رئيس جامعة الأزهر: نرحب بأي مسيحي يرغب بالدراسة في جامعتنا بشرط حفظ القرآن
- انتهينا من تنقيح المناهج.. وحذفنا الأفكار المناهضة لأهل السنة والجماعة
- نطالب الدولة بنظرة عادلة لقيمة أهم مؤسسة وسطية
- لم تكن هناك خلافات بين المشيخة ووزارة الأوقاف
- تباين وجهات النظر حول الخطبة المكتوبة أمر طبيعي
- رسالتي لـ"أبوحامد":" الأزهر عرف الطب والهندسة قبل أي جامعة مصرية.. وأدعوه لقراءة التاريخ"
- هناك حملة ممنهجة للإساءة لمشايخ وأساتذة الجامعة
- من يهاجموننا لن يوقفوا مسيرتنا التنويرية
حوار: محمد أبو العيون - مصطفى عمر
تصوير: أحمد سليمان
أكد الدكتور أحمد حسني، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن اللجان المتخصصة في تنقية مناهج الجامعة والتي شكلها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب منذ عامين؛ انتهت من تنقيح جميع الشوائب التي كانت موجودة في بعض المناهج، وأن العملية التعليمية بالكليات الشرعية والعربية أصبحت منضبطة عقب استئصال الأفكار التي لا تمت لأهل السنة والجماعة بصلة.
وأبدى "حسني"؛ في حوار لـ "فيتو" عدم ممانعته من التحاق الطلاب المسيحيين بالدراسة داخل الكليات العلمية بالجامعة؛ قائلًا: "إذا حفظ المسيحي القرآن، ودخل سنة أولى معهد أزهري؛ مرحبًا به وليس لدى مانع أن يدرس بالجامعة"؛ مؤكدًا أن جامعة الأزهر مستقلة ولا تتبع المجلس الأعلى للجامعات.. والى نص الحوار
>> عقب مرور أيام قليلة من استلامك مهام عملك هل هناك إستراتيجية جديدة لتطوير العمل بالجامعة؟
الإستراتيجية أو الخطة وضعت قبل ما يزيد على العام وشهرين، وذلك منذ أن تولى الدكتور إبراهيم الهدهد مهام رئيس الجامعة، ونحن نستكمل الآن ما تم وضعه في السابق.
>> هذا يعني أنكم تعملون بالنظام المؤسسي؟
هذا صحيح؛ فالعمل بجامعة الأزهر يقوم على النظام المؤسسي الذي يكمل الحالي فيه ما بدأه سابقه، وليس معنى أن الدكتور إبراهيم الهدهد، انتهت الفترة القانونية لتوليه مهام القيام بأعمال رئيس الجامعة أن نهدم ما قام به من إنجازات ونبدأ من جديد؛ بالعكس نحن نسير على نفس الخطة أو المنهج الإستراتيجي الذي وضعه ونصبوا إلى تحقيقه على أكمل وجه.
>> ما السبب في عدم تعيين رئيس مباشر لجامعة الأزهر خلال السنوات الأخيرة والاكتفاء بتكليف أقدم النواب سنًا للقيام بمهام أعمال رئيس الجامعة؟
هذه مسائل سيادية والسكوت عنها أفضل من الحديث؛ ولكني أؤكد أنها مجرد مسميات والقائم بالأعمال يتمتع بنفس صلاحيات رئيس الجامعة، وسوًاء أطلقنا على من وضع الإمام الأكبر الثقة فيه للقيام بهذا العمل رئيس جامعة أو قائمًا بالأعمال فهذا لن يؤثر مطلقًا على قيامنا بأعباء النهوض بالجامعة، ودعني أضرب لك مثالًا فالدكتور إبراهيم الهدهد كان قائمًا بأعمال رئيس الجامعة، وحقق إنجازات لم يحققها أي رئيس سابق على مدار السنوات الماضية، ونحن نسير على نهج واحد، وهو أن هذه جامعتنا والنهوض بها هو واجبنا، ولذلك من يكلف لابد أن يلبي النداء.
>> أين وصلت خطط تنقية المناهج بالجامعة؟
الإمام الأكبر؛ شكل منذ ما يزيد على العامين لجانا متخصصة في هذا المجال، وذلك بعد اجتماعه بعمداء الكليات الشرعية والعربية على وجه العموم، وعمداء كليات أصول الدين والدعوة والدراسات الإسلامية والعربية على الوجه الأخص، وبالفعل انتهت هذه اللجان من عملها، وتم تنقيح الشوائب التي كانت موجودة في بعض المناهج، وأصبحت الآن العملية التعليمية في جميع الكليات الشرعية والعربية منضبطة والمواد التي تُدرس خالية من أي شوائب.
>> ما طبيعة عملية التنقيح التي تمت في المواد المشار إليها؟
قمنا باستئصال أي فكر لا يمت لمذهب أهل السنة والجماعة أو المذاهب الفقهية المعتمدة بصلة؛ بحيث أصبحت جميع المناهج التي تُدرس بجامعة الأزهر تتماشى مع المنهج الوسطي الذي يحكم العملية التعليمية في شتى مراحل التعليم الأزهري.
>> هل لديكم خطة لتطوير عمل القوافل الطبية التي بدأت الجامعة في تسييرها خلال الأشهر الأخيرة؟
جامعة الأزهر ليست جامعة دعوية فقط، ومن هذا المنطلق وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بتسيير عدد من القوافل الطبية المدعمة بالمساعدات الإنسانية إلى القرى والمناطق المحرومة بشتى محافظات مصر، وزرنا خلال الأشهر الماضية 15 محافظة، ولدينا برنامج معد من قبل متخصصين، نهدف من خلاله إلى زيارة كافة القرى الفقيرة في مصر؛ لأن هذا واجب إنساني نقدمه لأبناء مجتمعنا.
>> ما حجم الرعاية التي توليها جامعة الأزهر للبحث العلمي؟
جامعة الأزهر لديها صناديق خاصة لرعاية الأبحاث العلمية، التي تجرى في 40 مركزا بحثيا تابعا لها، ومن هذه المراكز ما يعمل على أعلى كفاءة، وفي هذا السياق أود أن أؤكد أن جامعة الأزهر تولي عملية البحث العلمي والباحثين كافة الرعاية، والدليل على ذلك أن المركز السكاني برئاسة الدكتور جمال أبو السرور، حصد عام 2013 جائزة عالمية تسلمها الدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة الأسبق، من الأمين العام للأمم المتحدة، وهى الجائزة التي تشير بما لا يدع مجالًا للشك إلى أن العملية البحثية بجامعة الأزهر في نهوض مستمر.
>> معنى هذا أن العملية البحثية بالجامعة تسير بلا عوائق؟
بالتأكيد لأ؛ فلدينا العديد من العوائق أهمها أن وزارة المالية تعتمد لنا مبلغًا كليًا للعملية التعليمية في الجامعة، لا يتناسب مطلقًا مع متطلبات 80 كلية، هي إجمالي كليات جامعة الأزهر.
>> كم يبلغ الاعتماد المالي من وزارة المالية للجامعة؟
2 مليار و600 ألف جنيه؛ نخصص منها مبلغا لا يتعدى 2 مليون جنيه كميزانية للبحث العلمي في الجامعة، ولا شك أن هذا المبلغ الضئيل لا يؤدي إلى النهوض بالعملية البحثية، ولا يتماشى مطلقًا مع خطط تطويرها، ولذلك أطالب بأن يكون للبحث العلمي في جامعة الأزهر ميزانية مستقلة، ولا يصح أن يقول لي مسئولو وزارة المالية: "خد الاعتماد المالي المخصص لجامعتك واتصرف أنت".
أنا عندي 80 كلية يعني ما يعادل 5 جامعات في بعض، والمبلغ المالي المعتمد لي من قبل وزارة المالية لا يتناسب مع قيمة وحجم جامعة الأزهر؛ بل إنه لا يصل إلى ما يتم اعتماده لجامعة القاهرة، والتي يتبعها 20 كلية، وتعتمد لها وزارة المالية 3 مليارات جنيه، ولذلك أنا أطالب الدولة أن تنظر لنا نظرة عادلة تتماشي مع طبيعة جامعة الأزهر، أو على الأقل تضاعف المبلغ المعتمد لنا أو تساوينا بجامعة القاهرة، وإلى أن يستجيب المسئولون لمطالبنا أؤكد أن جامعتنا لن تتوقف عن إنجازاتها ولن يعيقها في السير على طريق النهضة أي عوائق.
>> هل تقبل جامعة الأزهر أن يجري باحثون غير أزهريين مراحل تجاربهم داخلها؟
قريبًا سيتم تفعيل العمل بمركز الهندسة الوراثية، وهو ما سيتيح لجميع الباحثين -سواء من داخل جامعة الأزهر أو خارجها- إجراء جميع مراحل تجاربهم البحثية بداخله.
>> ما عدد فروع جامعة الأزهر داخل مصر؟
جامعة الأزهر وحدة متكاملة وغير مقسمة لفروع، وبها نائب رئيس جامعة للوجه البحري تحت سلطته 29 كلية، ونائب رئيس جامعة للوجه القبلي تحت سلطته 21 كلية، وباقي الكليات في قطاع القاهرة.
>> ما السبب في عدم إنشاء ناد للعاملين بالجامعة حتى الآن؟
الاعتماد المالى للجامعة ضعيف جدًا إذا ما قارناه بباقي الجامعات المصرية، وهذا يجعلنا مكتوفي الأيدي أمام تلبية بعض المطالب المشروعة لأعضاء هيئة التدريس والعاملين بجامعة الأزهر، وفى سبيلنا في التغلب على هذا الأمر هو تنظيم العديد من الأنشطة للعاملين، وكان آخرها دورة في كرة القدم الخماسية، كنت أنا والدكتور إبراهيم الهدهد حاضرين في افتتاحها.
>> البعض يقول إن الأرض المخصصة لإقامة هذا النادي تقع في مواجهة مبنى الأمن الوطني بمدينة نصر، وهذا هو السبب في تعطيل المشروع؟
كل جهات الدولة تعمل على رعاية مصالح المواطنين، وعندما يكون لإحدى هذه الجهات رؤية مستقبلية ترى أن الشروع في عمل ما ربما يسبب مخاطر لها، لابد أن نحترم هذه النظرة؛ لأن قيادات والعاملين بجامعة الأزهر نسيج من المجتمع المصري وتربطهم مصالح متشابكة مع باقي أفراد المجتمع.
>> الفترة الأخيرة شهدت نشوب بعض الخلافات بين مشيخة الأزهر من جانب ووزارة الأوقاف من جانب آخر.. أين تقفون من هذه الأمور؟
ليس هناك خلافات بين قيادات مشيخة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وكل ما في الأمر أنه كان هناك تباين في وجهات النظر بسبب مسألة الخطبة المكتوبة وانتهت، ومنذ أيام كان الدكتور محمد مختار جمعة يجلس بجانبي كتفًا إلى كتف خلال حضوره لاجتماع المجلس الأعلى للأزهر برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وفي هذا السياق أريد التأكيد على أن القيادات والعاملين بمشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف والجامعة جميعهم أزهريون ولا يوجد بينهم أي خلاف، وكل ما يقال في هذا الجانب "مجرد إشاعات".
>> كيف ترى مشروع القانون الذي أعده النائب محمد أبو حامد المطالب بنقل تبعية الكليات العلمية بجامعة الأزهر للمجلس الأعلى للجامعات المصرية؟
هو وشأنه؛ ولكني أقول له إن الكليات العلمية بجامعة الأزهر بها أساتذة مرموقون لا يوجد مثلهم في باقي جامعات مصر، ومنهم من حصل على جوائز عالمية لم يحصل عليها أي أستاذ في أي جامعة أخرى، وأقول له: اقرأ التاريخ فجامعة الأزهر عرفت الطب والهندسة وباقي التخصصات العلمية قبل أن تعرفها أي جامعة مصرية.
>> أيضًا كيف ترى مطالبته السماح للمسيحيين بأن يدرسوا في جامعة الأزهر؟
إذا حفظ المسيحي القرآن والتحق بسنة أولى معهد أزهري فمرحبًا به، وليس لدىَ مانع أن يدرس بجامعة الأزهر؛ مثله في ذلك مثل أي طالب أزهري.
>> البعض يرى أن ما يقال ويكتب ضد قيادات الأزهر انتقادات مشروعة في حين أنكم ترونها حملة شرسة هدفها إسقاط الأزهر؟
نحن نقبل النقد بشرط أن يكون بناء وقائمًا على أدلة ملموسة، لأننا بشر ولسنا ملائكة؛ ولكن ما نراه الآن هو حملة ممنهجة من بعض الإعلاميين الذين مهما فعلوا لن ينقصوا من قدر الأزهر شيئا ولن ينجحوا في إعاقة مسيرته التنويرية ومساعيه وجهوده الحثيثة في محاربة التطرف ونشر الفكر الوسطي، وسيظل الأزهر الشريف شامخًا بشيخه وعلمائه وطلابه.
>> منتقدو الأزهر يهدفون إلى إصلاحه -كما يؤكدون - وأنتم ترون أن هدفهم"علمنة الأزهر"؟
أقول للمدعين بأن في الأزهر اعوجاجا: "هاتوا برهانكم"؛ الأزهر كان ومازال وسيظل قلعة لنشر الفكر الوسطي وعلماؤه حريصون على تدريس صحيح العلم الشرعي، ولا محل في جامعته أو أي هيئة من هيئاته لـ"العلمنة" التي قد تحدث في أي جامعة أخرى إلا جامعة الأزهر لأنها ذات صبغة خاصة.
>> في الأشهر الأخيرة تغيرت نبرة الحديث لدىَ جميع الأزهريين وصاروا متوحدين خلف الإمام الأكبر.. ما الأسباب التي أدت إلى ذلك؟
الإمام الأكبر؛ بالنسبة لنا هو الرمز، لأنه يدعوا دومًا إلى التنمية والرقى وتحقيق المزيد من الإنجازات، وهو يريد أن يكون لجامعة الأزهر خصوصية، وأن يكون العمل بها في تطور دائم يتماشى مع المجتمع وهذا ما يحثنا عليه دائمًا خلال اجتماعاته معنا، وأعتقد أن الدور الحالي الذي يلعبه الأزهر الشريف بكامل هيئاته لم يكن موجودًا قبل 7 سنوات من الآن؛ فالجميع شاهدوا مواقفه التاريخية عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير ووثيقته التي اعتمد عليها أثناء كتابة دستوري 2012 و2014، وأخيرًا وليس آخرًا توحيده لصف قيادات الديانات السماوية في مواجهة التطرف والإرهاب وإقرار السلام في مؤتمر: "الحرية والمواطنة" الذي عقد في القاهرة منذ أسبوعين.
>> أخيرًا هل جامعة الأزهر أنهت استعداداتها لامتحانات نهاية العام؟
بالتأكيد؛ لأننا نعتبر امتحانات نهاية العام الجامعي هي الثمرة التي نقطفها عقب عام دراسي طويل، كما أننا نشبه عملية الامتحانات بـ"الحرب" التي يجب حشد الجهود لكسبها، وبالرغم من أن موعد الامتحانات لم يحدد بعد إلا أن كافة الكليات أنهت جميع الاستعدادات لها.
