رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد الغرباوي يكتب: ربي.. إنه حبيبي.. سامحني

فيتو
18 حجم الخط

رَبّى.. إنّه حَبِيبى.. سَامِحْنِى..؟
ﺭَﺑّﻲ..

أعوذ بِكَ مِنْ كَسْرِة النَّفْسِ..؟
ومِن بَسْمٍ لا رُوح فِيه..؟
وبَعْد فَرح..

أعوذ بِكَ مِنْ حُزْنٍ صَلْدٍ
لا يُخْدَشُ وَلايَنْجَرِح..!
وَأعوذُ بِكَ مِنْ إنْقطَاع الوَصْلِ بَعْد التَعْوّد..
وَضمور شَجن الرَّوْعة بِفَقْدِ نُبْلِ وَرِفْعَة سُلْطَان الجَمالِ..
ومِنْ شَبْقِ هَوى لِمَنْ لا أمَان لَهُ..!3
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

ﻻ ﺗُﺒﺎعد ﺑَﻴْنى ﻭَﺑَﻴْﻦَ ﺷَﺨْصٍ..
ﺃﻧْﺖَ ﺗَﻌلم أﻥّ ﺳَﻌَﺎﺩﺗِﻲ ﻟﺂ ﺗَﻜْﺘَﻤﻞُ إﻻ ﺑِِﻘُﺮُﺑِﻪ..
وَوجُودى هُوَ نِصْفَه.ُ.
وَحيْاتِى.. كُلَّى وَجْدَهُ..!

،،،،،

ﺭَﺑّﻲ..

امْنَحْنِى القُدرة عَلى أنْ أرْحَل
فِى صَمْتٍ أرْحَلُ لكىّ أَعُود..
رُبّمَا يَلتفت حَبِيبى لانْتِبَاهى..
فَلا يَعْدُ يَتجَاهَل حُبّى..؟
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

فِى صَباحات ومَساءات يَومى
خَفّف ثِقلَ الحَنِين مِنْ مِخْلاة التّبَقّى..
فلمْ يَعُدْ..
لَمْ يَعُدْ حَبِيبى يَشْعُر بِه أبدًا
لا فِى غِيْابِى وَلا فِى حَرَمِى..!
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

ارْحَمْنِى مِنْ شَغَفٍ لحَنِينٍ كَانَ..
كَانَ آخر مَدَى بَهاء خَيْرٍ فِى عُمْرِى..
يَرحْلُ.. يَرْحَلُ وَ
وَيَخْلفُ لِى وِحْدَتى وَأطْلال أمْسِ..؟
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

هَل يَوْمًَا خَذَلَتْنِى كُنْتُ..
كُنْتُ أسِير حَيْثُ لا أدْرى..؟
فَلِما..
لَمْ أقاتل شَيْطَان نَفْسِى فِى اسْتِسْلامى وَجُبْنِى..؟
لِمَا لَمْ أمْنَعَها تَخُون..
دُونَ أنْ أتَجَمّد فِى صَدْمِى ودَهْشِى..؟
حَبِيبى..
سَامْحِنى كِلانَا يَخُن فِى وَهْنٍ..
وَهَنٌ وَعَجْزٌ..؟
واليْوَم وَحْدِى..
وَحَرِير حُزْنِى شَرْنَقة خَنْقَى..!
وَينْكِسر مِيزان العَدْلِ المُقَدّس
تَتْلوّثُ شَفْافيْة رَوْحِى..!
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

فِى انْتظار حَبِيبى يَأتى
لا تَدع الصَمْتَ يَأكُل عُمْرى..؟
مَجْرُوحٌ بَعْد رَحْلِ..!
وَقلبى يَتأمّل مَنْ يَتحدّث
دُون شُعوره بِحقَيقة (عِشْقِ رَوْحِى)..؟
لَيْتَنا..
لَيْتَنا لا نَتْعَلّم الصَمْتَ أبْدًَا.. !
وَليْتَه لايَصِبْنَا ابْتَلاء فَقْرِ..؟
وليْتَنا نَحْيَا وَاقعَ فِعْلِ كَلْمِ..
لا ثَرْثَرة صَمْتٍ.. سُكون أبَدْ.. مَوات عَيْشِ..!
فَكَمْ مِنْ صَمْتٍ وَهْمٍ عَظَمة..
يَعْتلى الريْاءَ ظَهْر فَرْسِ..!
وَيَصْهَلُ الجَوَادُ مِضْمَارَ زَيْفِ..!
وَكَمْ مِنْ صَمْت
يُتَوّجُ عَاهِرةً حِجابًا دُونَ سَتْرِ..!
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

أقِمْ إعْوجَاج حُبّى قُبيْل كَسْرِ رَوْحِى..؟
قوّي شَوْكَتِي الهَشّة أمَام خَلْب ضَىّ عَيْنَيْها..؟
مَا لَمْ تَمِدُّها بِقوّةِ قَدرِ لَوْحَكَ المَحْفوظِ..؟
ويَسِّر لفِكْرى رَحْمَةً..
تُمَكّن مَا أعْجَزْنِى فِى بَأسِ..؟
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

بّيْن دَفْتَىّ (مَغْفرةٍ) وَ(عَفْوٍ)..
لَمْلم حِكَايْتِى التي رَحْلَتِ في قارب (رَحْمَة)..؟
وشدُّ أشْرِعتى بِقُدسِ رِيحٍ عِلويّة بَعْدُ..
بَعد حَصَادِ عَذَاباَت خَيْباَت نِجوم و
وَغَيْماَت شِمُوس فِى أزِقّة تِرْحَالات مُدِنى..؟
تَبْحثُ عَنْ مَضْجعِ هَادِئ..
لا يَخْتَرقه طَيْفٌ عَائِدُ خَلْفَ الزَمَنِ الآخذ فِى الإفول..
بَائِد عَن عَمْدِ..؟
وَيَمْتَد عَلى سَفْحِ مَوْجِ شِبَاكِ مَطرِ..
وَنَجْنّى مِنْ صَيْدِ مَوْتٍ يَوْم حَبِيبى هَجَر..
هَجَر..؟

،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

أكَان حَبِيبى رَغْبة مَحْمُومة فِى أسْرِ عِشْقٍ..؟
تَأبَى حُرْيّة فُرْقَة..؟
عَصِىّ عَلى سَيْلِ دَمٍ لُقَا.. فَيَتْجَلّط فِى وَرَيدى بُعاد..
بُعَاد دُونَ رَحْلِ..؟
أمْ هُوَ دَيْمُومة تَشوّق وَ(حَشْرَجِة وَله) لرِغْبَةِ فِى سَفْرٍ طويل.. وَلا..
لا أمَل فِى وَصْلٍ وَلا وِصَال..!
أمْ حُرْيّة..
حُرْيّة احْتِوَاء..؟
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

يَومًْا مَا تَكفّ الدُنيّا عَنْ الاحْتَواء..
فتَبْحثُ عَنْ احْتِواء آخر..
تَنْشِدُ حَيْاتها دَاخل احْتِواء يَرْغَبُها احْتَواءًا..
يَمْتزجان حُبّا فِى الله..
ربّى..
امْنَحْهَا حُرّيْتها مُتْعَة وَبَهْجَة وُجُود..؟
وَأرْضِنى بِعْبُودِيّة (عِشْقِ رَوْحِى)..؟
دّعْ لَها بَابًا.. نَافذة تَتَنَفُس.. وَلو ثُقبًا.. مِنْ خِلال تَغْريد عُصْفور يُنَاجِى قَلبَها.. زَقْزَقة حُبّ..
وَيَغْشَاها تَغْريد الاحْتِواء الأمْثل.. والالْتِحَاف الأكْمَل.. ويُسْكَرها شَهْد أحْلَى مِنْ عَسْلِ خَلايْا قَلْبى وَرَوْحِى وَعَقلى وَجَسدى.. التي كَانَت هِى مِتَوّجَة عَليْه مَلِكَة عُمْرِى..!
وتَعجز الرُّوحُ عَنْ فكّ أسْرَها أنانيّة امْتِلاك..!
قلبٌ أسير.. فِى حَاجة إلى ضَىّ فَنَار.. يَتبعه طَريقُ حُرّية.. قُبَيْل أنْ تُغلّ وَتُسْجَنُ فِى عِبُوديّة رَحِمْ..!
أَسْرُ رَحْمِ يَحْيَاها صُبْح مِسَا حَيْاة..
فَمَا الدُنْيَا..
مَا الدُنْيَا إلا حُّرْيّة..
حُرْيَّة احْتِوَاء..!
فَكمَا تَشَاءُ إمْنَحها الدُّنْيَا حُرّية..؟
وإنْ غَدا (عِشْقِ رَوْحِى) دَيْمَومَة قَيْدِ..؟
فأنْتَ رَبّى كُلّ شَىء البَاقِى أبَدْ..
وَلا يَبْقَى..
لاشَىء يَبْقَى للأبَدْ..؟
وَلاحَيْاة جَنّة أرضْ.. تَقف
تَقَفُ عِنْد أحَدْ..؟
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

وَلأنّى فِى الله أحْبَبْتَها فَعَلَوْت وَدِينى..
وَسِرْتُ عَلى هَدِىّ فَنَارِ لذَاذَة الزَّاهِدين فيما هُوَ دُون الحُبّ في الله..
وَلأنّى فِى الله عَشِقْتَها دَنَوْتُ إلى سِدْرِة مُنْتَهى رِحَابَك الأسْمَى..
فلمّا أبَتْ.. وَلقَنْدِيل يَقِينى أطْفَأتْ..
كَفانِى شَهادَة ربّ وَتَوْبِةِ أبَدْ..!
وإلى الله تَهادَى (عِشْقُ رَوْحِى).. أضْوِيْةُ سَحَر رَبّى..
فِى شَجن ِوَحْدِى وَأنْتِ..
رَبّى..
عَلى الأرْضِ أمْهِلْنِى قليلًا مِنْ الوَقْتِ أتوضأ..
لأن مَوعْدَ طَلّ حَبِيبى فِى ظِلّ حُبّى آتٍ..
آتِيْةٌ هِىّ وَآذان فَجْرِى..
فَأطُهّرُ رَوْحِى.. رُبّمَا
رُبّمَا أتَمَاسّ وَبَطْنَ كَفّها سَلامًا..؟
سَلامٌ يُدثّر رَوْحِى..
وَفِى هُدوء أناَمُ آخر لَيْلِ..!
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

كُلِّنَا نُولد لِنَمُوت..
وَنَمُوت حِين يَأْتِى المَوْتُ.. إلّا عِنْدَمَا نُحِبُّ..
وَفِى حَيْاتِى تَـ.. قَـ.. طَ.. رَ.. تُ.. حَيْاة..!
غَصْب عَنِّى..
يَلِصّنِى حُبّهَا دُونَ الذهِابِ إليْهِا..
يَجُرّنِى دُون رَمْىّ خَيْطِ وَصْلٍ بَيْنَنَا..
وَلا اسْتِسْلام لغَوَايْةِ رِيحٍ تَحِفُّ حِسّ جِلْدَنَا.. و
وَعَلى الحُبِّ أصْبِرُ..
وَلَمْ أطِقْ لَذَّةَ شَهْوَةِ صَيْدٍ..
وَلاغَدْر قَنْصٍ..!
يَنْفُذُ الصَبْرُ.. و
وَيَبْقَى الحُبّ..!
،،،،،
رَبّى..

ضُمّنِى إليْكَ يَقينَ زُهْدٍ..؟
ضُمّنِى إليْكَ بُرْكَانَ خَضْعٍ..؟
ضُمّنِى إليْكَ حَنَانَ لَوْعٍ..؟
ضُمّنِى إليْكَ َوَمْضَ بَرْقٍ..؟
ضُمّنِى إليْكَ والذرّة الأخيرة مِنْ رِقّ شَوْقٍ..؟
ضُمّنِى إليْكَ آخر نِدْفَةُ عَالِقَة بَحَريق قَلب عَابِد حُبًّ..؟
ضُمّنِى إليْكَ نهاية العَالم.. وَانْتِحَارٌ يُغْرِقُ دَمّه..
يَسْرِى وَرحِيل حَبِيبته..
يَتْفَجّرُ فَرِحًا زَغْرُدَةَ مَىّ عَلى بَضّ الفَخْذِ
وَعَلى بَتولِ خَدّه يَنْهَمِرُ دَمْعه..!
وَفِى (عِشْقِ رَوْحَه) حَنينٌ
حَنِينٌ يَخْتَنقُ فِى تَوْغَلِ عَطْشه..؟
وَعَلى أدْنى حَوْافِ ضِفَافِ جَنَانَك إنْثُرنى
انْثُرنِى رَمَادَ التْيَاعِ وَجْدٍ.. وَجْده..؟
رّبّى إنّهُ حَبِيبى..
سَامِحْنِى..؟
سَامِحْنِى..؟

الجريدة الرسمية