحة المتكررة مع الدول العربية، ودَسَّها "السم في العسل"، واستغلالها مصطلح "العروبة" لغسل عقول العديد من أبناء الشعوب العربية، وتحريضها لهم بالانقلاب على سياسة أوطناهم وجيوشهم وحكامهم.

إذا اختفت قطر.. لن نرى هذا المد الشيعى الموجود حاليًا، ولن تجد إيران من يساندها في شبه الجزيرة العربية.. إذا اختفت قطر.. لن يتم مخطط تقسيم باقى الدول العربية والإسلامية، وبالرغم من أن القوى الأجنبية هي من تقوم بالتنفيذ، فإن ذلك يتم بأيادٍ قطرية، حيث تقوم "إمارة الإرهاب" بإلهاء الشعوب العربية عن المخاطر التي تحاك بهم، وترويج الأكاذيب عبر آلتها الإعلامية، ذلك المتحدث الرسمى باسم الإرهاب في المنطقة، والذي يُسمَّى "قناة الجزيرة".

لعل بعد كل هذه الافتراضات، نستنتج أن وجود إمارة قطر بنظامها الحاكم الحالى وبممارساته السامة والمشبوهة هو الخسارة الكبيرة للعرب والمسلمين، وأن زوال السياسة الخارجية الحالية وغير الموضوعية للدوحة، ربما يكون كفيلًا بإعادة الهدوء والاستقرار إلى كامل المنطقة العربية.

سلسلة من الافتراضات والاستنتاجات التي لا تنتهي، حول هذه الدويلة التي باتت طاردة للاستقرار وجاذبة فقط للأذى والأزمات لكل المحيطين بها ولجميع دول ومجتمعات المنطقة.
Advertisements
الجريدة الرسمية