رئيس التحرير
عصام كامل

أبو طقة يكتب: أدهم الشرقاوي هو قائد الثورة العرابية وليس أحمد عرابي

فيتو

أنا مش هضحك عليكم لو قلتلكم إن أحمد عرابى هو زعيم مصرى كان له دور كبير في الثورة العرابية.. لكن هبقى بضحك عليكم لو قلتلكم إن عرابى هو القائد الفعلى لتلك الثورة.


طبعا حد منكم هيقول إيه العك اللى بيقوله الراجل ده؟!.. وأنا طبعا هعذره تماما.. عارفين ليه؟!.. لأنه تعلم في كتب التاريخ المدرسية أن عرابى هو قائد الثورة العرابية، ولذلك سميت باسمه.. وكل هذا على غير الحقيقة.. أو بمعنى أدق.. نصف الحقيقة.

أما الحقيقة فتؤكد أن أحمد عرابى مجرد فلاح نشأ في إحدى قرى محافظة الشرقية.. وقرر أن يتطوع في الجيش مجرد «بلوك أمين» وكان ضباط الجيش في الوقت ده كلهم من الشراكسة الأتراك.. وكانوا يعاملون أبناء الفلاحين المتطوعين في الجيش بمنتهى الاحتقار.. الأمر الذي جعل عرابى ناقما عليهم، وكارها لأم اللى جاب أبوهم.

يعنى عرابى لم يكن خريج كلية حربية ولا حتى مدرسة عسكرية.. لكنه وللأمانة كان وطنيا غيورا على بلده.. وكان «سعيد باشا» قد قرر إشراك أبناء الفلاحين في تولى مناصب قيادية في الجيش، بعد تعليمهم وتدريبهم.. فراح عرابى يتقدم لتلك الامتحانات وينجح فيها ويترقى لملازم ثم نقيب ثم بكباشى.. إلا أن الضباط الشراكسة كانوا يعاملون زملاءهم من أبناء الفلاحين أسوأ معاملة، ويؤخرون ترقياتهم بشتى الوسائل ويدبرون لهم المكائد.

في ذلك الوقت كان عرابى عائدا لقريته بالشرقية لقضاء أجازته السنوية.. وأثناء عبوره طريقا زراعيا سمع طلقات نارية.. فأوقف الكاريتة ليلمح بعض الجنود الشراكسة يطاردون فتى يركب حصانا أبيض مر من جواره، مختفيا عن العسكر الذين عادوا خائبين.. فأكمل عرابى طريقه حتى فوجئ بالفتى الهارب يقطع عليه الطريق.. أخرج عرابى الطبنجة من جيبه إلا أنه فوجئ بالفتى يقول له: أنت أحمد ابن الحاج عرابى، فرد عليه عرابى: ومن تكون؟!.. فقال الفتى: أنا أدهم الشرقاوى من قرية «كشيك» المجاورة لقريتكم وسمعت عنك كثيرا، وهنا هدئ روع عرابى وأدخل طبنجته في جرابها، وقال: إذن أنت أدهم عدو الأتراك والإنجليز.. لقد كلفونى أكثر من مرة بالقبض عليك، وكنت أرفض لأننى مثلك تماما أكره الشراكشة، فقال له عرابى: أنا عارف كده كويس.. بس ياريت نتكلم مع بعض بعد أن ترتاح من تعب الطريق فتواعد الاثنان على اللقاء بمنزل والد عرابى، ومن هنا كانت شرارة الثورة التي سميت بالعرابية.

اتفق الطرفان أن يقوم عرابى بإبلاغ أدهم بتحركات الضباط الشراكسة داخل محافظة الشرقية، ويقوم أدهم بالهجوم عليهم وتكبيدهم خسائر في الأموال والأرواح.. وأن يطلب عرابى من قادة الجيش تكليفه بالقبض على أدهم الشرقاوى، فينال بذلك ترقيات سريعة، تمكنه من تشكيل قوة داخل الجيش من الضباط والجنود أبناء الفلاحين، وبالفعل ألقى عرابى القبض على أدهم نحو ثلاث مرات، وكان في كل مرة يساعده على الهروب من تنفيذ الأحكام التي وصلت للإعدام.. وفى كل مرة كانت تتم ترقية عرابى حتى أصبح قائدا للواء الصالحية، الأمر الذي مكنه من تشكيل قوة داخل الجيش، مكنته من الوقوف في وجه الخديو، وعرض عليه مطالب الثورة الشهيرة، التي درسناها في كتب التاريخ بالمدارس والجامعات.. لكن ما لم يعلمه الكثيرون أن أدهم الشرقاوى هو صاحب تلك المطالب، وهو الذي كتبها لعرابى.. إلا أن عرابى وضع ختمه على العريضة وراح يعرضها على الخديو، وقال عبارته المشهورة «لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ولن نستعبد بعد اليوم» وحتى هذه العبارة كانت مكتوبة أسفل المطالب بخط يد أدهم الشرقاوى القائد الفعلى لثورة عرابى.

التفاصيل كاملة تجدها بكتاب «أصل التاريخ من مصر للمريخ» الجزء الثالث صفحة 212 وحتى الصفحة 410.
الجريدة الرسمية