رئيس التحرير
عصام كامل

«192 سنة ثانوية عامة».. بدأت بـ «التجهيزي» عام 1825.. تحولت إلى 5 سنوات في 1891.. وظهور تخصصات الأدبي والعلمي 1977 كنظام حديث.. و«شوقى» يدرس تطبيق النظام الجديد «الت

الدكتور طارق شوقى
الدكتور طارق شوقى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى

انطلق، صباح اليوم الأحد، ماراثون امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الجاري، ويؤدي نحو ٥٩٢ ألف طالب وطالبة امتحان مادة اللغة العربية، وحكاية الثانوية العامة في مصر لها تاريخ طويل.


بداية الثانوية العامة
البداية كانت عام 1825، عندما بدأ التعليم الثانوي "التجهيزي"، لإعداد الطلاب لدخول التعليم في المدارس العليا كالطب والمهندسخانة "الهندسة"، والحقوق وغيرها، والتعليم في هذه المراحل كان يتم بشكل منفصل في كل حكمدارية "مديرية"، حتى عام 1887م عندما عقد أول امتحان موحد لعدد من المدارس، ليطلق على هذا الامتحان بعد ذلك "الشهادة العمومية" لعمومية الامتحانات بها، وكان التعليم بها 4 سنوات.

وفي عام 1891، زادت مدة الدراسة لـ 5 سنوات، لتتقلص بعدها في 1897 لـ3 سنوات، بسبب حاجة الحكومة للمتعلمين لشغل الوظائف العامة، إلا أنها عادت في 1905 لـ4 سنوات مرة أخرى، وكانت الدراسة مقسمة لمرحلتين، الأولى عامان وتسمى "الكفاءة"، وهي شهادة مستقلة، يأتي بعدها التخصص في أحد القسمين "العلمي والأدبي"، لمدة عامين أيضًا يحصل بعدها الطالب على شهادة "البكالوريا".

نظام الـ 5 سنوات
تغير الأمر في 1907م، بإلغاء شهادة الكفاءة، وسميت "القسم الأول من الشهادة الثانوية"، وظلت هكذا حتى 1928م، ولكن زادت عامًا خامسًا، وكانت مرحلتين، الأولى عامة لجميع التلاميذ الذين اجتازوا الشهادة الابتدائية ومدة الدراسة في هذا القسم ثلاث سنوات، أما الثانية فكانت الثانوية تتفرع فيها إلى قسمين "العلمي والأدبي"، وكانت مدة الدراسة بها سنتين، وظل هذا النظام ساريًا حتى عام 1935، حين تم تعديل نظام الثانوية العامة لتصبح 5 سنوات دراسية للبنين و6 سنوات للبنات، حيث أضيفت مواد تخص الفتيات.

وكان هذا النظام يقسم الثانوية العامة إلى قسمين "عام وتوجيهي"، ومدة الدراسة خلال العام 4 سنوات للبنين، و5 للفتيات والتوجيهي مدة الدراسة فيه عام واحد للجنسين، وهو عام التخصص يختار الطالب فيه إحدى الشعب الثلاث إما الآداب أو العلوم أو الرياضيات وكانت الشهادة في ذلك الوقت تسمى بـ"التوجيهية".

علمي وأدبي
تغير النظام في عام1977م وتحددت مدة الدراسة بثلاث سنوات، وكانت الثانوية في تلك الفترة تنقسم أيضًا إلى قسمين، القسم العام ومدته عام واحد هو الصف الأول الثانوي، والقسم الثاني هو قسم الشهادة، وكان يضم عامين دراسيين، كان يختار فيهما الطالب التخصص في أحد القسمين العلمي أو الأدبي، وكان الطالب يؤدي امتحانًا عامًا بنهاية العامين، للحصول على الشهادة في تلك المرحلة أيضًا، وبدأ بعد ذلك نظام التشعب للتأهيل لدخول الكليات، فتشعبت شعبة العلوم إلى شعبتي العلوم، تؤهل لكليات الطب والصيدلة والعلوم، والرياضيات لكليات الهندسة والعلوم الرياضية.

وفي عام 1981 أدخلت وزارة التربية والتعليم نظامًا جديدًا على الثانوية العامة، وتم تصنيف القسم الأدبي إلى شعبتين أيضًا، وكان التخصص يبدأ منذ الصف الأول الثانوي، ولم يستمر هذا النظام طويلًا، فأُلغي في 1988م، ولكن عادت الثانوية إلى نظام السنة الواحدة، فكان الصف الأول والثاني الثانوي دراسة عامة، والتخصص يقع في الصف الثالث فقط الذي كان بمثابة سنة الشهادة.

المواد الاختيارية
في عام 1991، عدل نظام الدراسة في الثانوية العامة، وتم إدخال المواد الاختيارية لدراسة ميول وقدرات الطلاب، وكذلك كان هذا أول عام يتم فيه دراسة المستوى الرفيع للطلاب، بما يساعد على زيادة مجموع الطلاب، وفي 1994 دخلت الثانوية العامة نظام المرحلتين، حيث تحولت الدراسة الثانوية إلى النظام الممتد بين العامين الثاني والثالث الثانوي، وكانت الدراسة تتم بموجب مواد إجبارية ومواد اختيارية يختارها الطالب عند التخصص في الصف الثانى الثانوي.

الامتحان 5 مرات
ووفقًا لهذا النظام، كانت درجة الطالب تحسب بمتوسط ما حصل عليه من درجات في العامين الثاني والثالث للثانوية العامة، ودخل في نفس العام نظام تحسين المجموع، ووفقًا لهذا النظام كان يحق للطالب دخول الامتحان لخمس مرات بغرض تحسين مجموعه، وبناء عليه حصل لأول مرة في العالم طلاب الثانوية العامة على مجاميع 110% وما يزيد، وأُلغي هذا النظام بعد عامين من تطبيقه، وتحديدًا في عام 1996م، ومع هذا ظلت الثانوية العامة تدرس بنظام العامين وبنظام الشعبتين، وظل الأمر كذلك حتى ثورة يناير، حيث أقرّ البرلمان في نهاية العام الدراسي 2011- 2012 تعديلًا في نظام الدراسة لتقتصر الشهادة على عام واحد بدلًا من عامين.

نظام "السميستر"
وكان وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور محب الرافعي، أعلن بعد توليه الحقيبة الوزارية، أن الوزارة تدرس تطبيق نظام "السيمستر" في الثانوية العامة، أي نظام الفصلين الدراسيين منفصلين عن بعضهما، وذلك لراحة الطالب، وليكون لديه فرصة للتنزه والخروج مع أهله بين الفصلين الدراسيين.

النظام التراكمى
ومع تولى الدكتور طارق شوقى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى أعلن أنه يعد مشروعا جديدا للثانوية العامة يعتمد على النظام التراكمى ليكون بديلا عن نظام العام الواحد، وأكد الوزير على أن النظام الجديد سيلغي أسطورة الدروس الخصوصية ويعمل على تنمية القدرات الإبداعية لدى الطلاب، على أن يكون من حق الطالب اختيار الكلية التي يرغب الالتحاق بها بناءً على اختبارات القبول ورغبة الطالب، لافتا إلى النظام الجديد سيحتاج إلى عامين للبدء في تطبيقه وأنه يجرى حاليا وضع الخطوط الرئيسية له بعقد جلسات حوار واستماع مع بعض الخبراء والمهتمين بقضية التعليم.
الجريدة الرسمية