رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهاب الأسود.. وعزيمة الشعب المصري التي لن تُقهَر

18 حجم الخط

لا شك أن مصر تمر بمرحلة عصيبة وخطيرة للغاية تتطلب تضافر الجهود للخروج منها، وأخطر ما تواجهه مصر حاليا هي تلك المؤامرة التي ما زالت تنسج خيوطها بدعم من عملاء الداخل والخارج، بهدف تفكيك وتدمير هذا البلد..


فهناك محاولات مستمرة منذ فترة لإسقاط الدولة واتخذت أشكالا عديدة منها محاولة الوقيعة بين الشعب والجيش، إلا أن الشعب استفاق ونجح في استعادة ثقته بجيشه، ومنها أيضًا المواجهة مع الشرطة، لابد أن نعلم جميعًا أن الإرهاب الأسود يسعى للوقيعة بين الشعب ومؤسساته الأمنية والسياسية وأن العملية الإرهابية الأخيرة تهدف إلى ضرب وإضعاف ثقة المواطن في أجهزته الأمنية، وإظهار قيادته السياسية بمظهر العاجز، في صد مخاطر الإرهاب، كما أن الإرهاب الخسيس يحاول إعطاء صورة للخارج بعدم وجود استقرار في مصر، بعد أن فشلت التنظيمات الإرهابية في كسر شوكة الأجهزة الأمنية في مصر.

إن هذا التصعيد من جانب الجماعات الإرهابية يجب أن يواجهه خطوات حاسمة من جانب الدولة، ويجب اتخاذ الإجراءات الاستباقية والاحترازية ضد مخططات العصابات الإرهابية التي لا وازع لها أو دين.

ولابد من وقوف الشعب خلف قيادته السياسية والأمنية، وتفويت الفرصة على الجماعات الإرهابية لتحقيق مآربها.. فالمؤامرة التي تقودها أجهزة مخابرات عالمية بالتنسيق مع أطراف إقليمية وأخرى داخل مصر مازالت قائمة، وستشتد ضراوة كلما اقتربت مصر من أهدافها التي وضعتها.

إن ضحايا الإرهاب الأسود الذين يتساقطون يوميًا، سواء من الجيش أو الشرطة أو المدنيين العزل لن تروح دماؤهم هدرًا، فالحرب مازالت طويلة وربما تكلفنا الكثير من التضحيات، لنفشل ما كان مخططًا لنا.. والشعب المصرى يجب أن يتكاتف ويؤكد للجميع أنه لن يتراجع عن خياراته وعن رغبته في التنمية والتقدم، وإنه كلما اقتربنا من تحقيق أهدافنا فإن الهجمات الإرهابية ستزداد قوة لشق صف الشعب المصري.

غير أن الإرهاب مهما بلغت قوته ومهما تلقى الدعم من الخارج وأعداء الوطن لن يستطيع أن يقهر شعب مصر الذي يرى كل أعدائه بوضوح، فالإرهاب والقائمون عليه والداعمون له يقفون عاجزين أمام التقدم والإنجازات التي يحققها الشعب وقيادته السياسية يومًا بعد يوم على كل المستويات.

ومن ثَمَّ، فنحن ندعم أجهزة الدولة الأمنية في تنفيذ وتطوير خططها لمواجهة هذا الإرهاب، أما ما يحزننا فهو سقوط هذا العدد من ضباطنا وجنودنا، لكننا نعى تمامًا أن هناك من يتربص بنا مثل الكتائب الإلكترونية والقنوات التليفزيونية المرتزقة والمأجورة، التي تبث إرسالها من قطر أو تركيا وليس لها "شُغلانة" سوى تشويه صورة مصر، والتي سرعان ما تتلقف خبر سقوط أبنائنا من الضباط والجنود الأبطال لتحوله إلى "أكل عيش" بالنسبة لها أو "سبوبة" تتاجر بها.

الآن تبدو فصول القصة محكمة للغاية.. والمؤامرة مكتملة الأركان.. ونحن على يقين من أن الإرهاب لن ينجح على الإطلاق في هزيمة هذا الشعب، وأقصى ما يمكن أن يحققه هو إثارة مشاعر الحزن على فقدان شهدائنا الأبرار، وهى مشاعر ستزيد من صلابة المصريين في مواجهة الأعداء، والأيام القادمة ستشهد جني المصريين لكثير من ثمار جهودهم التي انتظروها.

وإننى من خلال هذه السطور أوجه دعوة للشعب المصرى بكل فئاته إلى ضرورة الوقوف خلف أجهزته الأمنية وخلف قيادته السياسية والوطنية لمواجهة تلك المؤامرة التي ما زالت تحاك ضد مصر..

حفظ الله مصر ورحم شهداءها، وصان وأمَّن شعبها من أحقاد الحاقدين ومكر الإرهاب الأسود اللعين.
الجريدة الرسمية