رئيس التحرير
عصام كامل

قمة العشرين.. اختلافات في السياسات والمصالح

فيتو
18 حجم الخط

العشرون الكبار يلتقون من السابع حتى الثامن من يوليو في هامبورج. قضايا كبيرة على طاولات النقاش بين الزعماء. مصالح مختلفة وسياسات أكثر اختلافا. والمستشارة ميركل تنوي توجيه رسالة للعالم من خلال القمة.

إثنا عشر عاما مرت على تولي المستشارة ميركل منصبها، عايشت خلالها قمما ً لا تعد ولا تحصى مع زعماء العالم، أبرزها كانت دائما قمم مجموعة الثمانية الكبار أو العشرين الكبار، أول قمة كانت فيه المستشارة مضيفة لقمة الثمانية الكبار جرت عام 2007 في هايلنغندام على بحر البلطيق. والثانية كانت في بافاريا عام 2015 لمجموعة السبعة الكبار – بغياب روسيا- في منطقة الماو في جبال بافاريا. وفي هذا الشهر تستضيف ميركل العشرين الكبار، أي أكبر 20 اقتصاد في العالم، في مدينة هامبورغ، ومن بين الضيوف سيكون رؤساء دول ورؤساء حكومات دول نامية أيضا.

قمة هامبورج هذه المرة ليست سهلة أيضا، إذ يواجه العالم تحديات كبيرة، وقد وصفتها المستشارة "تعقد القمة هذا العام في ظل تحديات صعبة". وأشارت إلى التحديات بقولها "الإرهاب، التحولات المناخية، سياسة الحمائية (التقييد في حركة السوق بين الدول)، كل هذه القضايا ستكون على طاولة المباحثات يوميا". وختمت بالقول "العالم قلق، العالم أصبح غير متحد".

ثلاثة قادة
عدم اتحاد العالم ممثل في هذه القمة بثلاثة قادة، أولا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأخيرا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. الثلاثة سيكونون حاضرين في هامبورج. ومن الواضح للجميع أن الثلاثة قد وضعوا على رأس أولوياتهم مصالحهم الخاصة قبل كل شيء. فأردوغان يريد استغلال حضوره إلى هامبورغ لإلقاء كلمة أمام الجالية التركية في المدينة. والحكومة الألمانية رفضت الفكرة، ويبقى الأمر بيد الرئيس التركي إن كان سيلتزم بالرفض الألماني أم لا.

أما الرئيس الأمريكي ترامب فيريد استغلال القمة للقاء الرئيس الروسي بوتين لأول مرة. وعلى أجندة اللقاء هناك قضايا كثيرة: الأزمة الأوكرانية، الحرب في سوريا، العقوبات الاقتصادية على روسيا، وحتى موضوع التأثير الروسي على انتخاب ترامب رئيسا. وعلى لسان مستشار ترامب لشئون الأمن القومي مكاستر أن ترامب يريد العمل من أجل تطوير الغرب "سياسة بناءة" مع روسيا.

كما أن لترامب تصور آخر حول قضايا أخرى مهمة يجب مناقشتها خلال القمة، ويريد من خلالها التقليل من الزيادة المفرطة في إنتاج الصلب حول العالم. كما أنه لا يريد التزحزح عن موقفه مليمترا واحدا حول تراجعه من اتفاقية باريس لحماية البيئة.، فهو يرى أن واجبه هو توفير العمل للشركات والأفراد الأمريكيين، مؤكدًا على أنه "فخور بذلك".

ميركل تعلم جيدا ما ينتظرها في القمة وقالت "لا ننتظر حوارات سهلة خلال قمة هامبورج"، لكنها لا تريد عزل الرئيس الأمريكي خلال القمة "أريد أن نعمل على توضيح مواقفنا، أننا نقف بجانب اتفاقية باريس، كما نريد أن نعمل على إيجاد حلول للمشكلات معًا"، وأضافت "أنه أمر واضح جدا، سنكون غير مخلصين إن شئنا تبرئته من موقفه. لن أفعل ذلك".


الاقتصاد وأفريقيا
قمة مجموعة العشرين هي قمة لأكبر اقتصاديات العالم وتحدد المسارات الرئيسة في التعاون الاقتصادي بين الدول الكبار. وبكل تأكيد لن تحيد مناقشات القمة عن الاقتصاد. إحدى أهم القضايا الاقتصادية هي حرية التجارة "أنا مقتنعة أن الحمائية ليست حلًا لمشكلات العالم الاقتصادية". تقول ميركل. وتضيف "هذا الأسلوب يضر الجميع، ولهذا نحن بحاجة إلى أسواق مفتوحة وهدفي في القمة أن أرسل إشارة إلى الجميع أننا مع الأسواق المفتوحة الحرة".

ألمانيا وبسبب رئاستها للقمة ترغب في العمل على قضية مهمة، وهي التعاون مع أفريقيا من خلال مبادرة "Compact with Afrika" التي لا تركز على تقديم المساعدات لأفريقيا فقط، بل الدفع على مزيد من الاستثمارات هناك. كما سيتم مناقشة "أجندة 2030" للأمم المتحدة حول البدائل المستدامة. وتقول ميركل "أريد مع شركائنا في القمة أن نأخذ زمام المبادرة للعمل على تحقيق هذه المبادرة. كما أريد أن أحصل على ضمانات من شركائنا في القمة للدفع نحو هذه المبادرة".

طلب 4800 صحفي من 65 بلدًا حق حضور القمة. كل العالم سيراقب ويستمع إلى آخر ما ستخرج به القمة، ميركل قالت "قررتُ أن تكون القمة مكانًا لإرسال إشارة الإصرار والعزيمة، ومن خلالها سيقول رؤساء الدول والحكومات إنهم يفهمون مسؤوليتهم نحو العالم ويتحملونها". معا فقط يمكن أن نفعل شيئا "تحديدًا بسرعة وبشكل فعال، وهو أفضل من عمل الدول بشكل منفرد".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية