رئيس التحرير
عصام كامل

قمة التعاون العربي.. السيسي يستقبل الملك عبد الله.. يبحثان تعزيز الشراكة الإستراتيجية.. التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.. والاتفاق على مكافحة الإرهاب

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بمطار القاهرة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، واصطحب الرئيس ملك الأردن إلى قصر الاتحادية، حيث تم إجراء مراسم الاستقبال الرسمي، وعزف السلامين الوطنيين، واستعراض حرس الشرف.


جلسة مباحثات ثنائية
وتم عقد جلسة مباحثات ثنائية، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور رئيسي وزراء البلدين، وأعضاء الوفدين، حيث أكد الرئيس ترحيبه بالملك في بلده الثاني مصر، مشيرًا إلى الاهتمام الذي توليه مصر للتنسيق المستمر مع الأردن بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولدفع العلاقات الإستراتيجية المتميزة بين البلدين.

وأعرب الرئيس عن تقديره لمواقف المملكة الأردنية الثابتة، والدور الهام الذي تضطلع به خلال رئاستها للقمة العربية؛ لتحقيق مصالح الدول العربية.

من جانبه، أكد الملك عبدالله الثاني سعادته بزيارة القاهرة، مشيرًا إلى حرصه على الحفاظ على مستوى التنسيق والتشاور المتميزين بين الجانبين في ظل أهمية ومحورية الدور المصري على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك لمواجهة التحديات المشتركة التي تمر بها الأمة العربية في الوقت الحالي.

وتناولت المباحثات استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد الزعيمان ارتياحهما لمستوى التنسيق القائم بين الجانبين، بما يساهم في تطوير التعاون المشترك بينهما وتعزيز العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والأردني. كما تم عرض المشروعات التنموية الجديدة التي تقوم مصر بتنفيذها، وعلى رأسها مشروع العاصمة الإدارية، حيث تم بحث إمكانية التعاون في تنفيذ مشروعات مشتركة في مجالات البنية التحتية.

القضايا الإقليمية
كما تم خلال المباحثات استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية، حيث أكد الجانبان ضرورة العمل على دفع الجهود الدولية الرامية إلى التصدي للإرهاب، وذلك في إطار إستراتيجية شاملة، تسعى للقضاء على هذه الآفة التي باتت تهدد المجتمع الدولي بأسره.

القضية الفلسطينية
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد الزعيمان على ضرورة استثمار الزخم الذي تولد مع قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة؛ للعمل على استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وصولا إلى حل الدولتين، واستنادًا إلى مبادرة السلام العربية، بهدف التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي سيساهم في إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط.

كما تم استعراض آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، فضلًا عن التطورات المتعلقة بالأزمة السورية، حيث رحب الجانبان بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في أستانة، بشأن إقامة أربع مناطق منخفضة التوتر في سوريا، وأكدا دعمهما لكافة الجهود الرامية إلى وقف العنف، وتحسين الأوضاع الإنسانية؛ لإنهاء المُعاناة التي يتعرض لها الشعب السوري، واتفق الجانبان على أهمية العمل على دفع المفاوضات السياسية في جنيف، وأكدا محورية الحل السياسي للأزمة السورية، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ومقدرات شعبها.

الوداع
واصطحب الرئيس الملك إلى مطار القاهرة؛ لتوديعه قبيل عودته إلى عمان.

العلاقات التاريخية
كما تكتسب العلاقات التاريخية "المصرية- الأردنية" أهمية خاصة؛ نظرا للدور الإقليمي المهم الذي تلعبه الدولتان في مواجهة التحديات والأخطار التي تهدد المنطقة، حيث تعد العلاقات "المصرية-الأردنية" نموذجا يحتذى به لعلاقات قوية ووثيقة منذ القدم، حيث ترتبط الدولتان بأواصر تاريخية ثقافية وعلاقات متميزة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي ساعدت على انتقال الأفراد والمبادلات الاقتصادية والحضارية بين البلدين ما يؤكد المصير الواحد والمشترك لهما.‏

وتتسم العلاقات المصرية الأردنية السياسية بأنها نموذج يحتذى به في العلاقات العربية، سواء من حيث قوتها ومتانتها من خلال التشاور المستمر بين مصر والأردن والزيارات المتبادلة بين القيادتين المصرية والأردنية.

كما تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين زخما كبيرا عقب انعقاد اجتماعات الدورة السادسة والعشرين للجنة العليا المشتركة، وهي اللجنة التي تعد الأقدم بين اللجان العربية، والأكثر انتظاما في مواعيد عقد دوراتها المتعاقبة بين القاهرة وعمان.

إزالة العقبات
وتعمل اللجنة على إزالة العقبات والمعوقات التي تعترض زيادة حجم التبادل التجاري، وانسياب الحركة التجارية بين البلدين؛ للوصول بها إلى آفاق أرحب ترتقي لحجم العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتتناسب مع الإمكانات الإنتاجية والتصديرية في البلدين، خاصة أن هناك مجالات كثيرة للتعاون المشترك في قطاعات صناعة الدواء وتسويقه البرامج السياحية المشتركة، وزيادة حجم الصادرات الزراعية المصرية للأردن، إضافة لمجالات الضرائب والبناء والتشييد والقوى العاملة والتدريب المهني والفني، والنقل البري والجوي والمجالات العلمية والثقافية.

كما تشهد اللقاءات المتبادلة بين الرئيس السيسي وملك الأردن تأكيد حرصهما المتبادل على تعزيز أواصر الأخوة والتنسيق والتشاور، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين والقضايا العربية والتركيز على البحث في سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
الجريدة الرسمية