رئيس التحرير
عصام كامل

الذكرى السبعين لشاعر البؤس والجوع

 الشاعر عبدالحميد
الشاعر عبدالحميد الديب

احتل الشاعر عبدالحميد الديب المركز الأول فى الفقر والبؤس والجوع، عاش فقيرا ومات معدما، وقضى سنوات عمره هائما شاردا مشردا، بالرغم من ذلك فهو شخصية عبقرية وشاعر صاحب لسان فصيح وبليغ حتى سمى شاعر الفقر والبؤس ملأ الدنيا نواحا وأنينا.


ولد الديب عام 1898 بقرية كمشيش المنوفية لأسرة فقيرة فوالده فلاح فقير يعول أسرة كبيرة، نظم الشعر منذ كان طفلا فكان يهجو أقرانه ويسخر من شيخ كتاب القرية، أرسله والده للعمل صبى جزار عند جزار القرية لقاء قروش قليلة تساهم فى سد جوع العائلة، يمشى حافى القدمين ويرتدى ثياب مهلهلة ولذلك شب شاعرا باكيا حزينا، ألحقه والده بالأزهر الشريف وسكن حى قصر الشوق فى غرفة ضيقة حقيرة، قرأ أمهات الكتب وروائع الشعر العربى، بعد إتمام دراسته بالأزهر التحق بكلية دار العلوم التى كانت تصرف وجبة غذاء للطالب ومبلغا من المال، وأثناء دراسته يكتب ملاحظاته فى كراسة تلازمه.

وذات يوم فى حى بولاق سمع رجلا يغنى على أحد المقاهى ويقول: "والله تستاهل ياقلبى"، فأكمل الديب الأغنية فاحتضنه الرجل فإذا به سيد درويش الذى وجد فى الديب ضالته المنشودة، وأخذ الديب للعيش فى بيته الذى لم يتركه إلا عند وفاة سيد درويش، خرج بعدها إلى الشارع شريدا صعلوكا من صعاليك الشعر بلا مأوى يطلب المنح والعطايا من ذوى القدرة.

وفى ظل الضنك والفقر لجأ الديب إلى الخمر لينسى أحواله حتى إنه حين أهداه أحد معارفه بدلة جديدة قال له كامل الشناوى وقد تغيرت هيأته: "أراك متنكرا يا ديب" وأدمن الخمر وشم الكوكايين ويصاب بانفجار فى شرايين القلب ويدخل مستشفى القصر العينى ويغادر الدنيا فى 3 أبريل 1943.
الجريدة الرسمية