رئيس التحرير
عصام كامل

مدير مكتب دعم الابتكار: وظيفتنا توصيل الباحث بالجهات الصناعية وتسويق الأبحاث العلمية

فيتو

  • >> تصنيع مطاحن القمح أبرز إنجازاتنا
  • >> 6 منتجات بحثية في الطريق وتقدم في استخدامات النانو تكنولجي

مكاتب التسويق ونقل التكنولوجيا ودعم الابتكار أو كما تعرف في الأوساط العلمية بـ«التايكو» تعتبر من أهم مبادرات أكاديمية البحث العلمي برئاسة الدكتور محمود صقر، وتعد همزة الوصل بين الباحثين والقطاع الصناعي والمستثمرين...

هكذا يوضح ناجي عبدالخالق مدير مركز التايكو بمعهد بحوث وتطوير الفلزات، والذي يشرح في حواره لـ«فيتو» ماهية عمل تلك المكاتب ودورها في مجال الصناعة وإلى نص الحوار..

*في البداية.. كيف تساعد مكاتب التايكو الباحثين؟
مكاتب التايكو هي همزة وصل بين قطاع الصناعة والباحثين، فالباحث ينصب تركيزه على الأمور العلمية فقط كما أن معظم الباحثين لا يمتلكون الخبرة والمهارة الكافية في التواصل مع ممثلي القطاع الصناعي فيأتي دور مكتب التايكو في تسويق المنتجات البحثية، كما تعمل على إرشاد الباحثين من خلال الاطلاع على الأبحاث، حيث تحدد ما يمكن نشره في المجلات العلمية وما يجب أن يسجل بمكتب براءات الاختراع والحصول على الملكية الفكرية أولا قبل نشره لضمان حقوق الباحث.

*ما أقسام مكتب التايكو؟
مكاتب التسويق ونقل التكنولوجيا ودعم الابتكار «التايكو» يندرج تحتها ثلاثة مكاتب، منهم مكتب خاص بالباحثين وتسجيل أبحاثهم كبراءة اختراع، والمكتب الثاني خاص بالمنح والتعاون الدولي حيث يوجد لديه قواعد بيانات بجميع الجهات المحلية والإقليمية والعالمية التي تعطي منحا وتمول المشروعات البحثية، ويتم متابعتها بشكل دوري ويتم معرفة مواعيد فتح باب التقديم ويتم نشر مستجدات أخبارها في الموقع الخاص بالتايكو، وإبراز طرق الحصول على التمويل اللازم لعمل الأبحاث، أما المكتب الثالث فيمثل المهمة الأساسية وهي تسويق الأبحاث بعد قيام الباحث بعمل بحثه في صورة منتج أو ابتكار طريقة جديدة أكثر تطورا لمنتج موجود بالفعل أو يساعد في الحد من تكلفته، نبحث له عن المستفيدين والمستثمرين المهتمين بهذا المخرج البحثي ويتم عمل مقابلات بشكل مباشر مع ممثلي الشركات وتقديم نموذج أولى للمنتج.


*هل يقتصر وجود مكاتب التايكو على المراكز البحثية فقط ؟
مكتب التايكو أحد المكاتب التي قامت أكاديمية البحث العلمي بإنشائها ويصل عددها إلى نحو 36 مكتبا على مستوى الجمهورية تكون موجودة بالجامعات والمراكز البحثية وبعض الوزارات مثل وزارة الصناعة.


*ما الخدمات التي يقدمها المركز للقطاع الصناعي بخلاف المنتجات البحثية؟
إدارة الخدمات الفنية تخدم قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي تحتاج لتحليل عينات وخامات ولا يتم دفع سوي رسوم التحليل، وهو مبلغ رمزي كما توجد إمكانية تقديم شهادة أيزو خصوصا عندما يستورد بعض الخامات وتحتاج الجمارك لإبراز شهادة الأيزو الخاصة بها من مكان موثوق فيه، وتلك الخدمة توفر له شراء جهاز تحليل مثل "جهاز XRD" أو "XRF" حيث تبلغ تكلفة كلا منهما نحو 8 ملايين جنيه.

*كيف يتم تقييم الأبحاث وتهيئتها للسوق؟
يوجد بمكتب التايكو لجنة للتقييم وتقديم الملاحظات التي يجب التركيز عليها لتلافي رفض المستثمر لتبني المنتج، والاهتمام بالناحية البيئية وتكلفتها لتوفير كل ما يحتاجه المستثمر ونقوم بعمل دراسة جدوي بأدق التفاصيل الاقتصادية والفنية.


*هل توجد خدمات أخرى يقدمها المركز مثل عمل دورات تدريبية؟
توجد خدمات أخرى مثل تدريب أشخاص يقومون بتدشين مشروع بعيدا عن مجال عملهم مثل اللحام أو الحجر الجيري ويريد المستثمر معرفة تفاصيل أكثر عن المجال الذي سيضع رأس ماله به فيوفر المركز دورات عامة تقليدية ودورات متخصصة يمكن التسجيل بها، كما يتم عمل دورات للمهندسين الأفارقة المتخصصين في التعدين والجيولوجيا، وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية ويتم إرسال فردين من كل دولة ليعرفوا مدي أهمية الثروات المعدنية الموجودة لديهم وكيفية استغلالها ونقدم لهم يوما ترفيهيا لزيارة المعالم السياحية وزيارة الشركات المتخصصة، حيث اكتشف أحد المتدربين الأفارقة أن الصين تشتري أدق الخامات بنحو 25 دولارا وتبيعها بــ 350 دولارا، وطلبوا تدريبهم على استخراج السيليكون من حجر الكوارس وتم التعاقد معهم لإرسال خبراء لهم.

*ماذا عن الدعم الذي يقدم للطلاب؟
توجد مرحلة للمتخرجين حيث تتبني أكاديمية البحث العلمي الأوائل، وتعطيهم منحا بمرتب ويأتي لعمل الماجستير بعد اجتياز مرحلة التأهيل ويتم توجيههم.

*كيف تجد تفاعل القطاع الصناعي والمستثمرين مع المنتجات البحثية التي يتم تقديمها؟
التفاعل زاد في الفترة الأخيرة خصوصا بعد ارتفاع سعر الدولار فكان المستثمر مكتفيا بالاستيراد ومقتنعا به وبسعره وجودته، لكن المستثمرين يبحثون الاَن عن المنتجات المحلية للحد من تكلفة الاستيراد التي باتت مرتفعة.

*ما أبرز المشاريع الخاصة بقطع غيار الماكينات؟ وكيف تخدم الشركات؟
في المسبك التجريبي يتم إنتاج قطع غيار الماكينات والمعدات، وهي مختلفة عن المنتجات الموجودة بالسوق، ومن خلال الهندسة العكسية نقوم بأخذ القطعة التالفة ويتم تصنيع مثيلتها وتقديم نموذج أولى لتجربتها والتأكد من مدي كفاءتها مقارنة بالتي تلفت، ويتم التعرف على الإجهادات التي تتعرض لها والعمر الافتراضي لها حيث يتم العمل على تطويرها وإطالة عمرها الافتراضي والعمل على خفض سعرها، كما يوجد أكثر من 350 شركة تعتمد على المركز بشكل كلي في قطع الغيار مثل السد العالي في أسوان ومحطات الكهرباء وقناة السويس والسكك الحديد وشركات الصناعات الكيماوية والهندسية والمعدنية والإنتاج الحربي حيث يحتاجون لقطع غيار ذات مواصفات خاصة تحتاج لمتخصصين.

*ماذا عن مطاحن القمح ؟
مصر تستورد المطاحن التي تطحن القمح ويوجد قطع تستهلك بسرعة، فالصيني تتلف بعد 3 شهور والتركي نحو 5 حسب مكان وجودة المنتج، وقمنا بتصنيع تلك القطع وتم تجربتها في المطاحن وعملت وقت أطول من القطع المستوردة لكن لم يتم تطبيقها الأمر الذي يمثل إعاقة لتطبيق البحث العلمي.

*ما أبرز استخدامات النانو تكنولوجي بالمركز؟
تدخل في معالجة المياه والبطاريات، ويوجد ما يسمي بـ "نانو أكسيد الحديد المغناطيسي"، حيث يعمل المغناطيس الموجود بها من خلال آلية معينة بالقضاء على الخلية السرطانية، وهذا المشروع البحثي يتم بالتعاون مع أطباء بالمركز القومي للبحوث حيث يتم تحضير الخامات لهم، ووصل المشروع البحثي لمرحلة التجربة على الحيوانات حتى الآن.

*ما أبرز المشروعات البحثية التي يقوم عليها مركز بحوث الفلزات في الفترة الحالية؟
يوجد مشروع التحالف القومي وله 6 مسارات لإنتاج 6 منتجات بحثية في وقت واحد، وتم دراستها وتجربتها في الصناعة وتم عمل دراسة جدوى لها وهي جاهزه لقيام الشركات بإنتاجها، وأحد تلك المسارات تتمثل في مشروع إنتاج سماد رخيص من مخلفات الفوسفات لشركات التعدين حيث يوجد 20 شركة تقوم بالتخلص من 50% من الخام فنسترجعه وليصبح سمادا منافسا ويساهم في استصلاح الأراضي الزراعية.


والمسار الثاني يتمثل في مشروع قطع غيار للشركات والمصانع، أما الثالث يتمثل في إنتاج الصلب من مخلفات مصانع الصلب حيث يوجد 27 مصنعا صلبا كل منها تخرج مخلفات وبدل رميها أو دفنها نأخذها وننتج من خلالها الحديد.


ويتمثل المسار الرابع في إنتاج صلب العدة من خامات محلية نقوم بإنتاج منتجات، مثل البنسه والمفتاح الإنجليزي، تضاهي المنتج الألماني، أما المسار الخامس مشروع عمل أجهزة تعويضية مثل المسامير أو الشرائح التي توضع في عمليات العظام فهي صغيرة الوزن لكن قيمتها عاليه كما يتم استيرادها من الخارج بآلاف الدولارات ويوجد شركة قطاع خاص تتعاون لإنتاجها.
الجريدة الرسمية