رئيس التحرير
عصام كامل

«عم ياسر».. عامل نظافة بجامعة حلوان أحب لقاء الله فرزقه العمرة «تقرير مصور»

فيتو




"رقت عيناي شوقًا.. ولطيبة ذرفت عشقا.. فأتيت إلى حبيبي فاهدأ يا قلب ورفقًا".. كلمات عبرت عن ما بداخل عامل نظافة بجامعة حلوان.. أمي لا يعرف القراءة أو الكتابة، ولكن عشقه وحبه لرسول الله جعلته منشدًا دينيًا ليمدح ويعبر عن ما في قلبه واشتياقه للقاء الحبيب المصطفى، فاستجاب الله لدعواته وقرر طلاب الجامعة إلغاء حفل الفوتو داي الخاص بهم من أجل تسديد تكاليف عمرة «عم ياسر».

   

ياسر محمد ضيف، من كفر البتانون، مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، مواليد 15 ديسمبر 1971، وهو الابن الأكبر لوالديه مما جعله يحرص منذ الصغر على تحمل المسئولية لمساعدة والده، وكان لزواج أبيه من زوجة أخرى الشرارة التي جعلته يعتمد على نفسه بعدما جاءت زوجة الأب.

واعتمد ضيف على نفسه ليبدأ حياته ويتزوج حتى أكرمه الله بثلاثة أولاد، ومن هنا بدأ محمد ضيف رحلة جديدة في مشوار حياته وقرر الانتقال إلى القاهرة، فلم يجد سوى غرفة صغيرة تؤويه بعيدًا عن أهله مع 5 أفراد.

20 عامًا هي المدة التي خدم بها عم ياسر جامعة حلوان، فكانت بدايته بالعمل بالمدينة الجامعية ثم انتقل إلى كلية التجارة داخل الحرم الجامعى الرئيسي لجامعة حلوان ثم انتقل إلى حرم الكلية بالزمالك.

   

ويروي عم ياسر لحظة إخبار الطلاب له بزيارته للرسول - صلى الله عليه وسلم- فيقول: " لما جاني الخبر حسيت بأن جسمى يرتعش، فرحة هستيرية امتلكتني، مكنتش مصدق إلى بيقولوه لغاية ما لقيت جميع الطلاب بتباركلى والكل فرحان.. مكنتش أعرف حاجة ولا حد قالى حاجة، أنا قمت الصبح عادي أنضف حوش الكلية وأعلق الزينة وأعمل اللى الطلبة بيطلبوه منى عشان حفلة الفوتو داي بتاعتهم، فلما سمعت الخبر كانت الكلمات تخرج من قلبى دون ترتيب والقلب ينطق دون تفكير، وحسيت بفرحة كبيرة أنهم يلغوا حفل التخرج بتاعهم عشان يطلعونى عمرة".





عيناه تدمع ليلًا نهارًا لرؤية الحبيب، فهى أمنية حياته أن يزوره قائلًا: "كانت عينى بدمع وأنا صاحى، كنت بفضل أعيط وأطلبها من ربنا بزيارة الرسول وهو حققهالى، محدش في الكلية قالى أي حاجة خالص بالمفاجاة دى، بس هما حاسين أنا بشتغل هنا قد إيه وبتعب قد إيه".

   

لسانه لا يكف عن تكرار كلمات الحمد والشكر لاستجابة ربه لدعوته فيتابع عم ياسر حديثة قائلًا: "أول حاجة بشكر وبحمد ربنا على رضاه عليا أنا كنت بشوف الفرحة في قلوب ناس كتيرة قوى وكنت بتمنى ربنا يفرحنى زيهم الحمدلله، ربنا دايمًا بيعطف عليا وبيحنن القلوب القاسية، وبيبعتلى رزقى".


الأمانة والصدق هي إحدى صفاته التي اشتهر بها داخل حرم الكلية، فهو مشهور بأمانته وطيبة قلبة، فعلى الرغم من بساطة حاله، وفقره إلا أنه عزيز النفس لا يأخذ ما ليس له فيروي أحد المواقف قائلًا: "مرة كنت بنظف المدرج ولقيت تليفون آبل ضايع من طالبة، شلتوا معايا لغاية لما عرفت بتاع مين ورجعته ليها وكانت فرحانة جدًا، والحمد لله الطلبة ثقتهم فيا كبيرة".


يتكئ على عصاه بعد انتهاء يومه ليستريح قليلًا من مشاق وتعب العمل، أملًا في توفير قوت يومه وتوفير حياة كريمة لأبنائه الثلاثة، متمنيًا أن تكون تلك العصاه هي العصا السحرية التي ستحقق أمنية أبنه دون واسطة فيقول: "ابنى كان نفسه يدخل التمريض، بس للأسف أنا مليش واسطة بس وسطتى هي ربنا، أنا نفسى أشوفه حاجة كويسة عشان يعوضنى عن تعبى وشقايا إللى شفته، كان بيقولى يا أبويا شوفلي واسطة كنت بقوله واسطتنا ربنا يابنى".





  
الجريدة الرسمية