خبيرة نفسية تكشف مخاطر خطوبة الأطفال على الأسرة والمجتمع
طالعتنا الأخبار من أيام عن خطوبة أصغر طفلين بالقليوبية، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي الخبر، الذي فجر العديد من التساؤلات، حول تأثير ذلك على مثل هؤلاء الأطفال، ونظرتهما للحياة بعد أن تمت خطبتهما، وهما دون العاشرة من العمر، كذلك تأثير ذلك على الأطفال الذين سيصل لهم هذا البر.
وتشير الخبيرة النفسية سهام حسن إلى أن هذه الواقعة ليست الأولى، والأمر بدأ يتخذ شكل الظاهرة، والتي تتركز في القرى، بين أصحاب الطبقات الأعلى من المتوسطة، والتي يتمحور سببها بالنسبة لهم في شقين، الأول التباهي والتفاخر بما لديهم من أموال، خاصة أن تركيز الخبر كان عن قيمة الذهب الذي قدمه أهل العريس الطفل، لأهل العروسة الطفلة، وكذلك الزفة وتكاليفها.
والشق الثاني والأكثر خطورة، وهو تغليب المصالح الشخصية بين العائلات، واستغلال الأطفال من خلال دمج النسب بالماديات، وكل ذلك يعكس غياب الوعي الاجتماعي والتربوي بين هؤلاء.
وبالنسبة لتأثير ذلك على الأطفال، الذين يتم خطبتهم، وهم لازالوا في عمر الزهور، فتشير سهام إلى أن ذلك من شأنه أن يقتل براءتهم، ويحرمهم من الاستمتاع بمرحلة الطفولة، كما أنه سيعيد توجيه أهدافهم واهتماماتهم، فبعد أن كان التعليم والتفوق، والوصول لأعلى مراتب العلم، هو ما تحلم به أسرة الطفل ويحلم الطفل بأن يكون طبيبا أو محاميا، أو أن تصبح الطفلة طبيبة أو مدرسة، سيكون الزواج وفستان الفرح، والبيت وتجهيزاته هو كل أملهم، مما سيخلق جيلا بلا وعي.
وتلفت الخبيرة النفسية إلى امتداد تأثير ذلك على جيل بأكمله من الأطفال، سواء المحيطين بهؤلاء الأطفال، أو بمن سيصل إليهم الخبر من خلال المحيطين من أولياء أمور، أو القنوات الإعلامية، فسيؤدي ذلك إلى تفتح مدارك الأطفال على علاقات تتخطى أعمارهم، خاصة أن كثيرا ما نلاحظ ارتباط الأطفال عاطفيا بزملائهم وزميلاتهم في المدرسة، والتصريح بحبهم لهم في هذا السن الصغير جدا، فعندما يجدون أنه بالفعل هناك من يتم خطبتهم رسميا، سيفكرون جديا في مثل هذه الأمور.
تضيف سهام أن ذلك من شأنه أن يخلق جيلا كل همه الزواج والارتباط، وستتراجع الأهداف الأساسية كالتعلم والتفوق، والتميز بين الأقران، سواء رياضيا أو دراسيا ومجتمعيا، الأمر الذي يخلق فجوات مجتمعية تحمل الكثير من المشكلات المجتمعية القائمة على تراجع الوعي والثقافة، في وقت نحن في أمس الحاجة لجيل ناضج فكريا وثقافيا.
وتناشد سهام حسن كل القائمين على رعاية وحماية حقوق الطفل المصري، من منظمة حقوق الطفل والمجلس القومي للأمومة والطفولة، إلى ضرورة مواجهة هذه الظاهرة، ونشر الوعي المجتمعي بحقوق الطفل، وطرق التعامل معه في مختلف مراحل عمره، وفقا لمدركاته النفسية والعقلية.
