رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمد علي إبراهيم : لا يوجد نظام ينجح بدون الاستماع للناس.. والسيسي لا ينافسه أحد

فيتو

>> توقيت تعديل الدستور ومد فترة الرئاسة غير مناسب بالمرة
>> برلمان مبارك كان “بيمسح” بوزراء الحكومة الأرض.. ومجلس عبد العال خالٍ من أصوات المعارضة

>> المسئولون لا يصارحون الشعب بحقيقة الأوضاع الاقتصادية
>> “فوبيا المواطن” من انتشار البلطجة والفوضى ترجح كفة الرئيس
>> استعادة أفريقيا جاءت متأخرة ولم تؤتِ ثمارها حتى الآن
>> لست محسوبًا على الإخوان ولا على أي تيار سياسي ولا أقبض من الخارج وإلا كنت حاليا وراء الشمس


من كاتب ينحاز إلى النظام يروج لسياساته ويدافع عن أطروحاته، تحول محمد على إبراهيم آخر رئيس تحرير لجريدة الجمهورية في زمن مبارك إلى معارض شرس، يسخر قلمه للهجوم الدائم على الحكومة، وتحولت مقالاته التي ينشرها في صحف عدة إلى عرائض اتهام يستخدمها الغاضبون من النظام في تأجيج المشاعر الغاضبة، كثيرون يتعاملون مع ما يكتبه على أنه محاولة للبقاء في صدارة المشهد، ويرى آخرون أن ما تخطه يده لا يمكن التعامل معاه إلا من مُربع “خالف تُعرف”، لكنه يرى أن سبب توهجه وتداول كتاباته بعد تركه منصبه في جريدة حكومية هو الابتعاد عن السلطة لأنها حسب تعبيره تُحجم الإبداع وتفرمله.

“إبراهيم” يعترف الآن، وبعد ما يقرب من مرور 7 سنوات على الإطاحة بمبارك، أن نظامه كان “ديكتاتوريا” لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن “المخلوع” ترك مساحة لا يُستهان بها للمعارضة، ويرى أن أي نظام في العالم لا يمكن أن ينجح دون يستمع إلى آراء الناس ويلبى مطالبهم، ويستبعد في الوقت ذاته قدرة أي شخصية من الشخصيات المتواجدة على الساحة السياسية على منافسة الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

رئيس تحرير جريدة الجمهورية الأسبق ليس لديه ما يمنع من تعديل الدستور ومد فترة الرئاسة لكنه يؤكد أن الوقت غير مناسب بالمرة والأفضل أن يتم ذلك بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرا إلى أن المسئولين في الحكومة لا يصارحون الشعب بحقيقة الأوضاع الاقتصادية الصعبة وأن الاحتياطي النقدى لمصر لا يتجاوز الـ 6 مليارات دولار.. وإلى نص الحوار:


♦ بداية.. لماذا ظهرت نجمًا وكاتبًا لامعًا مقربًا من هموم الناس بعد ابتعادك فقط عن عوائق والتزامات رئاسة تحرير جريدة الجمهورية الحكومية؟
أنا أكتب بذخيرة سياسية ثقافية تراكمية، فقبل أن أكون رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية كنت رئيسا لتحرير جريدة كبيرة اسمها إيجيبشان جازيت على مدار 14 عاما، كما عملت بالخليج في صحف متنوعة بالإنجليزية والعربية، بأى حال الفترة الحالية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أننى لم أكن أكتب للكرسى طوال رئاستى لتحرير جريدة الجمهورية.

♦ ولكن قلمك اختلف بشدة بعد تركك للمنصب في الصحيفة الحكومية وهناك تباين واضح بين الشخصية المهنية لمحمد على إبراهيم في الحقبتين؟
الاختلاف له سببان.. عادة السلطة تحجم الإبداع وتفرمله والدليل على ذلك، أن المتابعين لأنيس منصور عندما كان يرأس تحرير مجلة أكتوبر، يرونه غير أنيس منصور الذي أصبح يكتب عمودًا في الأهرام بعدما تفرغ للكتابة وإصدار الكتب، أصبح شخصا مختلفا تماما عما قبله، وبالتالى أنا حاليا بعد التفرغ أكتب للصالح العام وحده دون غيره.

♦ هناك من يرى كتاباتك هذه موجهة ضد الدولة بالأساس ؟
أنا أكتب للصالح العام وبالفعل هناك من يرى كتاباتى موجهة ضد الدولة وهذا شأنهم.

♦ وما ملاحظاتك الرئيسية على الحياة السياسية بالوقت الحالى؟
البلاد لا يوجد بها معارضة ولا أحزاب ولا برلمان يقول كلمة ولا يشرع، فالتشريعات تأتى إليه من الدولة، والحكومة والبرلمان صارا كيانا واحدًا.

♦ ألم يكن البرلمان على نفس الصورة أيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟
لا.. لم يكن يحدث ذلك، رأس الحكومة كان يأتى إلى البرلمان و”بيمسخره” ولك في جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات مثال، كان يأتى بيوسف بطرس غالى ويُمسح به الأرض في مجلس الشعب وكانت هناك مناظرات قوية جدا، ووزراء عدة كانوا يأتون إلى المجلس باستجوابات قاتلة، سواء التعليم أو الزراعة أو الصناعة، أنا لم أرَ حتى الآن وزيرا تم عمل له استجواب حاليًا إلا وزير الزراعة الذي تم حبسه فقط.

♦ وعلى ماذا يدل ذلك في رأيك؟
يدل على انهيار الحياة السياسية بالطبع، لأن البرلمان والحكومة يسيران في صف واحد.

♦ قد يرد عليك أحدهم ويقول إن ممارسات مجلس الأغلبية المساند للسلطة هي ظواهر جرى إنتاجها في عصور سابقة وخاصة عهد مبارك وليست وليدة حكم السيسي؟
سأرد وأقول: ولكن كان هناك شخصيات معارضة يزن الواحد منهم حزبًا بأكمله، كان هناك ممتاز نصار، وعلوى حافظ، وياسين سراج الدين، وحتى برلمان فتحى سرور كان هناك أيمن نور وغيره، صحيح كان نظام مبارك ديكتاتوريا ولكنه كانت به مساحات للمعارضة أرى أنها غير متوافرة حاليا، لذلك أحاول من خلال كتاباتى في المساحة المتوافرة لى الإشارة لذلك، عسى أن تنظر الدولة لما أقوله نظرة أخرى، وخاصة أنى لست محسوبًا على الإخوان قطعا، وكذلك لست محسوبًا على أي تيار سياسي ولا أقبض من الخارج ولا يتم تمويلى وإلا كنت حاليا وراء الشمس.

♦ توجه نقدا شديدا للصحافة حاليا والقائمين عليها.. لماذا؟
لأن الصحافة غير السياسة ويجب أن يكون فيها دائما صوت مختلف، فالمعارضون حاليا يتم تحجيمهم في الصحافة بشكل غير مسبوق.

♦ ولكن الكثيرين من أبناء الوسط الصحفى يرون أن الظروف السياسية الاستثنائية التي تمر بها البلاد تنعكس بكل أزماتها على المهنة.. ألا تتفق مع ذلك ؟
هذا غير حقيقى، هناك صحف لا يزال الصوت الآخر واضحا فيها، وأنتم في «فيتو» مثال على ذلك.

♦ معنى ذلك أن عمليات صبغ الصحف بلون واحد خلفها كواليس يسأل عنه الصحفيون أنفسهم قبل غيرهم؟
بالطبع.. هناك «فرشة» تم عملها بعد الانتخابات الرئاسية مفادها أن الرئيس السيسي سعيد جدًا بإعلام عبد الناصر، وتم الترويج لها بعدما قال الرئيس إن عبد الناصر كان محظوظا بإعلامه وهذا حقيقى، ولكن ظروف البلد وقتها كانت تستلزم أن يكون هناك صوت واحد، أرضك كانت محتلة ولم يكن هناك لا سوشيال ميديا ولا فيس بوك ولا تويتر، ولم يكن يصل إلى أسماع المواطن المصرى إلا الـ «بى بى سي» و«مونت كارلو» و«إذاعة إسرائيل» والثلاثة كانوا ضد الدولة المصرية، وبالتالى كان يجب أن يكون لدينا استنفار لمواجهة الآخر المتوحش الذي يهدف إلى تدميرنا.

♦ في أغلب حروبك التي خضتها مؤخرا ضد صحفيين وإعلاميين مقربين من الدولة يرى البعض أنك فزت عليهم بالضربة القاضية.. هل الأمر متعلق بموهبة متفجرة لصالحك أم بمن لديه مستندات وخبايا أكثر عن الآخر ؟
أنا لم أبدأ معهم بشجار ولم اقترب منهم، هذا كان دفاعا عن النفس وخاصة أن هؤلاء ليس لديهم أدنى فكرة عن كيفية كتابة «فيتشر صحفى» بالنهاية هم تطوعوا لضرب قلمي في الطريق، وكان يجب الرد وإلا سيصبح ما قالوه عنى صحيحًا، بأى حال المعلومات والموهبة الصحفية كلاهما يفرض نفسه على هذا النوع من الصراعات.

♦ ما موقفك من حرب الدولة ضد الإرهاب ؟
معها قلبا وقالبًا، ولكن ذلك ليس شرطا أن أقف معها في سياستها الاقتصادية، هناك فارق بين الدولة والحكومة وهناك خلط بشع يحدث حاليا في الصحافة المصرية بين هذا وذاك، السياسة ليس لها كتالوج، ولا تصدق هذه المزاعم، والدولتان اللتان يطبق فيهما هذا الكتالوج، عليهما حاليا عقوبات اقتصادية شديدة للغاية وهما كوريا الشمالية وكوبا، وإذا أردت أن تؤسس لدولة الرأى الواحد، يجب أن تكون صاحب قوة اقتصادية عظمى كالصين، هناك أقل راتب 200 دولار

♦ تحدثت كثيرا عن الاقتصاد المصرى وقلت إن الاحتياطي النقدى لدينا خادع وزائف.. ماذا تعنى بذلك ؟
لأنه ليس احتياطيا نقديا، الحكومة تقول لدينا 36 مليار دولار وهذا إنجاز مهم ولكن يجب أن تقول إنك ستسدد منهم نحو من 3 إلى 5 مليارات هذا العام، ومليار العام القادم، يجب أن تقول تعريف هذه الأموال الصحيح، فهو ليس احتياطيا نقديا ولكنه حصيلة دولارية، هو رقم على الدفاتر جيد جدا وله استخدامات يمكن أن نستفيد منها في مميزات عدة، ولكن مع ذلك فهذا ليس احتياطيا نقديا، الاحتياطي يعنى أموال التصدير والغاز والبترول والسياحة وتحويلات المصريين بالخارج.

♦ إذن كم يبلغ الاحتياطي النقدى الحقيقى من وجهة نظرك ؟
نحو 5 أو 6 مليارات دولار وبداية الطريق الصحيح الاعتراف بذلك.

♦ البعض يرى حديثك الدائم عن المعارضة نوعا من الترف خاصة وأن المجال العام يكاد يخلو من شخصية واحدة تنافس السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة ؟
لا ينجح أي نظام سياسي إلا عندما «يسمع الناس»، صحيح أنه لم يكن هناك خلال الفترات الماضية من يستمع إلى أحد، ولكن لم يكن الحال كما هو حاليًا، عندما ترك مبارك الحكم كانت الساحة بها القوات المسلحة، والإخوان، وعمر سليمان، وأحمد شفيق، ومحمد مرسي، وعبد المنعم أبو الفتوح، وعمرو موسى، وحمدين صباحي، والبلاد أفرزت تيارات عدة، نعم هناك من خان وهناك من انقلب على مبادئه، ولكن حاليا ليس أمامك إلا النظام القائم، وحتى ينجح وهو ناجح بالفعل يجب أن يستمع إلى الناس كما قلت.

♦هناك مبدأ سياسي متبع في الديمقراطيات العالمية يقول إن المعارض يشد أزر المفاوض ولكن هذا ليس من أدبيات السياسة المصرية على مدار تاريخها.. برأيك ما الحاجة إذن لصوت مختلف إن كانت الحكومة ستنفذ ما تريد سواء سمحت بصوت مختلف أم لا ؟
لا يمكن للناس أن تستمع لعزف واحد طوال الوقت أو قطعة موسيقية واحدة، ستعجبك هذه القطعة مرتين أو ثلاثة وبعد ذلك ستبحث عن «السح الدح إمبو».. كما قلت يجب أن يكون هناك صوت مختلف حتى لو فعلت الحكومة ما تريد.

♦ البعض يرى أن شرعية القضاء على الإرهاب والإخوان لازالت كافية للناخب المصرى لترجيح كفة السيسي في الانتخابات الرئاسية حال إجرائها في وقتها.. هل تتفق مع ذلك ؟
الرئيس السيسي سينجح تحت أي ظرف من الظروف.

♦ لماذا؟
لأنه لن يوجد من يستطيع منافسته طبقًا للظروف الحالية، فالرصيد الحقيقى للرئيس «فوبيا المواطن» من تكرار ما حدث في ثورة 25 يناير حسب ما تقولون إنها ثورة.

♦ وماذا تراها أنت؟
لا أراها ثورة وهناك عوامل كثيرة تمنعنى من تسميتها كذلك، والنظام نفسه حاليًا لم يعد يطلق عليها ثورة، بأى حال الناس لديها تخوفات من العودة للجان الشعبية والظواهر المسيئة التي صاحبت هذه الأيام، وبالتالى ستجنح للاستقرار، ولكن هذا لا يعنى أن نجرى تعديلا للدستور في الوقت الحالى ليكمل الرئيس 6 سنوات.

♦ حديثك يرمى إلى رفض توقيت التعديل فقط وليس المبدأ نفسه؟
نعم.. أنا أرفض التوقيت وليس المبدأ نفسه، لو انتظر الرئيس سيكسب الانتخابات القادمة مليون في المائة ويمكن بعدها التعديل

♦ وما الحكمة في تعديل الدستور إن كان الرئيس بنص حديثك يضمن منصبه مرة أخرى في الانتخابات المقبلة ؟
المادة 226 لا تمنع إذا ما كان هناك ضرورة له، ومن يدعون لتغيير المادة يرون ضرورة لإطالة المدة وإعادتها لما كانت عليه أيام مبارك.

♦ في عام 1980 قاد بعض رجال الفكر والثقافة عمليات الترويج لتعديل الدستور وكان في القلب منهم موسى صبرى وتم تعديل الدستور بالفعل والآن يتصدى مثقفون وصحفيون لتعديله مرة أخرى.. هل ننتظر مقاربة مثل تلك التي حدثت قبل 4 أربعة عقود من الآن؟
نعم.. نحن في طريقنا إلى تعديل الدستور ما لم يتخذ الرئيس قرارًا بإجراء الانتخابات فهو وحده صاحب القرار وشخصيا ما زال لدى أمل في السيسي.

♦ بعيدا عن الملف الداخلى.. الحرب بين دول المنطقة حول مفاهيم وواجبات القومية العربية تحولت حاليًا إلى سنة وشيعة.. كيف ترى ذلك ؟
هذا خطأ بالطبع، هناك خطر تمثله إيران على دول الخليج، ولكن هذا الخطر انعكس علينا في نسيان إسرائيل، وبهذه المناسبة يجب فصل المقارنات التي تجرى بين الزمن الحالى وزمن عبد الناصر، وقتها كنا 23 مليون وبعد وفاته صعد العدد إلى 30 مليون، وحاليًا تعدادنا وصل إلى100 مليون.. كان على الدولة التزامات اجتماعية وكانت ملتزمة أيضا حتى وفاة السادات بتشغيل كل الخريجين، ولم يعد ذلك متاحا حاليًا، وبالتالى لا يمكن عقد المقارنات الغريبة في الإعلام بين أيام عبد الناصر والأيام الحالية.

♦ وكيف ترى تحالفات مصر الدولية في الوقت الراهن ؟
التحالفات سواء مع روسيا أو أمريكا في الوقت الراهن لم تأت بنتيجة، لا مع روسيا ولا الولايات المتحدة الأمريكية، فلا الثانية أضافت مساعدات عسكرية ولا اقتصادية وكلام ترامب المعسول في بداية حكمه لم ينفذه، ولا يزال يدعم نظامه قطر حتى وقتنا هذا، وكذلك بوتين جاء إلى مصر وعندما وقع حادث طائرة شرم الشيخ لم يعد السياحة بالرغم من اللجان التي توافدت على مصر للتفتيش على استعدادات المطارات الأمنية وغيرها، بمعنى آخر تحالفاتنا حاليا ليست بمستوى القوة التي كانت عليها أيام مبارك، بالرغم من العلاقات القوية إلى حد ما حاليًا بيننا وبين إيطاليا بسبب الملف الليبى وكذلك الصين وفرنسا.

♦ ولكن هناك من يرى أن استعادة الرئيس لأفريقيا على سبيل المثال أمر يحسب له ولسياسته الخارجية؟
يحسب له بالطبع، ولكن استعادة أفريقيا جاءت متأخرة بعض الشيء، ولم تؤدِ حتى الآن إلى تعطيل مشروع سد النهضة، وحتى الآن لم نرَ حلا واضحًا للأزمة.

♦ وما المكاسب التي تراها إذن من جولات السيسي الأفريقية المكثفة طوال الوقت؟
بالطبع تستهدف تعزيز الروابط مع البلدان الأفريقية، وخاصة أنه عندما جاء الرئيس للسلطة كان العلاقات معنا شبه مقطوعة، ولكنه الآن في سبيله إلى ضخ علاقات سياسية واقتصادية مع الدول الأفريقية لاستعادة مكانة مصر، وهو لا يخرج من أجل سد النهضة فقط بل لفتح علاقات في جميع المجالات، وحتى تفتح أبوابا للعمالة المصرية التي لا تزال ماهرة حتى الآن لتصدير خبراتنا إليهم.

♦ نهاية.. هناك قاعدة تقول إن الحكام لا يشبهون بعضهم ولا من يكتبون عنهم ولكن في مصر من يكتبون عن السلطة ولها دون غيرها يتشابهون بشدة.. ما تفسيرك لذلك ؟
اختلف معك لأن الموجودين حاليًا لم يكتبوا عن مبارك ومن هم قبلهم لم يكتبوا للسادات وكذلك عبد الناصر، ولكن بعد 25 يناير ربما يكون حدث ذلك، عموما التحول موهبة ومهارة استثنائية ولا يستطيع النجاة في كل العصور «شخص عادى».

♦ ما مواصفات المرشح الرئاسى الذي تراه جديرا بالمنافسة في انتخابات الرئاسة القادمة ؟
أي رئيس يفكر في الترشح يجب أن يحظى بدعم المؤسسة العسكرية، وبدونها لن ينجح، فبلادنا حتى هذه اللحظة ليس بها أحزاب قادرة على إفراز قادة أو زعماء بأى حال يجب أن يكون هناك أكثر من خيار حتى نعطى الانتخابات شكلًا للعالم أن هناك رغبة في سماع الصوت الآخر، وفى رأيى أن المصريين جميعا وطنيون باستثناء العملاء والممولين وأصحاب الأجندات الخاصة 

♦ ألا ترى أن لغة العملاء والممولين التي انطلقت منذ أواخر عهد مبارك ليس عليها دليل حتى الآن؟
أيام مبارك لم نكن نطلق على المعارضين عملاء ولا ممولين.. كنا نقول أصحاب الأجندات الخاصة وأنا صاحب هذا التعبير.

♦ وكيف تقيس الفرق بين أصحاب الأجندة الخاصة والعميل الممول خارجيا ؟
صاحب الأجندة الخاصة «حد مسلطه» أو عايز يغير نظام الحكم أو ينصر حزبا دون الآخر أو يقوم بتشويه سياسي محدد مقابل مصلحة لم يستطع الحصول عليها ويسعى لذلك، ولكن العميل والممول ينبغى على الفور الإتيان بكشف حسابه. 

♦ وما الذي يجبر الدولة على الصمت عليهم ؟
هي لم تصمت عليهم، ربما لديها مبرراتها وربما تريد تجنيدهم مثلا، عموما أنا لدى تصور في هذا الصدد، طالما لم تخرج الدولة علنا وتشير لهؤلاء بأسمائهم وتتخذ إجراءاتك إذن لا يجوز أن تطلق عليهم عملاء ممولين. 

♦ ما الأصح من وجهة نظرك لإغلاق ملف الإخوان إدارته بشكل قانونى أم سياسي ؟
لو أدرته سياسيًا ستعترف بهم وستعيدهم مرة أخرى للحياة السياسية وهذا غير صحيح، ولابد من إدارة الملف قضائيًا وبعدالة ناجزة، والذين لم يرتكبوا مخالفات منهم «سيبهم يعيشوا».

♦ وكيف ترى مستقبل الإخوان بغض النظر عن شخص الرئيس في مصر ؟
لن يجد جديد في مصر تجاه الإخوان مستقبلا، على المستوى السياسي لن تستطيع أن تبصر مستقبل الجماعة إلا عندما يكون في مصر حراك شعبى سياسي حزبى

♦ برأيك.. هل تأثرت عواطف وأخلاق المصريين بالأحوال الاقتصادية وصعوبة الرزق؟
طبعا لم نعد نشاهد شهامة زمان وخاصة أن المصريين يمتلكون «جينات جدعنة» ولازالوا ولكن بعد 25 يناير دخل مصر طبائع غريبة في مقدمتها «الأنانية والأنا مالية» وهما ينعكسان علينا في كل شىء.

وجه كلمة إلى هولاء

الرئيس السيسي:
ياريس انظر للمعارضة بعين أخرى غير التي تنظر بها إلى الإخوان

رئيس الحكومة شريف إسماعيل:
خلى وزراءك ميتكلموش نهائى وعليك تعيين متحدثا متمرسا ينوب عنهم في الحديث للناس.

الصحفيين:
عودوا إلى المهنية

نشطاء فيس بوك:
خليكم في اللى بتفهموا فيه وما تلعبوش في الدين تحت مسمى الخطاب الدينى.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية