رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «تكية إمبابة» تكافل مجتمعي لمحاربة الفقر

فيتو
18 حجم الخط

مصر المحروسة، معروفة منذ قديم الزمان بأنها أرض الكرم والجود، ومنبع الخيرات، ولم تكن مقولة «مصر أم الدنيا» مجرد كلام أجوف، أو (فض مجالس) كما يحلو للبعض أن يشيع، ولكنها حقيقة لا تقبل التشكيك، فالمصريون كانوا، وسيظلون دائمًا أهل كرم، فهم يقدمون بسخاء ولا ينتظرون مقابلا من أحد.


«تكية إمبابة»، فكرة خطرت ببال مجموعة من الأشخاص، وأصروا على تنفيذها، حيث يقدمون الطعام والشراب دون مقابل، للفقراء والمحتاجين، كل يوم جمعة، ويركزون فيها على المناطق الشعبية.

وخدمة هذه التكية كانت في القديم ميدانا للتسابق بين حكام الأسرة العلوية في بلاد الحجاز، وتجددت على يد فاعلي الخير في هذه المنطقة، لخدمة الفقراء والمساكين، الذين يظلون بالشهور لا يتذوقون طعم اللحم.

وفى هذا الإطار، يقول إمام عبد الموجود يوسف، أحد المسئولين عن تنظيم «التكية» في منطقة إمبابة، وأيضا المسئول عن طهي الطعام للمواطنين الوافدين للتكية، في منطقة إمبابة: إن الهدف الأول والأخير للتكية، هو إطعام الفقراء والمساكين داخل امبابة بأكملها، مضيفا أنهم لا يحتاجون سوى كوب أرز وكيس ملح وزجاجة زيت من المحبين للفكرة، ورجال الأعمال المتطوعين، ويتم التواصل معهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلا: «على آخر الأسبوع، بنكون جمعنا 200 كيلو أرز، و150 كيلو لحم، ونبدأ في طبخها وتقديمها للناس، في هذا اليوم».

وأوضح «إمام»، أنه لم يرد أن يوزع على الناس القادمين للتكية طعاما مغلفا، ولكنه يفضل أن يطهو الطعام أمامهم، وأيضا يأكل منه، قائلا: «أنا عايزهم يطمنوا، وميحسوش بأي حرج وهما بياكلوا».

تابع: تم تقسيم منطقة إمبابة إلى 5 مناطق، وكل أسبوع يتم تغطية منطقة منهم، على مدار اليوم بأكمله، مشيرا إلى أنه تم اختيار منطقة إمبابة؛ لأنها تجمع الآلاف من الفقراء والمساكين، في كل منطقة في إمبابة، مختتما حديثه بعبارة: «إحنا شعارنا: إمبابة بلا فقر».

وتابع «محمد مبارك»، المسئول المالي في تنظيم «التكية»: إنه يحلم بأن تستمر هذه التكية في رسالتها، وأن يقدم الطعام يوميا، وليس أسبوعيا، قائلا: «حلمي هو إني أقدم للناس الثلاث وجبات، مش وجبة واحدة بس»، موضحا: إنهم قسموا أنفسهم إلى 7 أشخاص، كل واحد منهم مسئول عن شيء محدد في تنظيم التكية.

وأكد «محمد» على استعداده لتقديم وجبات الطعام للفقراء والمحتاجين في كل المحافظات، وليس في إمبابة فقط، قائلا: «هدفنا من التكية، هو إننا نقدم وجبات الطعام للناس اللي ممكن متكونش بتشوف اللحمة، وناكل معاهم»، وتمنى أن تكون التكية متواجدة في كل مكان؛ من أجل التغلب على الفقر.

كما قالت إحدى المتطوعات المشاركات في تقديم وجبات الطعام للمواطنين الوافدين للتكية: إنها سعيدة بالمشاركة في هذا العمل الخيري، وتمنت أن تنتشر هذه الفكرة في مصر كلها، قائلة: «نفسي مشوفش حد فقير، ومش لاقي ياكل».
الجريدة الرسمية