رئيس التحرير
عصام كامل

قرية «امياي» في القليوبية.. 100 عام من صناعة الأقفاص

فيتو

ما زالت هناك نقاط مضيئة تشير إلى أن الأمل ما زال موجودا وأن هناك أسرا رأت في الخلط بين الزراعة والصناعة مستقبلا أفضل لأبنائهم، فلم يعرفوا معني البطالة أو التكاسل فـ"محلاها الإيد الشغالة".


القليوبية توجد بها العديد من القرى الزراعية الصناعية منها قرية طنان التي تشتهر بصنع الأثاث وميت كنانة بطوخ التي تشتهر بمحصول الفراولة مع صناع الأقفاص والشماسي باستخدام أعواد الحنة، وقرية طحلة التي تشتهر بمحصول البطاطس بالإضافة إلى صناعة السجاد اليديوي الذي يتم تصديره للخارج.

قرية "امياي " بطوخ، تعمل منذ أكثر من 100 عام، في صناعة الأقفاص من جريد النخل وأعواد الحنة التي يتم جلبها من محافظات الصعيد وتحديدا أسوان، وأضحت تلك الصناعة معلما رئيسيا للقرى التي تحول كل منزل بها إلى ورش صغير يعمل بها الأب وأبنائه فلا يوجد عاطل بالقرية.

ويشير محمد حفظي أحد أقدم العاملين بالمهنة أنه ورثها عن اجداده، وعلمها لأبنائه المتعلمين إحداهما يعمل مدرس ويخرج من عمله يعمل معهم بالصناعة ليحسن دخله والآخر يعمل معه في صنعته وتعتبر مصدر رزقه الوحيد، مشيرا إلى أن أكثر المشكلات التي تواجههم هي ارتفاع أسعار المواد الخام، خاصة بعد انتهاء موسم الجريد الذي يتزامن مع وجود محصول "البلح " ففي وقت الموسم تكون "الجريدة " الواحدة بجنيه وطوال العام تكون ب 160 قرش وأحيانا يقوم التجار برفع أسعارها لأنه لا توجد تسعيرة موحدة لها.

ويؤكد حفظي أن المواطنين يعانون من عدم توفير رعاية لهم من الحكومة، حيث إنهم يتركونهم لاستغلال التجار الذين يرفعون أسعار المواد الخام والأقفاص سعرها ثابت من 5-1 جنيهات وبالتالي يقل هامش الربح، وأيضا عدم توفير غطاء صحي لهم، يجعل البعض خاصة من الشباب الصغير يعزف عن المهنة.

ويوضح عبد المنعم سرحان، أحد الأهالي أن القرية يوجد بها نحو 500 ورشة يعمل بها أكثر من ألف مواطن، يستخدمون "جريد النخل" وهي المادة الخام التي يتم تقليمها وأخذ الخوص الذي يدخل في صناعات أخرى مثل صناعة المقاطف والأقفاص و"المشنات" وغيرها من الصناعات ثم يقوم القفاص بتقطيع الجريدة إلى قطع متساوية في الحجم ومتناسقة في الشكل باستخدام السكين وتخريمها وتركيبها وجعل منها قفص ذات مظهر جميل، أيضا يتم تصنيع الكراسي المستخدمة في الشواطيء ويتم تصديرها إلى القري السياحية.

ومن جانبه يشير محمد خيري رئيس مجلس مدينة طوخ، أن هناك وفدا من هيئة التنمية الصناعية قام بزيارة القرى للتعرف على مشاكلهم، مشيرا إلى أن أكثر طلبات المواطنين كانت الحصول على قروض ميسرة لشراء المواد الخام بكميات كبيرة لتحقيق هامش ربح كبير، وأنه سيتم دراسة تلك الطلبات وتحقيقها في القريب العاجل.
الجريدة الرسمية