رئيس التحرير
عصام كامل

«كراش الزمن الجميل».. صراع فتاتين على فريد الأطرش في «لحن الخلود».. ماجدة تحب العندليب في صمت.. الشناوي يكتب «لا تكذبي» لنجاة.. وأمينة رزق تحيا على ذكرى يوسف وهبي


«وهاتلي قلب لا داب ولا حب ولا انجرح ولا شاف حرمان».. هكذا شدت كوكب الشرق «أم كلثوم» في أغنيتها «فات الميعاد»، لتكون تنبيهًا لكل من أدركه الحب، واختلجت نفسه بمشاعر النشوة بذكرى الحبيب، ولكنه شعور بالقهر والوجع حينما تحب شخصًا لا يحبك وتستمر في حبه رغم عدم إحساسه، لتدخل رحلة حب يكتبها الألم.


«الحب من طرف واحد»، اختلق له أبناء الجيل الحالي مصطلح «الكراش»، أي أن يهتم الشخص بآخر في صمت ويتابع أخباره باستمرار، لكن نماذج الكراش أيضًا احتوتها كثير من مشاهد الدراما المصرية.

فاتن حمامة
توفي والدها عقب أزمة قلبية تعرض لها بعدما اكتشف سرقة ابنه الفاسد للمال الذي كان يدخره لزواجها وأختها، هذا هو ملخص حياة "فاتن حمامة" في دور "وفاء" بفيلم لحن الخلود عام 1952، حيث انتقلت هي وأختها إلى بيت زوج خالتهما، بعدما أوصى والدهم صديقه فريد الأطرش الذي يجسد دور "وحيد" عليهما، وفي تلك الأثناء، يلتقي وحيد مع سهام التي تجسد دورها "مديحة يسري"، وتحبه، ولكنها لم تكن الوحيدة التي وقعت في غرامه، فقد أحبته وفاء ولكنها لم تفصح عن مشاعرها بعدما عرفت أن وحيد يحب سهام وسيتزوجا، مما أصابها بأزمة قلبية، قررت بعدها دفن مشاعرها، لأنها لن تخون من أكرمتها وآوتها في بيتها، وسترضى بصاحب والدها الغني الذي يكبرها بأعوام ولكنه يحبها، ولكن عندما علم وحيد بذلك، تعجب من قرارها، وقطع شهر العسل مع سهام، ونزل على الفور لوفاء، مما دفع سهام للشك بوجود حب دفين بين الطرفين، وتتصارع الأحداث وينكشف الحب، ويترك وحيد سهام، ويتزوج وفاء في النهاية.

العندليب
لطالما أحبته دومًا في الواقع وفي الأفلام، وجمعتهما مشاهد رومانسية جسدت صراع الحب القاتل، حتى أنها تركت عبدالحليم حافظ وأحمد رمزي من أجله، في فيلم أيامنا الحلوة عام 1955"، حيث أحبت فاتن حمامة عمر الشريف، في نفس الوقت الذي تصارع فيه على حبها عبدالحليم "على" ذلك الطبيب البيطري الذي يطمع عمه الثرى في زواجه من ابنته "بخاطرها"، وأعجب بها أحمد رمزي "رمزي" الملاكم أيضًا، وتسابق الثلاثي للفوز بقلبها، ولكنها كانت تميل أكثر إلى أحمد "عمر الشريف" الوقور المهتم بدراسته والذي عرض عليها الزواج فوافقت، فغضب "رمزي" وترك البيت ورحل بعيدًا، ولكنه عاد وتجمع الثلاثة حولها بعدما اكتشفوا مرضها بالسل الذي استدعى إجراءها عملية جراحية باهظة التكاليف في ذلك الوقت ويتسابق الثلاثة على مساعدتها.

ماجدة
"تحب شخصًا لا يحبك، وآخر يحبك ولا تحبه" هكذا سار الأمر عندما أحب عبدالحليم حافظ "آمال فريد" في فيلم "بنات اليوم" عام 1956، بعد أن جذبته بتحررها وتطلعها لمظاهر الحياة والمرح، وفي تلك الأثناء كانت الفنانة ماجدة التي تجسد دور "سلوى" وقعت في حب عبدالحليم حافظ، إلا أنه توجه لخطبة أختها "آمال فريد" التي تجسد دور "ليلي" في الفيلم.

وبينما تنشغل سلوى بحب سلوك خالد وأخلاقه، أحبته، ولم تنتبه لحب أحمد رمزي الذي يجسد "فتحي" وهرب مع فتاة أخرى بعيدًا عنهم بعد أن أدرك حبها لصديقه، لينكشف الأمر في النهاية بعدما اعترف عبدالحليم حافظ بحبه لماجده.

أحمد رمزي
وفي عائلة زيزي عام 1963، شاب مشاغب بكلية التجارة، يهوى الفتيات لدرجة أنه جعل من حجرته معرضًا لصورهن، حتى جاءت تلك الفتاة التي غيرت تفكيره، ففي الفيلم الذي جسد فيه أحمد رمزي دور "سامي" طالب كلية التجارة، قرر أن يترك اللهو واللعب، ويتجه إلى تعلم اليوجا والانتباه لدراسته، لينال حب "ليلي" التي جسدت دورها "ليلي شعير"، تلك الفتاة التي ظهرت في الفيلم بشخصية القوية الجادة صعبة المراس والتي لا تعرف الدلع.

محمد هنيدي
خلف الدهشوري، ذلك الشاب الصعيدي الذي سافر من بلده سوهاج بعد حصوله على منحة بالجامعة الأمريكية للدراسة بالمجان لتفوقه في الثانوية العامة، ووقع في حب عبلة التي تجسد دورها "غادة عادل" الفتاة الأرستقراطية، وحاول التعبير لها عن حبه من بهدايا بسيطة، وإلقاء الشعر عليها بمساعدة صديقيه "علي" أحمد السقا و"حسين" طارق لطفي، ولكن انشغاله بإثبات حبه لعبلة، لم يجعله ينتبه لحب سيادة "منى زكي" له، والتي كانت تحاول هي الأخرى التقرب منه.

أمينة رزق
وبينما كانت تلك القصص، هي روايات تناولها الأفلام وعكست واقعًا نحياه الآن، دارت على أرض الواقع قصص حب تشابهها تمامًا، حيث أحبت الفنانة أمينة رزق الفنان يوسف وهبي، عندما انتقلت للعمل بفرقته، لكنها لم تجرؤ على إعلانه حبها، فلم تجد منه تجاوبًا، فقررت رفض الزواج والعيش للحب.

القصبجي
ولا ننسى الملحن محمد القصبجي أحد عشاق كوكب الشرق الذي اكتفى أن يصبح عوادًا في فرقتها ويترك التلحين باسم الحب، أملا في أن يعطف عليه قلبها، وأسس لها أول تخت شرقي يصاحبها بحفلاتها، بعدما فضلت عليه ألحان رياض السنباطي، ومحمد الموجي.

كامل الشناوي
أما الكاتب كامل الشناوى، فأحب الفنانة نجاة الصغيرة من طرف واحد، وعاش مخلصًا لها رغم عدم مبادلته نفس الشعور، ورغم أنه قدم لها أجمل القصائد التي أظهرت جمال ونعومة صوتها فإنها فضلت عليه الأديب المصري الراحل يوسف إدريس.

فكتب لها قصيدة «لا تكذبي»، ونظمها وهو يبكي فاختلطت دموعه بالكلمات، ورغم ذلك لم ييأس من حبه، وظل يحاول التقرب منها، لكنه قال عنها لصديقه المقرب مصطفى أمين: «لا أفهمها، فهي امرأة غامضة لا أعرف هل هي تحبني أم تكرهني؟ هل تريد أن تحييني أم تقتلني؟».
الجريدة الرسمية