رئيس التحرير
عصام كامل

«الأقفهصي».. شهيد إتريب ناسخ سير القديسين (بروفايل)

فيتو

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأحد تذكار استشهاد القديس يوليوس الأقفهصي والملقب بـ"كاتب سير الشهداء"، ويعود له الفضل كتاب ونسخ عددا من سير شهداء الديانة المسيحية.


ترجع مواليد "يوليوس" إلى مدينة أقفهص وهى "البهنسا الآن" إحدى أشهر المناطق الأثرية بمحافظة المنيا، وذلك في القرن الثالث للميلاد، وكان غنيًا واسع النفوذ لدى السلطات الرومانية مما جعله صديقًا لوالى الإسكندرية حينها إرمانيوس.

ترعرع الأقفهصي بالبهنسا وكان محبًا لخدمة الجميع، خاصة الغرباء والمساكين والأرامل، ومع انتشار الوثنية وعبادة الأصنام وصدور أوامر الولاة بقتل المؤمنين بالمسيح وأتباعه اتهم "يوليوس" بالبحث عن الشهداء وسرد تاريخهم وتكفين الشهداء ودفنهم.

كان لديه ثلاثمائة خادمًا يستطيعون القراءة والكتابة استخدمهم في نسخ سير الشهداء، ولعناية يوليوس بهذه الرسالة الموضوعة عليه كان يبعث برسله إلى جميع المدن المصرية، ليستعلموا عن الشهداء وعما لاقوه.

كما كان يهدف الاعتناء ببقايا أجساد الشهداء فكان يوليوس يكتب السير تبعًا للقصص التي يرويها له كتابه، ثم يعطيها لخدامه ليكتبوا منها عددًا من النسخ.

وبعد سنوات طويلة أمضاها في كتاب العديد من سير القديسين والشهداء - ظهر لله المسيح في حلم يقول له "افرح يا خادم القديسين، فالأكاليل معدة لك.. قم أمض إلى سمنود واشهد لاسمي، فسيؤمن كثيرون بسببك وبعد سنة ونصف سيُبطل قسطنطين الملك عبادة الأوثان وتُفتح الكنائس" وفق ما ورد بسيرة القديس في الكتب المسيحية.

وعلى الفور استدعي يوليوس أبنية أوخاريطس وتادرس وقال لهما: "لقد رأيتما كيف أكتب سير القديسين، وأكفن أجسادهم، وإرسالها إلى بلادهم، فأخذت بركة الكثيرين، والآن احفظا نفسيكما في مخافة الرب".

وقام القديس يوليوس بزيارة إلى قس ناسك يسمي الأنبا كلوج، وبعدها توجه للوالى أرقانوس في سمنود بالغربية وحاول أثناء الوالى عن عبادة الأوثان، فأمر بوضعه على الالات التعذيب واشهرها الهنبازين(آلة تعذيب قديمة استخدمها الرومان، شاع استخدامها أثناء الاضطهاد الدينى الذي شنه الأباطرة الرومان على المسيحية) ليعتصر جسدة ووفق سيرته تدخلت الملائكة وشفيت جراحه.


وواصل يوليوس مطالبته لوالى سمنود العدول عن إيمانه بالاوثان، فأبي الوالى وطالب نحو 140 كاهنًا للأوثان أن يحملوا سبعين وثنًا ويحضروا أمام يوليوس، وأدى الوالى طقوسهم وعبادتهم، ووفق سيرة القديس انشقت الأرض وابتلعت الأوثان وكهنة الوالى الأمر الذي جعل الكثيرين يؤمنون بالمسيحية.

اغتاظ والي سمنود وضرب يوليوس بالحربة حتى شق بطنه، وانما حدثت المعجرة وقام مجددا، وبعدها طالب والوالى إرسال الاقفهصي ونجلة واتباعة إلى والى أتريب وهى جزء من بنها، أمر والاى اتريب بصلب يوليوس على شجرة شرقي المدينة، وترك جثمانه على الخشبة لمدة سبعة أيام، أخبره الجند بأنه قد مات منذ ثلاثة أيام، لكنة عاد معافى.

تعرض لعذابات أخرى كثيرة وتمتع برؤى، وكان سبب ايمان كثيرين بالمسيحية، وأخيرًا استشهد هو وابنه تادرس وخدامه، وقد بنيت كنيسة في الإسكندرية تذكارًا للقديس يوليوس الأقفهصي
الجريدة الرسمية