رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل القمة المصرية اليونانية القبرصية بالاتحادية.. ملفات التعاون تتصدر المباحثات.. السياحة والزراعة والطاقة أبرز المجالات.. مناقشة تطورات الأوضاع بالمنطقة.. والسيسي يستعرض النتائج في مؤتمر صحفي

فيتو
18 حجم الخط

انطلقت فعاليات القمة الثلاثية "المصرية - اليونانية - القبرصية" صباح اليوم الثلاثاء بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أنيستاسياديس ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس.


القمم السابقة
وبحثت القمة تفعيل ما تم الاتفاق عليه في القمم الثلاثة الماضية من تنفيذ مشروعات مشتركة في عدد من المجالات من بينها الزراعة والاستزراع السمكي والسياحة والطاقة والنقل البحري، والأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة، فضلًا عن سبل تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.

وجاءت القمة في إطار التعاون مع دول شرق البحر المتوسط والخصوصية التي تتصف بها علاقات مصر واليونان وقبرص لتعزيز العلاقات بين الدول الثلاث وتنسيق المواقف بما يحقق مصالح شعوب الدول الثلاث.

التعاون
وتصدرت المباحثات العديد من الملفات على رأسها ملف التعاون على أساس أولويات الدول وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة عن طريق التنسيق الدبلوماسى بينهم على المستويين الإقليمى والدولي، بجانب اتخاذ مبادرات لمصلحة الدول الثلاث من خلال الدعم والشراكة بينهم في مجالات الطاقة والاقتصاد والسياحة والثقافة والنقل البحرى مع إقامة جبهة مشتركة لمقاومة الأخطار التي تهدد منطقة شرق المتوسط مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتفرقة العنصرية وهو ما يهدد الدول ومستقبلها، بهدف أن يكون نموذجًا للتعاون الإقليمى في منطقة الشرق الأوسط.

مؤتمر صحفي
وعقد السيسي مؤتمرا صحفيا مشتركا، حيث تحدث كل زعيم إلى وسائل الإعلام عقب انتهاء القمة الثلاثية.

وبدأت فعاليات القمة بجلسة مباحثات مغلقة عقدها السيسي مع الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاث.

وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر إزاء عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية وتعزيز وتوثيق التعاون فيما بينها في كافة المجالات كما عبرت القمة عن رؤيتها المشتركة لمختلف القضايا الإقليمية والدولية واتفاقها على إقامة آلية للتشاور الثلاثي بهدف العمل على إطلاق كامل الطاقات لتحقيق الفائدة لشعوب الدول الثلاث والمنطقة بأسرها.

أهم الملفات
وبحثت القمة ملفات الطاقة والتطورات الإقليمية والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر والتطورات المتعلقة بمشكلة قبرص فضلا عن التعاون بين الدول الثلاث في عدد من المجالات بما في ذلك الزراعة والبيئة والنقل الجوي والنقل البحري والتجارة.

وتم التباحث بين الدول الثلاث حول قضايا حماية البيئة والنقل البحري ورحلات الترفيه واثنين من الإعلانات المشتركة .

كلمة السيسي
وألقى السيسي كلمة قال خلالها: يطيب لي في البداية أن أرحب برئيس جمهورية قبرص، رئيس وزراء جمهورية اليونان، اللذين اجتمعت معهما اليوم في إطار تعزيز العلاقات التاريخية الفريدة بين حضارتين أنارتا بالأمس طريق العلم والتعايش المشترك، وتعملان اليوم على مواصلة مسيرة البناء والتنمية.

القمة الرابعة
وقال السيسي: إنه من دواعي سروري أن استقبلكما اليوم في القمة الرابعة لآلية التعاون الثلاثي بين بلادنا، والتي انطلقت قمتها الأولى من مصر في يونيو 2014، وهو أمر يعكس حرصنا على عقد اجتماعات هذه الآلية على مستوى القمة بانتظام، بما يمثل نموذجًا إقليميًا لعلاقات التعاون وحسن الجوار، باعتباره مدخلًا للحفاظ على أمن واستقرار منطقة المتوسط بشكل عام.

تطوير التعاون
وأضاف السيسي: ولا شك أن اهتمام مصر بتطوير التعاون مع بلدكما هو أمر طبيعي وامتداد تلقائي لتاريخ طويل من الترابط والتواصل بين شعوبنا، ولاسيما وأن هذا الماضي يُحتم علينا جميعًا أن نعمل معًا من أجل تطوير آلية التعاون الثلاثي بين دولنا، بما يضع أساسًا جديدًا لمستقبل يوفر لأبنائنا نموذجًا يسمح بالتعدد، ويرى في الاختلاف رصيدًا للأفكار والمواهب والقدرات، وإنى على ثقة في أن لدينا الإرادة والقدرة على تحقيقه سويًا والتغلب على ما تشهده منطقة المتوسط من تحديات اجتماعية وسياسية واقتصادية.

توافق الرؤي
وتابع: لقد عكس اجتماعنا اليوم توافقًا كبيرًا في الرؤى، ولاسيما فيما يتعلق بتحقيق نقلة نوعية في التعاون الثلاثي بمختلف المجالات خلال المرحلة الراهنة، وذلك من خلال تعزيز الشراكات في مجالات مختلفة تؤسس لوجه جديد من علاقاتنا الإستراتيجية الراسخة عبر تاريخ ممتد من الصداقة والتعاون بين شعوبنا.

المشروعات المشتركة
وأردف: تطرقت مباحثاتنا إلى سبل الإسراع في تنفيذ المشروعات المشتركة في عدد من المجالات، منها تعظيم الاستفادة من موارد الطاقة وتنميتها واستخدامها لصالح شعوبنا، والحفاظ عليها باعتبارها ملكًا للأجيال القادمة ومصدرًا لتأمين الطاقة لها، وذلك إلى جانب المحافظة على البيئة في البحر المتوسط وتفعيل الربط بين موانئ دولنا، بالإضافة إلى المشروعات المشتركة التي يتم إقامتها في مجالات الزراعة والسياحة بهدف توفير فرص العمل لشبابنا وضمان حياة كريمة ومستقبلًا آمنًا لهم.

العلاقات الممتدة
وقال السيسي: على المستوى السياسي والدولي، فقد تطرقت مناقشاتنا البناءة إلى العلاقات الممتدة التي تربط بين مصر والاتحاد الأوروبي، حيث أكدت أن أساس تلك العلاقة هو التعاون الذي يتأسس على الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة، فضلًا عن الرغبة المشتركة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة في ظل ما يشهده الشرق الأوسط وشرق المتوسط من توتر وأحداث تدركونها جميعًا.

الأوضاع الإنسانية
وأضاف: وفى هذا السياق بحثنا أيضًا الأوضاع الإنسانية المُتدهورة في كل من سوريا وليبيا واليمن، حيث أكدنا ضرورة إنهاء معاناة تلك الشعوب ومحاولة استعادة الاستقرار في المنطقة اتساقا مع القواعد الراسخة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

الهجرة غير الشرعية
وقال: كما اتفقنا على الأولوية التي تحتلها حاليًا قضية الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين، وقد استمعت خلال مباحثاتنا البناءة من فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء باهتمام بالغ لرؤيتيهما لهذا الموضوع، وأكدت لهما على رؤيتنا تجاه تلك القضية، والتي تقوم على أهمية أن يتم التعامل مع هذه الظاهرة في إطار منهج شامل ومتوازن لا يُركز فقط على البعد الأمني وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وإنما يُركز على قضايا تنظيم الهجرة الشرعية كالهجرة الموسمية، وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات، إلى جانب دعم التنمية في دول المصدر والعبور.

القضية الفلسطينية
وقال: وتظل القضية الفلسطينية حاضرةً في هذا المحفل، والتي نتفق جميعًا على أهمية التوصل لحل عادل وشامل لها يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يوفر واقعًا جديدًا بالمنطقة، ويساهم في القضاء على أحد أهم أسباب التوتر وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يتطلب من جميع الأطراف مضاعفة جهودها من أجل إحياء عملية السلام بين الجانبين.

دعم مصر
وتابع: كما أعربت خلال مباحثاتنا اليوم عن استمرار دعم مصر لجهود التوصل لحل عادل للقضية القبرصية، بما يضمن إعادة توحيد شطري الجزيرة، ويراعي حقوق كافة القبارصة، وفق قرارات الأمم المتحدة ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة.

الختام
واختتم: أود أن أرحب مُجددًا بصديقىَّ، السيد رئيس قبرص، والسيد رئيس وزراء اليونان في مصر، وأوكد مرة أخرى حرص مصر على مواصلة التنسيق فيما بيننا وبين وزاراتنا المعنية والقطاع الخاص بدولنا لنضمن تحقيق مستقبل أفضل لنا جميعًا رغم التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط.



الجريدة الرسمية