رئيس التحرير
عصام كامل

هل انفصال كردستان بداية لحرب شاملة في الشرق الأوسط؟


هناك فارق بين حركات التحرر وحركات الانفصال، وهناك مجموعة مشكلات ترتبط بالانفصال، مبتدأ القول إن السياسة في العالم بنٌيت وترعرعت على المصالح.. روسيا كان من مصلحتها انفصال القرم عن أوكرانيا فمن الذي وقف في وجه روسيا.. بعض الدول الغربية خططت لانفصال جنوب السودان عن شماله، فمن استطاع إيقاف المشروع.. هناك وجهتان لانفصال كردستان، الوجه الأول يرتبط بمصلحة بعض الدول في خلق شوكة في ظهر العراق وسوريا وتركيا يتم استخدامها وفقًا لمصلحة هذه الدول.. أما الوجه الثاني فيتعلق بحقوق الأكراد.


فكردستان إقليم يتمتع بحكم ذاني واللغة الكردية واللغة العربية لغتان رسميتان للعراق.. الدراسات الخاصة بالأقليات ذات القوميات التي تخالف الدول التي تنتمي إليها توصي بإقامة نظام حكم فيدرالي في الدول ذات التعددية الإثنية، ومنح الأقليات وضعية خاصة من خلال استخدام لغة الأقليات في حياتهم وتعليمهم.

وعلى الرغم من انتهاك مسعود برزاني لدستور العراق، فإن دوافعه للانفصال شرحها "كفاح محمود" مستشاره الإعلامي قائلا إن النظام الحاكم في العراق تحول إلى نظام ديني طائفي أقصى كل المكونات المختلفة بما فيها الكرد، وأن النظام الحاكم في العراق خرق الدستور وأقصى إقليم كردستان من حصته من الموازنة السنوية وإيقاف رواتب مليون ونصف المليون موظف.

انفصال كردستان يشجع الانفصاليين في دول كثيرة، لكن هل كان الكرد لينفصلوا لو كانوا يتمتعون بامتيازات حقيقية؟ لا أعتقد.. المشكلة أنه لا أحد يرغب في رؤية أي مشكلة في عالمنا العربي بشكل شامل.. في عالمنا العربي ترغب الأنظمة الحاكمة في تهميش أقليات وربما اضطهادها ويكن المطلوب من هذه الأقليات أن تهلل وتشكر ربما على بقائها حية، فلننظر إلى الأقلية المسلمة في مانيمار، والاضطهاد الذي يتعرضون له.

على الجانب الآخر، نجد أن مواطني إقليم كيبك بكندا، وهي من أغنى المقاطعات بكندا، رفضوا الاستقلال عن كندا في آخر استفتاء على الانفصال عن كندا لأنهم يعرفون أن قوة إقليم كيبك تكمن في بقائه ضمن الحكومة الفيدرالية الكندية.

انفصال كردستان سبب الكثير من المشكلات لأن الأكراد سيثرون رغبات الانفصال لدى الكثير من الأقليات، يبقى التساؤل عن توقيت اختيار الانفصال عن العراق، وهل هو بداية لحرب شاملة تحل محل حرب تنظيم الدولة الإسلامية لتبقى منطقة الشرق الأوسط مشتعلة بالحروب؟ سنرى، فالعراق وتركيا لن يقفا مكتوفي الأيدي، والأكراد سيقاتلون إذا اضطروا للدفاع عن استقلالهم، أقصد انفصالهم، وسيكون هناك من يحرص على امتداد النار في سائر الهشيم.
الجريدة الرسمية